| مايا سلامي – تصوير: مصطفى سالم
احتفاءً بميلاده الـ90، ومرور50 عاماً على عضويته، ولدوره الريادي في تعزيز ونشر ثقافة الانتماء؛ استضاف اتحاد الكتاب العرب في سورية، وضمن برنامجه الشهري: «أربعاء الكاتب السوري»: الكاتب والمسرحي والمترجم الأب إلياس زحلاوي، في مقر فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب، من إعداد وتقديم الزميل ملهم الصالح.
أنا مواطن وكاهن وكاتب
وافتتح الأب إلياس زحلاوي بداية الجلسة الحوارية بالقول: «أنا كسوري أقول لا يجوز لسورية أن تعود للجامعة العربية لأن الجامعة العربية انكشفت ومن فيها ومعظمهم باتوا تابعين للجامعة العبرية ولإسرائيل ومن يحاول منهم أن ينقذ الجامعة يصطدم بفشل ذريع، للأسف الجامعة العربية باتت اليوم مأوى ومنطلقاً للصهيونية لتتحكم بالعالم كله».
وتابع زحلاوي إننا: «في سورية فقدنا مئات الألوف ولولا شهداؤنا لما كنا نحن اليوم هنا والكثيرون يتساءلون هل من مستقبل؟ دعوني أقل لكم أنا لست سياسياً أنا مواطن وكاهن وكاتب وأتيح لي أن أعيش في سورية خبرة ما كان لأحد أن يتوقعها على الإطلاق، حيث إن المسيح قال إن الجراح التي نزفت على هذه الأرض هي عينها الجراح التي نزفت في جسدي، هذا الكلام نطق فيه السيد المسيح منذ ألفي عام، لأن السبب والمسبب واحد لكن كونوا على ثقة أن مصيرهم مثل مصير يهودا، ومنذ أكثر من عشر سنوات وبالرغم من كل هذا في الأيام القادمة سنزهر وسنبني مجتمعاً يليق بالله ويليق بالإنسان».
وأشار زحلاوي إلى أن: «من يقرأ التاريخ يعرف أن ما عانته سورية كبير حيث قدم إليها آلاف الداعشيين أرسلوهم باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كيف تسنى لأبناء هذه الدولة أن يتدافعوا ليموتوا حرصاً عليها، وكيف تسنى لرئيسنا الدكتور بشار أن يبقى في مثل هذه المرونة والدنيا كلها تراهن وتعمل ضده، هناك قوة خارقة تسكنه ليظل مع سورية».
وعن تجربته المسرحية أفاد زحلاوي أنه: «كتبت أول مسرحية بعنوان «ليتك كنت هنا» حاولت أن أعالج فيها موضوع رغبة الشباب في هجرة البلد هذه المعاناة القديمة، وفيما بعد أنجزت النص المسرحي «المدينة المصلوبة» الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية، وآخر الأعمال التي كتبها كانت وجبة الأباطرة التي منعت من العرض وبسبب ذلك توقفت عن الكتابة للمسرح».
تكريم القامات الثقافية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني أن: «من واجبنا كمؤسسات ثقافية ورسمية أن نقوم بتكريم القامات الثقافية والإبداعية ليس فقط في دمشق وإنما في كل القطر العربي السوري، اليوم عندما نقوم بتكريم أو لقاء مع الأب إلياس زحلاوي هذا يؤكد على الأهمية الكبيرة لهذا الرجل الموسوعي المعرفي الذي كان له دور كبير في هذا الدور وما زال حيث أسس في أصعب وأحرج الظروف التي عاشتها سورية جوقة الفرح وما تلاها، ومازال حتى اليوم متمسكاً بموقفه ومحافظاً عليه وبالتالي يجب علينا أن نقول شكراً لك أيها الأب الموسوعي والمسرحي والأديب الكبير».
بصمة خاصة
ومن جهته بين رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور إبراهيم زعرور أن: «اتحاد الكتاب العرب يتجه دائماً لوضع بصمة خاصة للمفكرين والمثقفين والمبدعين، ونحاول دائماً أن نلتقي مثل هذه الشخصيات كنوع من التكريم والعرفان، خاصة أن الأب إلياس زحلاوي لا يمكننا القول إنه فقط كاتب أو باحث أو مفكر أو مترجم وأعتقد أنه يكفي الحديث عنه بكلمة واحدة الأب إلياس إنسان مملوء بالإنسانية والقيم والسلوك حساس وشفاف، عاشقاً لسورية ولدمشق وللوطن وهو هكذا طوال مسيرته، وهو أيضاً باتحاد الكتاب العرب منذ خمسين عاماً وبالتالي نحن اليوم نتشرف باستضافة هذه القامة الوطنية، كل الكلمات صعب أن تصف الأب إلياس زحلاوي لذلك نقول اختصاراً هو الأب الإنسان».
يذكر أن الأب «زحلاوي»: كاتب ومسرحي ومترجم، مواليد دمشق 1932، كاهن رعيّة كنيسة «سيدة دمشق»، دَرَسَ الفلسفة واللاهوت في القدس، ورسّم كاهناً عام 1959، أسّس مع الراحل المخرج سمير سلمون عام 1968 فرقة «هواة المسرح العشرون»، كما أسّس عام 1977 «جوقة الفرح»، درَّسَ اللاتينية والترجمة في جامعة دمشق، وتاريخ المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، عضو اتحاد الكتّاب العرب (جمعية المسرح)، منذ عام 1972، في رصيده أكثر من 40 إصداراً، بين التأليف والترجمة، وبين العربية والفرنسية، أحدثها: (الجزء الثاني من مذكراته: «قد يكون لي ما أقوله»)، الصادر 2022، عن دار دلمون الجديدة، كرّم في محافل ومهرجانات سورية وعربية وعالمية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن