| ناصر النجار
لم يكتب لمباراة الكرامة مع ضيفه جبلة النهاية السعيدة فتوقفت في لحظاتها الأخيرة عندما احتسب الحكم الدولي ركلة جزاء لمصلحة جبلة في الدقيقة 94.
الحالة جدلية والحكم كان قريباً من الحالة، اعتراض الكرامة جاء من طريقين، الطريق الأول أن هناك مخالفة على جبلة قبل متر من الحالة لم يحتسبها الحكم، والطريق الثاني أن الكرة هي التي اصطدمت بيد اللاعب أو كما يقولون بكتف اللاعب.
لاعبو الكرامة حاولوا ثني الحكم عن قراره بالعودة إلى (المونيتور) على مبدأ (الفار)، لكن الحكم رفض طلبهم، وحسب القانون لا شيء يجبر الحكم بالعودة إلى الفار، فكيف بوسائل قد تكون أقل تقنية!
المباراة توقفت كثيراً وطال الانتظار، وفي أثناء التوقف حدث هرج ومرج واعتراضات ودفع ودفش وعلى المدرجات صخب وشتائم وقذف أرض الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة.
بالمحصلة العامة لم تستكمل المباراة ولم تنفذ ركلة الجزاء وقيل إن الجو العام للمباراة المشحون والغاضب كان لا يساعد أحداً على استكمال المباراة فتوقفت.
الحكم أوقع المباراة والكرامة واتحاد الكرة بورطة ما بعدها ورطة ولو أنه أوقف المباراة لأي سبب كان في هذا الجو المشحون لتفادى الكثير من القيل والقال والعقوبات التي قد تنهال على الكرامة، ولو أنه شاور مساعديه والحكم الرابع لتراجع عن قراره باحتساب ركلة الجزاء ولسارت المباراة إلى نهايتها الطبيعية.
وفريق الكرامة وجمهوره أوقعا نفسيهما في مطب عسير، فخسارة مباراة ولو ظلماً كما يدعون أهون بكثير مما قد يجنيه النادي من أذى جراء هذا الشغب والشطط والشتائم ورمي الحجارة وإصابة الحكم المساعد الثاني.
هذا كله يؤكد أن كرتنا تسير نحو الهاوية وأن أنديتنا تفتقد كرة القدم الحقيقية كفكر وثقافة وأسلوب تعامل.
ونحن دوماً نتحدث عن ظلم كرة القدم، فكم من فريق ظلمته صافرة وأحبطت عمله راية، ليس في الدوري المحلي فحسب، بل بكل دوريات العالم وهي تملك تقنية دقيقة تقلص أخطاء الحكام وتراجع بعضها، حتى ينتفي الظلم عن الجميع.
ومع ذلك يبقى الظلم أحد أركان كرة القدم، وليس الحكام وحدهم هم مصدر الظلم، بل إن اللاعبين والمدربين يظلمون فرقهم أحياناً وكذلك الجمهور وبعض العابثين.
قبل قرار الحكم بركلة الجزاء، ألم يظلم لاعبو الكرامة فريقهم، ولو أنهم سجلوا نصف الفرص المتاحة لهم لما كان لقرار الحكم الأخير أي تأثير ولما وصفه المراقبون وأنصار الكرامة بالقرار الظالم.
وانسحاب الكرامة قابله انسحاب المجد أمام الأهلي في دوري الشباب، ما يؤكد أن كل دوريات كرتنا مفعمة بالمشكلات الفنية والتحكيمية والجماهيرية.
وفي هذه العجالة نؤكد أن القرار التحكيمي غير المدروس، وتكليف الحكم ذاته الذي أخطأ قبل أسبوعين يدل على هشاشة معالجة الأخطاء التحكيمية.
ورغم أننا ندين الشغب ولا نؤيده مهما كانت المبررات التي تؤدي إليه فإننا نشير إلى أن المسألة التحكيمية باتت في خطر شديد، ومحللو الأخطاء التحكيمية أكدوا (على سبيل المثال) أن هدف أهلي حلب على المجد جاء من تسلل واضح وفاضح، والمجد لم تحتسب له ركلة جزاء واضحة أمام تشرين والنتيجة سلبية، وكذلك الظلم الذي تعرض له الكرامة بلقاء الوثبة، وغيرها من المباريات وما فيها من حالات لتؤكد هذه القراءة أن المسألة التحكيمية ليست بخير في بلادنا، وهذا الكلام ينسحب على كل المسابقات، وبات الوضع ملحاً لاتخاذ إجراءات صارمة حول التحكيم لتصحيح كل الأوضاع الخاصة بالمسابقات.
