آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » الأردن غاضب من بيان “حماس”… ويحظر نشاطات “الإخوان المسلمين”

الأردن غاضب من بيان “حماس”… ويحظر نشاطات “الإخوان المسلمين”

محمد الرنتيسي

 

أثار بيان حركة “حماس” الذي دعت فيه الأردن إلى الإفراج الفوري عن أفراد خلية تنتمي لـ”جماعة الإخوان المسلمين”، كان جهاز المخابرات الأردني أعلن اعتقالهم وإحباط مخططات تمسّ أمن المملكة، استياءً واسعاً على المستويين الرسمي والشعبي.

 

وكان لافتاً امتداد الانتقادات، التي طالت الحركة، إلى شخصيات عُرفت بتأييد “حماس” والدفاع عنها، مما يؤكّد خطأ الحركة بتدخّلها في الشأن الداخلي الأردني وفي قضية منظورة أمام القضاء.

 

ولم يصدر تعليق أردنيّ رسميّ على البيان، إلا أن قناة “المملكة” التي تمولها الدولة نقلت عن مصدر قوله إنّ “من يتدخل بالشأن الأردني لا يعرف الأردن ولا مؤسّساته ولا شعبه”، وإن “الأردن أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية”، مؤكّداً أن “الأردن دولة مؤسسات عبر تاريخه صمد وتبخّرت الفصائل”.

 

وقطع الأردن علاقاته بـ”حماس”، منذ أن أغلق مكاتبها في عمان عام 1999 وطرد قادتها، واقتصرت زيارات رموزها إلى المملكة لـ”دواعٍ إنسانية واجتماعية” فقط، في الوقت الذي تقيم فيه المملكة علاقات متينة مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

 

وفي أعقاب “طوفان الأقصى”، ازداد الاستياء الرسمي الأردني من “حماس”، لا سيما على وقع تكرار الناطق العسكري باسم الحركة أبو عبيدة دعوته الأردنيين إلى تصعيد الموقف الشعبي والزحف نحو الحدود، مما اعتبرته عمّان تحريضاً على الصدام بين المحتجين والأجهزة الأمنية والعسكرية.

 

 

قرارات بحق “الجماعة”

واليوم الأربعاء، أكد وزير الداخلية مازن الفراية “ثبوت قيام عناصر في جماعة الإخوان المسلمين بالعمل في الظلام وبنشاطات من شأنها زعزعة الاستقرار والعبث بالأمن والوحدة الوطنية والإخلال بمنظومة الأمن والنظام العام”.

 

وأضاف: “حاولت الجماعة في نفس ليلة الإعلان عن مخططات الخلايا تهريب وإتلاف كميات كبيرة من الوثائق من مقارها لإخفاء نشاطاتها وارتباطاتها المشبوهة، وتم ضبط عملية لتصنيع المتفجرات وتجريبها من قبل أحد أبناء قيادات الجماعة المنحلة وآخرين كانوا ينوون استهداف الأجهزة الأمنية ومواقع حساسة داخل المملكة”.

 

وأعلن الفراية “حظر نشاطات ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جمعية غير مشروعة، وحظر الترويج لأفكار الجماعة تحت طائلة المساءلة القانونية، واعتبار أي نشاط للجماعة أياً كان نوعه عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية”.

 

كذلك، أكد “إغلاق أي مكاتب أو مقار تستخدم من قبل الجماعة حتى لو كانت بالتشارك مع أي جهات أخرى، و‏منع التعامل أو النشر لما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة وكافة واجهاتها وأذرعها”.

 

 

تدخل في شؤون دولة ذات سيادة

 

يقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية د. حسن المومني لـ”النهار”، إن “بيان حماس يمثل تدخلاً سافراً في شؤون دولة ذات سيادة، ويعكس إفلاساً سياسياً من قبل الحركة”.

 

ويوضح بأن “ما جرى أخيراً من كشف لخلايا على الأراضي الأردنية يتعلق بمواطنين أردنيين، وهو شأن داخلي يخصّ الدولة وحدها، وليس من حق أيّ فصيل خارجي التدخّل فيه”، مضيفاً: “حماس حركة فلسطينية، ومثل هذا التدخل لا يتفق مع الأعراف السياسية والديبلوماسية، وهو أيضاً يعبّر عن أزمة تعيشها الحركة، وربما يكون انعكاساً لواقع وجوديّ ضاغط تمرّ به داخل قطاع غزة”.

 

ويتابع المومني: “أعتقد أن حماس قد جافاها الصواب في هذا التدخل، الذي يُظهر سعيها لتوسيع صورة امتداداتها خارج غزة، في محاولة لتثبيت نفوذ سياسيّ أو رمزيّ في الخارج، وهذا بدوره يعكس عمق أزمتها الوجودية”.

 

وفي ما يتعلق بالعلاقة بين “حماس” وبعض الجهات في داخل الأردن، يقول المومني: “البيان الأخير لحماس يؤكد أن هناك إشكالية حقيقية في العلاقة الرمادية القائمة بين الحركة وجماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي. وهذا يستدعي ضرورة فكّ هذا الارتباط، والتفريق بوضوح بين فصيل فلسطيني ينشط في الأراضي الفلسطينية، وبين تنظيمات أو مجموعات سياسية أو اجتماعية قائمة على الأراضي الأردنية وتخضع للدستور والقانون الأردني”.

 

 

 

اقرأ أيضاً: خلية الأردن وثوابت “الإخوان”!

 

تحريض الشارع الأردني ضد قيادته

 

أما الخبير في قضايا الأمن الاستراتيجي والعميد المتقاعد د. عمر الرداد، فيرى في حديثه إلى “النهار” أن “بيان حماس يشكل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الأردني، ويعكس محاولات الحركة المستمرة، منذ طوفان الأقصى، لتحريض الشارع الأردني ضد قيادته ومواقفه الرسمية تجاه قطاع غزة”.

 

ويضيف الرداد: “البيان تضمن العديد من الإشارات، التي لا بدّ من التوقف عندها، أبرزها محاولته التأثير على الرأي العام الأردني، والتشكيك بجهود الدولة، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني، في دعم غزة، وصولاً إلى اتهامات وجهتها الحركة بحق المستشفيات الأردنية في القطاع، وهو أمر خطير وغير مبرّر”.

 

ويشير إلى أن البيان “يتضمن اعترافاً موارباً بمسؤولية حماس عن الشبكة الإرهابية التي تم ضبطها أخيراً”، مؤكّداً أن “الأجهزة الأمنية في الأردن تعلم جيداً أن هذه الخلية على ارتباط مباشر بحركة حماس، وأن من جنّد أفرادها ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ويشكّلون امتداداً تنظيمياً للحركة”.

 

ويتابع الرداد: “ما يجب إدراكه هو أن الجماعة الأم للإخوان المسلمين باتت تدار فعلياً من داخلها عبر جناح سريّ تتزعمه حماس، وهو تيار يتحكّم حالياً بمفاصل الجماعة في الأردن. هذا ليس جديداً، فالانشقاقات في داخل الجماعة لطالما قامت على صراعات بين التيارين الوطني والأممي، واليوم أصبح التيار الأمميّ هو المسيطر”.

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في إطار زيارة عمل رسمية.. ملك الأردن وولي عهد السعودية يبحثان في جدة التطورات في غزة والضفة الغربية

بحث عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الأربعاء، مجمل التطورات في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع في غزة والضفة ...