آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » الأرجنتين تعانق «الشمس» مجدّداً: جراح ميسي تبلسمت بلقبٍ آخر

الأرجنتين تعانق «الشمس» مجدّداً: جراح ميسي تبلسمت بلقبٍ آخر

حسين فحص

 

خرج ليونيل ميسي من لقاء فجر الاثنين بداعي الإصابة. خرج وهو يبكي كطفلٍ صغير في الدقيقة 66، ليس بهدف كسب تعاطف الكاميرات، بل لأن الكدمة في كاحله أعاقته عن ممارسة اللعبة التي يحبها، أمام الجماهير التي تقدّسه، في نهائي قاري جديد رغب أن يرفع لقبه من أجل بلاده

 

رغم دموعه الحارّة، أثمرَ ختام النهائي أمام كولومبيا فرحاً «للبرغوث»، برفعه لقب «كوبا أميركا» إثر الفوز 1-0 في مباراةٍ وصلت إلى شوطين إضافيين. هذه الفرحة جاءت بعد سنواتٍ «حزينة» بالنسبة إلى ليو، كانت لتبقى حسرةً في قلبه لو لم يتراجع عن قرارٍ مصيري سنة 2016.في ذلك العام، هزّ ميسي الوسط الرياضي بقرار اعتزاله اللعب الدولي، قائلاً: «بعد التفكير في الأمر في غرفة خلع الملابس، لقد انتهيت من اللعب مع المنتخب الوطني». هذا التصريح جاء على خلفية إقصاءٍ قاسٍ أمام تشيلي في نهائي كوبا أميركا، وقبله في «كوبّا 2015» أمام تشيلي أيضاً، وقبلهما أمام ألمانيا في نهائي كأس العالم 2014، لتصل حصيلة خسارات ميسي مع المنتخب إلى 4 نهائيات مع احتساب نهائي كوبا أميركا 2007.

برّر ليو قراره بقوله حينها: «لقد بذلت قصارى جهدي. أربع نهائيات، ولم أتمكن من الفوز. لقد بذلت قصارى جهدي. هذا يؤلمني أكثر من أي شخص آخر، لكن من الواضح أن هذا ليس مناسباً لي. أريد أكثر من أي شخص آخر الفوز بلقب مع المنتخب الوطني. لكن للأسف لم يحدث ذلك».

كانَ قائد «الألبيسيليستي» يعبّر آنذاك عن لحظة ضعف لا تُنسى. لم يعرف أحد كيف سيكون شكل مستقبل الأرجنتين من دون ملهمها الأول. ورغم «انهيار» ميسي حينها، لم يستسلم أحد في «بلاد الفضة»، لا لاعبين ولا جماهير. لافتات «لا تبتعد يا ليو» ملأت جميع أنحاء الأرجنتين، و«هاشتاغات» ميسي اعتلت «تريندات» وسائل التواصل الاجتماعي.

مشجعو حامل الرقم 10 الأيقوني من جميع أنحاء العالم توسلوا «للبرغوث» من أجل أن يغيّر رأيه، ليأتي الفرج في شهر سبتمبر/ أيلول من ذلك العام، وقبل مباراة الأرجنتين المؤهلة لكأس العالم، عندما صدم ميسي العالم مرة أخرى بقوله في بيان «العديد من الأشياء دارت في ذهني ليلة المباراة النهائية وفكرت جدياً في الاعتزال، لكن حبي لبلادي وهذا القميص عظيم للغاية. لا أريد أن أسبب الأذى، بل على العكس، كان هدفي هو المساعدة بأي طريقة ممكنة». ثم أردف: «هناك العديد من الأشياء التي تحتاج إلى إصلاح في كرة القدم الأرجنتينية. لكنني أفضل المساعدة من الداخل بدلاً من الوقوف في الخارج والانتقاد. أريد أن أشكر جميع المشجعين الذين أرادوا أن أستمر في اللعب للأرجنتين. آمل أن أمنحهم الفرح قريباً جداً».

وبعد خيبةٍ جديدة عام 2019 باحتلال الأرجنتين المركز الثالث في كوبا أميركا، جاءت الفرحة أخيراً في «كوبّا 2021» عندما أنهى ميسي ورفاقه جفاف «الألبيسيليستي» الذي دام 28 عاماً على الساحة الدولية، وتوّجوا ببطولة كونميبول بعد الفوز على حامل اللقب منتخب البرازيل 1-0 على ملعب ماراكانا الشهير، ضمن بطولةٍ كان ميسي أفضل لاعب فيها مع تسجيله أربعة أهداف وتقديمه خمس تمريرات حاسمة.

لم يعرف أحد كيف سيكون شكل مستقبل الأرجنتين من دون ملهمها الأول

 

الفرحة الهستيرية لميسي ورفاقه تعززت بعدها في قطر 2022، بتتويج الأرجنتين في كأس العالم الثالثة في تاريخها، لتكتمل الأفراح بإحكام «الألبيسيليستي» قبضته على كوبا أميركا، بعد فوزه فجر أمس على كولومبيا.

هكذا، أنصفت كرة القدم معجزتها الحية، وأفضل لاعب في تاريخها ربما، ليونيل ميسي، الذي كاد أن يعيش فرحة غير مكتملة لو شاهد منتخب بلاده يتوّج بالثلاثية القارية من التلفاز. لكن صبر ميسي وعزيمته أثمرا في النهاية، معززاً موقعه بين الأفضل.

ومع اختتامه كرة القدم محلياً ودولياً على صعيد الألقاب برفقة الأرجنتين وبرشلونة تحديداً، بالإضافة إلى كسره أغلب الأرقام الفردية والجماعية، سيكون من المرتقب رؤية ما إذا سوف يستمر ميسي مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم 2026. سبق أن أعلن «البرغوث» رغبته في لعب «المونديال» المقبل، لكن الإصابة التي تعرّض لها أمام كولومبيا قد تغيّر رأيه.

هو جيل أرجنتيني ذهبي شارفَ نهايته، بقيادة ميسي، ومن خلفه دي ماريا وأوتاميندي وتاليافيكو وإيميليانو مارتينيز… ميسي الذي أعادَ وهجَ الأرجنتين على الساحتين الإقليمية والعالمية، سيكون مرتاحاً عندما يسلّم الشعلة إلى جيل جديد وواعد تقوده نخبة من أفضل المواهب الصاعدة في العالم. الكرة أنصفت ليو أخيراً، وكرّمته، تقديراً على ما قدّمه في مختلف محطات مسيرته. الكرة توّجت الأمتار الأخيرة بأفضل طريقة ممكنة لموهبةٍ قد لا تتكرر في المستقبل، أبداً.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في رابع الدوري الكروي الممتاز.. هدف واحد لا يكفي، والمفاجآت قادمة … الكرامة ينظر نحو الأمام والبقية تفكر بالنجاح التام

حسب اتحاد كرة القدم تقام مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز في ثلاثة أيام، غداً الجمعة يلعب الكرامة مع الشعلة على ملعب الباسل ...