والخلل هذا الأسبوع لم يتوقف على مباراة الكرامة وجبلة وحدها فهناك حالات تستدعي التدخل الحازم وخصوصاً في دوري الشباب (الممتاز والأولى) وفي دوري الدرجة الأولى، أقلها انسحاب شباب المجد أمام شباب الأهلي بالتخلف وعدم الحضور إلى الملعب، وحالة تزوير في الدرجة الأولى واعتداء بالضرب من حارس مرمى صبيخان على الحكم، وغيرها من حالات التهور والاعتراض والشتم.
بعيداً عن القرارات التي اتخذت بفوز جبلة قانوناً 3/صفر وشطب فريق المجد وهبوطه إلى الدرخة الأولى مع غرامة مالية، فإن ما يحدث في ملاعبنا يدل على أن ملاعبنا باتت بعيدة كل البعد عن احترام قدسية الرياضة وقوانينها وأن البعض العابث من الكوادر واللاعبين والجمهور يدنس الأخلاق الرياضية ولا بد من تصرفات حازمة تجاه أولئك المسيئين.
صدارة مشتركة
بقية المباريات انتهت على خير، وكما هي التوقعات انتهت مباراة القمة بين الفتوة والوثبة بالتعادل الإيجابي 1/1، وكان الرابحان هذا الأسبوع فريق الجيش الذي هزم الطليعة بهدفين وفريق أهلي حلب الذي فاز على المجد بهدف فتصدرا الترتيب، ومع ذلك فإن الفرق الخمسة على مسافة واحدة من الصدارة، والفارق بينها لا يتعدى النقاط الثلاث، وهو أمر يجعل الفرق المتأخرة قادرة على الوصول إلى الصدارة بيسر وسهولة، لذلك فإن فرق الجيش وأهلي حلب والوثبة والفتوة وجبلة ستسير على قدم وساق جنباً إلى جنب في منافستها على اللقب، وسيشهد الأسبوع القادم ختام مرحلة الذهاب التي ستحدد صورة المنافسة بشكل نهائي في منتصف المشوار، ويبقى الإياب له حساباته الخاصة فـ(الميركاتو الشتوي) قد يقول كلمته في فريق على حساب فريق آخر، فهناك فرق كما علمنا ستخسر بعض اللاعبين وفرق أخرى ستعزز صفوفها بلاعبين جدد.
ومن الفرق التي ستخسر لاعبين أهلي حلب الذي غادره محمد ريحانية إلى الإمارات ومحمد كامل كواية إلى البحرين وسيغادره مصطفى الشيخ يوسف، وقد يعود إلى فريقه جبلة.
في المتابعة لمباريات الأسبوع المنصرم وجدنا ارتفاعاً في مستوى أداء الفرق وخصوصاً من فريقي الكرامة والوثبة، فالكرامة قدم أداء جيداً باللقاء مع فريق جبلة، وكان ينقص هذا الأداء تتويجه بالأهداف، لذلك دفع الكرامة ضريبة عدم التسجيل ثمناً باهظاً في المباراة.
جبلة حاول أن يستعيد توازنه في المباراة وقد تأتيه نقاط مجانية جراء ما حدث في نهايتها، الكرامة أنهى مبارياته وسيبقى وسط اللائحة، بينما اشتد ساعد جبلة، فلقاؤه الأخير مع الوحدة سيقوي موقف منافسته على الصدارة إن استطاع الفوز، وبهذه الحالة يكون النوارس عوضوا ما أهدروا من نقاط في المباريات السابقة.
كل من تابع لقاء الفتوة والوثبة أعجبوا بأداء الوثبة ولمسوا فيه بصمة مدرب خبير واللاعبون أقنعوا المتابعين أن فريقهم يملك شخصية البطل، نتيجة واحد لصفر في المباريات غير آمنة ولأنها كذلك فقد وقع دفاع الوثبة بالفخ عندما شرد في الثانية الأخيرة من المباراة فخسر انتصاراً وعاد إلى حمص بنقطة وحيدة.
