مالك صقور
بعد تفكك الإتحاد السوفييتي ، وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالتحكم بمصير الكرة الأرضية ، وفرض العولمة على شعوب العالم ، ظهر مصطلح ” الأبلسة ” أو ” الشيطنة ” في الخطاب السياسي والإعلامي من أجل تحويل دولة أو قائد أو حاكم أو جماعة ما إلى ((شيطان كامل ))في الوعي العام . أي ، تصويره شريراً مطلقاً ، بهدف تهيئة الرأي العام لتقبل العقوبات أو الحصار أو العزل أوالغزو أو حتى الحرب .
الأبلسة أو الشيطنة تعني :
– تصنيع صورة سلبية مطلقة للخصم أو العدو ( مثل دكتاتور ، مستبد ، قاتل شعبه ، فاسد ، هاضم حقوق الإنسان ).
– تكرار هذه الصورة في الإعلام عالمياً بكثافة . يعمم التكرار على الفضائيات والسوشال ميديا وكل وسائل التواصل الاجتماعي حتى تصبح الكذبة حقيقة جاهزة .
– استخدام الصورة المبرمجة لتبرير السياسات القاسية مثل التدخل العسكري أو تغيير نظام حكم أو فرض عقوبات اقتصادية ترهق الشعب المعني بالعقوبة وتجوعة .
يؤكد باحثون في العلاقات الدولية أن واشنطن استخدمت هذا الأسلوب مراراً وما زالت تستخدمه ، لأن قوتها العسكرية وامبراطوريتها الإعلامية وثقلها الدبلوماسي يسمحون لها بتحديد ” خطاب ” الشر عالمياً .
فالأبلسة ، ليست مجرد وصف بل تقنية سياسية وإعلامية ، هدفها السيطرة على السردية وتحويل الخصم إلى ” أسطورة الشر ” . وذلك لتبرير ما يُراد فعله . وهذا جزء مما يسميه المفكرون : ” صناعة العدو ” .
وهكذا ، أصبحت الأبلسة أو الشيطنة جزءاً ثابتاً في خطاب الولايات المتحدة الأمريكية . ومن الأمثلة المعاصرة لهذه الأبلسة :
– يوغوسلافيا : حولت الولايات المتحدة ( ميلوشيفيتش) إلى جزار وإلى هتلر جديد . وضربت ومزقت وسحقت وفككت يوغسلافيا ، وكانت الذريعة أو الحجة : ” حرب إنسانية ” أو حالة ” تدخل إنساني ” . وكانت هذه العملية أول تدخل دولي من دون الحصول على موافقة من مجلس الأمن .
– ليبيا : في الخامس عشر من نيسان عام 1986 ، استيقظ العالم على نبأ مفاده أن القوات الجوية والبحرية والمارينز قد نفذت غارات جوية على العاصمة الليبية بذريعة اتهمت ليبيا بتفجير ملهى ليلي في برلين الغربية .
– العراق : اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل . فقامت بغزو العراق في آذار عام 2003 . وذبحت العراق من الوريد إلى الوريد . وكان هذا الغزو أخطر من نكبة فلسطين .
– فنزويلا : في هذه الأيام تؤبلس الولايات المتحدة الأمريكية وتشيطن فنزويلا بذريعة : المخدرات . والحقيقة هي أن الولايات المتحدة لا يروق لها الحكومات الديمقراطية اليسارية .
يجري هذا في غياب القطب الآخر، الذي ينتظره العالم ، لكنه لم يولد
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
