ولد عبد اللطيف اليونس في بلدة بيت الشيخ يونس التي تقع في الجنوب الغربي من مدينة صافيتا بمحافظة طرطوس سنة 1914 ومنذ طفولته كان أساتذته يعهدون إليه بأن يخطب باسم الطلاب في المواقف الرسمية وكانوا يعدون له الكلمة سواء بالعربية أو بالفرنسية ثم ظهرت موهبته بالإرتجال.
تلقى تعليمه على يد العلامة الشيخ عبد الرحمن الخير (1904- 1986 ) والعلامة جبر ضومط (1859-1930 ) وتوفي والده وهو لا يزال في الصفوف الإبتدائية.
أخذ يتابع القراءة والمطالعة رغم الظروف الصعبة التي واجهته بوفاة والده حتى أصبح مستواه الثقافي لا يقل عن مستوى خريجي الجامعات.
وتأثر اليونس بعدد من الأدباء الكبار أمثال الأمير شكيب أرسلان وطه حسين ومحمد علي الحوماني ونجيب الريس ومن الشعراء المتنبي وأحمد شوقي وبدوي الجبل وبشارة الخوري وعمر أبو ريشة وإيليا أبو ماضي ونديم محمد والشاعر القروي وحامد حسن وغيرهم.
عمل في التدريس في بلدة وادي العيون مدة سنة واحدة.. ثم رئيساً لتحرير جريدة (صوت الحق ) التي كانت تصدر في اللاذقية.
وفي عام 1947 كلفه رئيس الجمهورية آنذاك شكري القوتلي بالذهاب إلى أميركا الجنوبية لشرح القضية الفلسطينية فلبى الدعوة وزار فنزويلا والبرازيل والأرجنتين والأرغواي وتشيلي وألقى العديد من المحاضرات في الأندية والمحافل كشف فيها أطماع الصهيونية في الوطن العربي فنالت تلك الخطب إعجاب وتقدير المغتربين.
وفي أواخر عام 1949 فاز بعضوية مجلس النواب عن منطقة صافيتا وقد أحدث فوزه ضجة كبرى ، لأنه وقف في وجه الإقطاعية وتغلب عليها وفاز بثقة شعبية كبيرة ، ثم فاز للمرة الثانية في الانتخابات النيابية عام 1954 وقام خلال الفترة 1954 إلى 1958 بنشاط كبير في مختلف المجالات وفي عام 1961 فاز للمرة الثالثة بالنيابة عن منطقة صافيتا.
وفي مطلع عام 1964 سافر إلى أميركا الجنوبية وزار خلالها فنزويلا والأرجنتين وتشيلي والبرازيل وأسس في سان باولو جريدة ( الأنباء ) وكرسها للدعوة إلى القضايا العربية والدفاع عن حقوق الأمة والوطن وقضية فلسطين بصورة خاصة.
وفي عام 1975 تنازل عن امتياز الجريدة لصديقه نواف حردان ثم انتقل من البرازيل إلى الأرجنتين تلبية لدعوة المغتربين فأسس فيها جريدة ( الوطن ) التي صدرت باللغتين العربية والإسبانية.
نال شهادة الدكتوراه من الجامعة الكاثوليكية التي دعته لاحقا إلى إلقاء محاضرات عن الحضارة العربية وأثرها في تطور الإنسانية فلبى الدعوة وألقى محاضرته القيمة التي نالت إعجاب الجمهور فوقف الدكتور فوسبيري رئيس الجامعة وارتجل خطاباً تحدث فيه عن شخصية اليونس وأثنى عليه وعلى سعة اطلاعه وغزارة معلوماته قال: ” نحن أمام عالم علامة سمعناه سابقاً وبهذه المناسبة يشرفنا أن تقرر جامعتنا أن تمنحه شهادة الدكتوراه وتعتبره عضواً في جامعتنا هذه وفي الجامعات الكاثوليكية في أميركا اللاتينية ” ثم قدم له براءة الشهادة وسط عاصفة من التصفيق والتكريم والتهاني الحارة.
نال جائزة جبران خليل جبران العالمية.. حيث منحته لجنة رابطة إحياء التراث العربي في استراليا برئاسة الأديب كامل المر الجائزة تقديراً لمواقفه المشهودة وجهوده الإبداعية في مختلف ميادين الحياة ومؤلفاته الأدبية والمهجرية المتميزة.
من أبرز مؤلفاته : الجيل الجديد 1944 ثورة الشيخ صالح العلي 1947 بين عالمين مجموعة أحاديث ومقالات 1955 شكري القوتلي حياة رجل في تاريخ أمة 1959 المغتربون 1964 شفيق معلوف شاعر عبقري وأهازيج الفن 1966 زكي قنصل شاعر الحب والحنين 1967 من صميم الأحداث 1967 مذكرات الدكتور عبد اللطيف اليونس 1993.
توفي عبد اللطيف اليونس في 28 آذار 2013 عن عمر يناهز 99 عاماً .
إعداد : محمد عزوز
من كتابه ( راحلون في الذاكرة ) الألف الأولى – برسم الطبع
(سيرياهوم نيوز4-صفحة المعد)