محمد خالد الخضر
أقامت مؤسسة القدس للثقافة والتراث ندوة بعنوان “الأدب الساخر ودوره” للأديب الدكتور محمد عامر مارديني، تضمنت أهمية هذا الأدب، وضرورة الاهتمام بطرحه لأنه قريب من الذائقة الاجتماعية.
وبين مادريني أنه لا يعد الأدب الساخر صنفاً أدبياً بحد ذاته إنما هو أسلوب كتابة يختلف عن الكتابة الكوميدية أو الفكاهية من خلال تشخيص الواقع وإشكالاته سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية داخل إطار أدبي باستخدام لغة سليمة رشيقة تحمل في طياتها جمال التعبير وحلاوة الوصف.
وأوضح مارديني أن لغة الأدب الساخر تعتمد تقريب المتفرقات عبر التقاطات معبرة خاطفة ومباغتة، بعيداً عن الإسهاب والإطالة كما هي رسوم الكاريكاتير، لافتاً إلى أن الكتابة الساخرة هي ترويح عن النفس وتشخيص للوجع الإنساني، تلطف وتجمل من ثقل الحياة والألم والوجع مستشهداً بالأديب غسان كنفاني في قوله: “إن السخرية ليست تنكيتاً ساذجاً على مظاهر الأشياء ولكنها تشبه نوعاً خاصاً من التحليل العميق”، لذلك إذا لم يكن للكاتب الساخر رؤية ورسالة واضحة فهو أشبه بالمهرج.
ولفت الدكتور مارديني إلى أن السخرية قد تحث الناس على الضحك لكنها قد تدفعهم في كثير من الأحيان للبكاء والرثاء على أحوالهم لأنها في بعض الأحيان تجمع بين الضحك والبكاء موضحاً أن الكتابة الساخرة هي فن محفوف بالمخاطر والتحديات الصعبة وتحتاج إلى فضاء واسع من الحرية لكن على الكاتب أن يكون حذراً في طريقة إيصال فكرته التي يريد لأنه في صراع دائم مع مقص الرقيب وأن يكون في الوقت نفسه جدياً ومحترماً لذكاء وفطنة القارئ.
مدير مؤسسة القدس محمد أبو جبارة الذي أدار اللقاء أوضح أن الأدب الساخر نوع من أنواع النقد الاجتماعي الذي يساهم في تطور الرؤى الإنسانية والثقافية وهو نافذة للأديب يعبر من خلالها عن أبعاد مختلفة عكسها خلال تعامله مع المجمع مبيناً ضرورة الاهتمام بالمستوى الفني للجنس الأدبي الساخر حتى يوازي الآداب الأخرى وقد يتفوق عليها.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا