تتركّز جهود واشنطن على حشد «تحالف دفاعي» عن إسرائيل، بوجه ردود «محور المقاومة» المرتقبة، وخصوصاً الردّ الإيراني. ولم يكف الولايات المتحدة أن تأتي بحاملات طائراتها ومدمّراتها ومنظوماتها الاعتراضية إلى داخل الكيان والقواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة العربية من الأردن إلى سوريا والعراق ودول الخليج، بل هي تحاول تجنيد حلفائها للتقليل قدر الإمكان من فاعلية الردّ الإيراني بشكل خاص.وأمس، نقلت «إذاعة الجيش الإسرائيلي»، «أنباء عن أن الأردن أبلغ إيران بأنه لن يسمح لإسرائيل باستخدام مجاله الجوّي»، بينما رأت صحيفة «معاريف» أن «الموقف المُحايد الذي اختاره الأردن (تحت الضغوط الإيرانية، خوفاً من تقويض نظام الملك) يشكّل خبراً سيئاً بالنسبة إلى إسرائيل والولايات المتحدة». وبات واضحاً أن الأردن يواجه ضغوطاً إسرائيلية – أميركية، ليكون في قلب «التحالف الدفاعي» ضد إيران، لكن عمّان تلقّت رسائل واضحة من طهران، بضرورة أن تحيّد نفسها عن «تراشق النيران».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن «طهران بعثت برسائل واضحة الى دول المنطقة، حذّرتها فيها من الانخراط في الدفاع عن إسرائيل، مشيرة إلى أن ذلك قد يعرّض هذه الدول للخطر». وأتت زيارة وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، لطهران أول من أمس، في هذا السياق، حيث أوضح الوزير الأردني أن بلاده لا تنوي الانخراط في أي تحالفات عسكرية في المنطقة، وحاول «طمأنة» الإيرانيين.
لكن مصادر مطّلعة على الاتصالات الجارية في المنطقة، أشارت إلى أن «القيادة الأردنية تحاول الترويج لكونها لن تشارك بقواتها ومنظوماتها في التصدي للمُسيّرات والصواريخ الإيرانية، لكنها لن تمنع حلفاءها من العمل في سمائها، إذ تتمتّع القواعد العسكرية التابعة للحلفاء بصفة سيادية»، بما يشمل قواعد جوية بريطانية وفرنسية وأميركية، بعضها غير معلن، استُخدمت في المرة الماضية للتصدي للهجوم الإيراني. كذلك، أشارت قناة «كان» العبرية إلى أن «السعوديين أوصلوا رسالة مفادها: لن نسمح لأي جسم غريب بالمرور عبر أجوائنا، نحن ندافع عن أنفسنا وليس عن إسرائيل».
من جهتها، فضّلت مصر «إمساك العصا من وسطها»، وسط غياب رؤية واضحة للتعامل مع التطورات. ولذا، اتّسم الموقف الرسمي المصري بـ«الضبابية»، التي يحاول مسؤولو النظام تفسيرها بـ«عدم الانحياز» إلى أيّ من أطراف الصراع، في وقت تنخرط فيه القاهرة في اتصالات دبلوماسية واستخباراتية مع لبنان، إضافة إلى التواصل مع إيران وتركيا وقطر والأردن، في محاولة لمنع توسع الحرب إقليمياً.
وعلى رغم أن القاهرة «تحفّظت» على المشاركة في أي تحالفات عسكرية تهدف إلى التصدّي للردّ الإيراني المرتقب، وهي أبلغت – بحسب زعم قناة «كان» – المعنيين أنها «تقف على الحياد ولن تعترض أو تتدخّل في التصدّي لأي مُسيّرات أو صواريخ قد يطلقها الحوثيون من اليمن تجاه إيلات وجنوب إسرائيل»، إلا أن مصادر مصرية أوضحت أن القاهرة تبنّت مع الرياض سياسة التصدّي للمُسيّرات سواء أُطلقت من إيران أو من أي منطقة أخرى، منذ بداية الحرب على غزة، ومن غير الواضح بعد إذا كانت مصر ستتخلّى عن تلك السياسة هذه المرّة.
من ملف : تأخّرَ أو تعجّل… العقاب آتٍ فلا تغترّ!
سيرياهوم نيوز١_الاخبار