الفتوة لم يتغير كثيراً وكان تائهاً في الكثير من مفردات المباراة، ومدربه الجديد لم يغير فيه أكثر من عشرين بالمئة من المراكز، ولا يمكننا الحكم على المدرب في هذه المباراة لأن المدة قصيرة، والحكم عليه يبدأ من الإياب، فالمباراة القادمة للفتوة مع المجد وهي بكل المقاييس من أسهل المباريات.
الجيش اعتلى الصدارة بفوز جيد على ضيفه الطليعة بهدفين من دون مقابل، الجيش أنهى مغامرة الطليعة بدمشق وبذلك لم يكن له نصيب من فرقها إلا نقطة التعادل التي نالها من لقاء المجد وسبق أن خسر أمام الوحدة بهدف.
الطليعة دخل منطقة الخطر بشكل فعلي وبات مع حطين على أعتاب الهبوط في منافسة خاصة مع المجد الأوفر حظاً بالهبوط!
الجيش نال ما تنمى وبهدفيه زحف الواكد نحو الصدارة بفارق بسيط عن البحر الذي صام للمباراة الرابعة على التوالي ومثله مهاجم الفتوة علاء الدين الدالي الذي قد خسر هدفين جراء شطب نتائج الجزيرة بينما خسر البحر والواكد هدفاً واحداً.
أهلي حلب حاز نقاط المباراة مع المجد لكنه لم يحز الرضا نتيجة الأداء غير السار الذي قدمه الفريق، فلا يعني أن تسيطر على المباراة وأن تحوز الكرة في أغلب دقائقها دون أن تقدم العرض المطلوب وأن تسجل الأهداف الكثيرة، فالمباراة ضمن حسابات الكرويين مباراة سهلة من المفترض أن يظهر فيها الفريق بصورته الحقيقية وأن يقدم اللاعبون أداء جيداً وجميلاً، ربما التراخي والاستهتار بالخصم كان السبب في ما شاهدناه من عك كروي، والمهم أن أهلي حلب فك عقدة المجد بالوقت المناسب.
المجد حتى الآن لم يوفق ولعب مدربه بأسلوب دفاعي للخروج بأقل الخسائر، فالعودة من حلب بهدف من تسلل مكشوف أهون بكثير من خسارة قاسية.
المجد حسب الظروف والإمكانيات لا جود إلا بالموجود، وإن استمر على هذه الحال فسيلحق بالجزيرة ونخشى أن ينسحب من الدوري لعدم الأهلية كما فعل شبابه أمس أمام أهلي حلب.
الأسوأ في عالم كرة القدم ما قدمه فريق الوحدة أمام حطين الذي أضاع فوزاً كان بالمتناول، وعلى ما يبدو أن الفريق مشغول بـ(تريند) الخلافات الإدارية والقضايا المالية التي أثيرت بمناسبة وبغير مناسبة.
الوحدة دخل مرحلة الخطر النظري، وبمثل أداء كهذا إن استمر من دون حلول فقد يجاور المجد في الموقع والخطر، والكلام نفسه ينطبق على حطين الذي ظهر أقل سوءاً في المباراة لكنه أكثر خطراً بالنقاط والترتيب.
أرقام من الدوري
سجل في المباريات الخمس سبعة أهداف، ستة منها سُجلت على ملعب الجلاء وهدف واحد في الحمدانية، وشهدت المباريات بطاقة حمراء نالها لاعب الكرامة عبد الملك عنيزان بلقاء جبلة الشهير، وأضاع أيمن عكيل ركلة جزاء لحطين بمواجهة الوحدة.
يتصدر قائمة الهدافين مهاجم جبلة محمود البحر بستة أهداف يليه علاء الدين الدالي (الفتوة)، ومحمد الواكد (الجيش) بخمسة أهداف.
يليه النيجري أوكيكي (أهلي حلب)، ومحمد قلفاط (الوثبة)، وعلي غصن (حطين)، ولكل منهم أربعة أهداف.
سيرياهوم نيوز 1-الوطن