بدلاً من أن يكون اليوم الأخير لامتحانات الشهادة الثانوية للفرع العلمي في مادة الكيمياء مسك الختام جاء مخيباً للآمال والطموحات لجهة تكرار الأخطاء كما حدث في مادة الفيزياء من قبل، وليدخل الطلاب في حالات من الشك والتأويل، وخاصة في المراكز الامتحانية التي رصدتها (تشرين) من خلال المتابعة لجهة عدم تبلغها أو وصول التبليغ في فترة متأخرة، الأمر الذي أوقع الطلبة وأهاليهم في حيرة لجهة كيف يمكن أن تقع مثل هذه الأخطاء وما دور الجهة المعنية في المراقبة والمتابعة لتكون راصدة لهذه الأفعال غير المدروسة وغير الموفقة، والتي تدل على عدم المبالاة من قبل من أقر ومن وقع على النسخة الأخيرة للامتحان في مادة الكيمياء وغيرها.
الوزارة في توضيحها اليوم كان هناك إقرار للخطأ في المسألة الثانية، متجاهلة ما حصل في المسألة الرابعة حين قامت بالتصويب ولم يشمل التصويب جميع المراكز الامتحانية في كل من دمشق وريف دمشق على سبيل المثال، وحتى التي وصلها كان الطلبة قد غادروا المراكز، لأن بعضها وصل قبل ربع ساعة أو عشر دقائق، وهناك مراكز لم تعلم بما حصل إلى ما بعد خروج الطلبة مع نهاية الوقت الامتحاني ليعلموا ما حصل من زملاء لهم في مراكز أخرى.
العديد من الأهالي الذين التقيناهم كان الأسى والغضب يملأان وجوههم كما حال أولادهم تجاه الأخطاء التي تكررت في الدورة الامتحانية الحالية.
الأستاذ ماجد الحاج المدرس المعروف لمادة الكيمياء في مدرسة الأوائل قال لـ(تشرين): بغض النظر عن الموقف الذي وضع به الطلبة في مادة الكيمياء والذي تعامل به الطلبة كل حسب اجتهاده معه، فإن اللافت للنظر عدم الدقة في المسائل بشكل واضح، وهناك كلمات غير محددة تحتمل التأويل، وفي الجانب العلمي يفترض غياب ذلك، وهذا ما يؤكد عدم الدقة في استخدام العبارات، ويفترض أن تكتب الأسئلة بطريقة كل من يقرؤها يشعر بالمقصود بها، ولا تحتمل أي تأويل أو جوانب الحيرة التي ترهق الطالب في هذه الناحية.
ويضيف الحاج: بصراحة تفاجأت بكمّ الاتصالات التي جاءتني من الطلبة والذين يشعرون بالأسى وأبدوا انزعاجهم من تكرار الأخطاء، وخاصة في المسألتين الثانية والرابعة لمادة الكيمياء للفرع العلمي.
واللافت تكرار الأخطاء هذا العام كما حصل في مادة الفيزياء من قبل، ومجرد ما يحصل من إشكالية عند العديد من الطلبة في هذه المادة أو تلك يعني أن هناك مشكلة حقيقية في عدم الدقة بوضع الأسئلة.
ويفترض أن تكون هناك دقة من قبل مجموعة من المدرسين الأكفاء الموثوقين ليكونوا مسؤولين عن كتابة الأسئلة التي تكتب لآلاف الطلاب، ومن المؤسف أن يكتب طلب أو فكرة فيها إشكالية، ومن يكتب الأسئلة يجب أن يمتلك الخبرة الطويلة، ويقدم الصياغة الجيدة، والواضحة تماماً، فلا يجوز أن تكون المشكلة تشير إلى تأويل كهذا أو ذاك، ولذلك وضع المعنيون أنفسهم في موقف ضعيف، كما يحدث في كل سنة على صعيد الإشكاليات، وما توضيح وزارة التربية إلا اعتراف بالخطأ، والتأكيد على الوقوع فيه، حين أشارت إلى قبول جميع الإجابات، ونأمل أن يراعي سلم التصحيح تلك الأخطاء التي وقعت، كي لا يغبن الطلبة.
مدرس آخر لمادة الكيمياء من المدرسين القدماء أبدى انزعاجه على جهود الطلبة، وخاصة المتفوقين لوقوع الأخطاء، مؤكداً أن العديد من مراكز الامتحانات لم تبلغ بالتعديل الذي جرى على المسألة الرابعة، وأيضاً المسألة الثانية، أي إن الوزارة وقعت في خطأين، وحين صوبت تجاهلت الخطأ الآخر في المسألة الرابعة، معتبرة أن توضيحاتها وصلت للجميع مع أن العديد من المراكز الامتحانية لم تصلها تلك التعديلات, فهل يعقل ذلك؟
إلى متى سيبقى الاستهتار بمصير الطلبة في امتحانات الشهادة الثانوية؟
(سيرياهوم نيوز-تشرين)