آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الأدب وينبوع الجمال

الأدب وينبوع الجمال

 

 

| منال محمد يوسف

 

إنّه الأدب، وذلك الينبوع الجماليّ الخاصّ به، أو الخاصّ بالنفس الإنسانية، وكيفيّة رفدها بكلّ ما هو جميل ومرهف أدبيّاً..

 

إنّه الأدب وجمال وقته الإلهامي ‏

 

كيف نتحدّث عنه، وكيف نوقد بعضاً من القناديل الخاصّة به؟‏

 

ومن ثمّ، كيف تكون أوقاتنا مشغولة بجماليات الأدب؟‏

 

وكيف نُهذّب مداركنا الفكريّة، ونجعلها مُستترة بضمائر الرفع الأدبيّ، إن صحّ التعبير؟‏

 

وهذه الضمائر الجماليّة، أين نجدها؟‏

 

كيف تُبعثرنا نقاطها، ولا نستكين إلا على رحب أفقها الفسيح، وعلى اتّساع مداها؟ وهنا نقصد اتّساع الشيء الأدبيّ، الذي يجب أن ننشغل به، وبما يجب أن يليه من أشياء شبه أكيدة الإبداع، لا تُبنى إلا على حالات الرُقيّ المعرفيّ، وبعض أحوالها المُندرجة في هذا الإطار أو ذاك، أو القائمة على حواف الوقت، الذي نتحدّث عنه، ولكن، قد يكون لحديثنا تتمّة أخرى، إذا ما عرفنا حقّاً، كيف ننشغل أدبيّاً بجماليّات ما نتحدث عنه؟‏

 

كيف نجعل الوقت مشتعلاً شعريّاً؟‏

 

ومن ثمّ، كيف نجعله مليئاً بالأفكار الإبداعيّة، الأفكار التي يوازي ثمنها ذهباً، إذا ما تمكنّا من وضعها، ليس على حافة الهوامش؛ كما نحن دائماً. ‏

 

عندما لا نهتمّ بمسوّغات الرُقيّ الفكريّ الحقيقيّ، في حين نترك سياسة الغوص إلى الأعماق، ليس همّاً يشغل بالنا، وليس هدفاً نسعى إليه.. ‏

 

نترك المحار، لمن يريد البحث عنه، والشيء ذاته، ينطبق علينا، على المبدأ الثقافيّ، وعلى آليّة الانشغال الوقتيّ بهذا الهمّ الثقافيّ أو ذاك.. ‏

 

وعلى هذا، علينا أن نبحث مطوّلاً عن آليّة الارتقاء الثقافيّ، أن نبحث عمّا يشغل أوقاتنا ثقافيّاً وفكريّاّ، ومن ثمّ، يجعل لها إطاراً غير محدودة المدى الثقافيّ، والعمق، الذي يجب أن نُبحر إليه، إلى بعض عوالمه، وإلى بعضٍ من فلسفاته، وأحرف وجمل، لا يمكن لها إلا أن تُبنى عليه، على بعض أوزانه، ومقرّرات التوافق عليه والالتجاء إليه؛ الالتجاء إلى حيث مسوّغاته، وحيث يتولّد من هذه المسوّغات الصوت الثقافيّ الأبقى، ذلك الصوت، الذي يحمل صدى معرفيّاً، يدخل مختبر الثقافة اللامنقوصة، الثقافة العليا، تلك الثقافة، التي يجب ألا يشغلنا عنها شاغل، ولو تزاحمت بعض الأمور أو بعض الملمّات علينا، فإن الثقافة تبقى المُفتعل الأكيد لمفهوم الرُقيّ الحضاريّ لمفتعل الوقت الثقافيّ، الذي نريد الظهور عنده، والانخراط في ماهيّة أمره، ماهيّة الأشياء التابعة له، التي تستقي من بعض ينابيعه، ومن خلال التوسم به بإنجازات أدبية إذ ما تم استغلال الشيء الذي يجب أن يُسمّى الاستبراق الأدبي، أو الاستبراق الوقتي لولادة الفكرة، وقولبتها جماليّاً، كل هذا يحدث، إذ ما اعتدنا التفكير الأدبي الصحيح.. ‏

 

التفكير الذي نعرف كيف نفكُّ بعض شيفراته؟‏ وكيف نجدّد بعض آليّاته؟

 

وكيف لنا أن ننسج بعض أشرعته، ومن ثمّ، لا نملّ سياسة النسج، وهنا نقصد النسج الثقافي، النسج الذي نريد أن يتمّ من حرير أفكارنا نحن، ومن توهّج أفكارنا، ومن ألق تجدّدها وفق مداها الزمني، أو وفق الاستقراء الوقتي له، أو ذاك الوقت الذي نريده أن يستعر أدباً. ‏

 

ذلك الأدب الذي يقولب لنا الوقت، الذي نريده مذهّب النسيج الثقافيّ، ومُستعراً روعةً وجماليّةً، تخصُّ الأدب وكلّ الأوقات، التي نريدها مزدانةً ومُفعمةً بجماليّاته الخاصّة والأكيدة على حدٍّ سواء.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...