حاصر آلاف من المواطنين الأفغان مداخل مطار العاصمة كابول، والذى يمثل شريان الحياة الرئيسي لهم، وللأجانب الذين يحاولون الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور.
وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إنه يتم إطلاق الرصاص بشكل مستمر تقريبا خارج مجمع المطار، المدجج بالسلاح.
وتم نقل آلاف الأشخاص عبر المطار منذ سيطرة حركة طالبان على كابول يوم الأحد الماضي، والمطار هو المكان الوحيد بالعاصمة الذى تسيطر عليه القوات الدولية.
وقال شاهد العيان لـ”د.ب.أ” إنه سيتم إغلاق بوابة المدخل الشمالى للمطار، لمدة يومين.
وقال شاهد عيان آخر إن المحتشدين خارج المطار ينتمون إلى جميع الأطياف، وبينهم ممثلون وشخصيات إعلامية تلفزيونية وشباب ونساء يحملن أطفالا حديثي الولادة، وأشخاص معاقون، ضمن آخرين.
وكانت عمليّات إجلاء المدنيّين قد استؤنفت الجمعة من مطار كابول بعدما كانت قد توقّفت لساعات عدّة جرّاء عدم قدرة القاعدة الأميركيّة في قطر على استيعاب المزيد من الأشخاص، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون).
وقال الجنرال هانك تايلور، من هيئة الأركان الأميركيّة، للصحافة إنّ “الرحلات استؤنفت، والرحلات العسكريّة الأميركيّة المتّجهة إلى قطر وأماكن أخرى قد أقلعت، وهناك رحلات أخرى أقلعت نحو كابول في الوقت الذي أتكلّم فيه معكم”، مشيرًا إلى أنّ تعليق الرحلات “حدث في وقتٍ باكر صباح اليوم (الجمعة) واستمرّ من ستّ إلى سبع ساعات”.
من جهته، أوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركيّة جون كيربي أنّ “المرافق (المخصّصة) للاستقبال في قطر كانت ببساطة قد بلغت كامل طاقتها. لم تكُن هناك أماكن إضافيّة لإرسال مزيد من الناس إلى هناك”.
وقد حصلت واشنطن على ضوء أخضر من برلين، من أجل إرسال بعض ممّن تمّ إجلاؤهم، إلى ألمانيا حيث تمتلك الولايات المتحدة قواعد عسكريّة عدّة.
وقال تايلور “نشكر حلفاءنا الذين يتعاونون معنا في هذا الجهد العالميّ، بما في ذلك ألمانيا التي ستهبط على أراضيها رحلات جوّية اليوم”.
في وقت سابق، قال مسؤول كبير في القيادة العسكريّة المكلّفة النقل الجوّي إنّه لم تكُن هناك أيّ عمليّات إقلاع من كابول “لفترة طويلة” نظراً إلى اكتظاظ القواعد في المنطقة.
وأوضح الجنرال دان ديفوي أنّ المشكلة تكمن في “إدارة القدرات” في هذه القواعد العسكريّة غير المجهّزة لاستيعاب آلاف اللاجئين.
وتعرّضت وزارة الخارجيّة الأميركيّة لانتقادات بسبب تعاملها البيروقراطي مع الأزمة، إذ إنّه يتوجّب على الآلاف من كبار السنّ والأطفال أن ينتظروا على مدى أيّام، وفي ظروف صعبة، للحصول على وثائق تسمح لهم بمغادرة هذه القواعد للوصول إلى الولايات المتحدة.
وروى أفغان تمّ إجلاؤهم إلى قطر، أنّ مئات الأشخاص ناموا على الأرض في حظائر الطائرات لأكثر من ثلاث ليالٍ متتالية، في ظل حرارة خانقة، بينما كان الدخول إلى المراحيض متعذّرًا معظم الوقت.
من جهة ثانية، أشار كيربي إلى أنّ جنودًا أميركيّين يتمركزون في مطار كابول قد غادروا حرمه لـ”تسلّم” أشخاص كانوا موجودين “في مكان قريب جدًا”.
وقال إنّه “في وقتٍ قليل، وبعبورهم مسافة قصيرة، تمكّن بعض الجنود من الخروج وتسلُّمهم وإعادتهم” إلى المطار.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أشار سابقًا الى أنّ “169 أميركيًا دخلوا المطار بمساعدة جنود”، لكنّ كيربي لم يؤكّد ما إذا كان الأمر متعلّقًا بأميركيّين.
وتشهد المناطق المحيطة مباشرةً بمطار العاصمة الأفغانيّة حالاً من الفوضى، إذ يسعى الآلاف منذ يوم الاثنين إلى الفرار من البلاد التي باتت تحت سيطرة حركة طالبان المتّهمة بمنع الوصول إلى المطار.
وأكّد المتحدّث باسم البنتاغون أنّ الجنود الأميركيّين الذين خرجوا من حرم المطار، لم يُضطرّوا إلى عبور نقاط تفتيش طالبان. وامتنع عن التعليق على تقارير عن عمليات إجلاء مِن وسط كابول إلى المطار بطائرات هليكوبتر أميركيّة.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم