أظهرت دراسة جديدة نُشرت في نهاية أغسطس 2024 في مجلة “الرابطة الطبية الأمريكية” (JAMA Network Open) أن الأدوية المضادة للهيستامين من الجيل الأول قد تكون مرتبطة بزيادة خطر التشنجات لدى الأطفال، خاصة إذا كانوا تحت سن العامين. ومع ذلك، فإن هذه المخاطر تنخفض بشكل ملحوظ للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وست سنوات.
استخدامات مضادات الهيستامين
تُستخدم مضادات الهيستامين من الجيل الأول في العديد من الأغراض الطبية، أبرزها تخفيف الحكة والهرش عند الأطفال، وعلاج أعراض البرد الشائعة مثل الرشح والسعال. هذه الأدوية قادرة على عبور حاجز الدم في المخ (blood-brain barrier)، مما يعني أنها يمكن أن تؤثر على النشاط العصبي في الدماغ.
تشنجات عصبية محتملة
أراد الباحثون من كوريا الجنوبية دراسة تأثير مضادات الهيستامين من الجيل الأول على خطر التشنجات لدى الأطفال. فقاموا بتحليل بيانات من هيئة التأمين الصحي الوطني في كوريا (NHIS) للأطفال الذين وُلدوا بين يناير 2002 وديسمبر 2005 وزاروا الطوارئ لعلاج نوبات التشنج. تم استبعاد الأطفال الذين عانوا من نوبات قبل سن 6 أشهر أو الذين لم يتناولوا مضادات الهيستامين من الجيل الأول.
استخدم العلماء تصنيف النوبات الدولي (ICD-10) لتقييم الأعراض بحيادية، وراقبوا تاريخ ظهور الأعراض المرتبطة بتناول الأدوية. كما أخذوا في الاعتبار عوامل مثل السن والجنس والحالة الاقتصادية والظروف المحيطة بالولادة، وتم تحليل البيانات حتى يناير 2024.
نتائج الدراسة
كشفت النتائج أن حوالي ثلث الأطفال الذين عانوا من نوبات تشنج كانوا قد تناولوا مضادات الهيستامين من الجيل الأول. كان أكثر من نصف هؤلاء الأطفال ذكورًا، وظهرت النوبات بشكل خاص في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، بينما كانت أقل شيوعًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 شهرًا وست سنوات. خلال الدراسة، تم وصف 1476 دواءً مضاداً للهيستامين من الجيل الأول.
رغم أن هذه الأدوية ليست مصممة خصيصاً للتأثير على الجهاز العصبي، فإن استخدامها قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل النعاس والدوار، مما يتطلب الحذر عند تناولها.
توصيات الدراسة
تشير الدراسة إلى أنه من الأفضل تجنب استخدام مضادات الهيستامين من الجيل الأول للأطفال تحت سن عامين، والتعامل معها بحذر في الأطفال حتى سن 6 سنوات. ينبغي الالتزام بتعليمات الأطباء عند استخدام هذه الأدوية لعلاج السعال أو البرد لتقليل المخاطر المحتملة.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند استخدام الأدوية المضادة للهيستامين، خاصة لدى الأطفال الصغار، لضمان سلامتهم وتجنب أي آثار جانبية قد تؤثر على صحتهم.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم