آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » الأردن يغضب من نتنياهو… ويعاقب داعمي المقاومة!

الأردن يغضب من نتنياهو… ويعاقب داعمي المقاومة!

خرج رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، بتصريحات أعلن فيها جهاراً عن تطلّعاته إلى ما سمّاه «إسرائيل الكبرى»، عبر ضمّ الأردن ومصر والسعودية وسوريا ولبنان إلى الأراضي المحتلة. واستتبعت ذلك ردود فعل عربية، من بينها وصف الخارجية الأردنية موقف نتنياهو بأنه «استجلاب للعداء الإقليمي».

 

ورغم ارتفاع السقف الكلامي في وجه رئيس وزراء العدو، فإنّ ذلك لم يمنع استمرار الحملة الأمنية الشعواء التي تنفّذها الأجهزة الأردنية وتطال العشرات على خلفية قضايا «دعم المقاومة».

 

كما لم يمنع تواصل حملة إعلامية أردنية شرسة، شنّتها أبواق رسمية وأخرى تُعرف بـ«الذباب الإلكتروني» ضدّ المقاومة الفلسطينية وقياداتها، على خلفية تصريحات رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، خليل الحية، التي انتقد فيها طريقة إلقاء المساعدات عبر ما يُعرف بـ«الإنزال الجوي».

 

وكانت وجّهت السلطات الأردنية، باسم «مصادر» لم تكشف عن هوّيتها، تحدّثت إلى وسائل إعلام سعودية، انتقادات لدعوة الحية مصر والأردن إلى التحرك لوقف الإبادة في غزة. كما علمت «الأخبار» أنّ عمّان طلبت من «حماس» تقديم مبادرات إيجابية تتضمّن خطوات سياسية وإعلامية تجاه المملكة، عبر الإشادة بدور الأخيرة وشكر الملك عبد الله الثاني والابتعاد عن أي نشاط سياسي أو عسكري أو شعبي داخل البلاد. لكن المقاومة رفضت تلك الشروط، معتبرة أنّ التحرك الشعبي العربي أدنى الواجب الممكن تجاه ما تتعرّض له غزة من إبادة.

 

على أي حال، فإنّ الغلوّ في التعبير عن التطرّف الإسرائيلي، لا يوقف من الناحية العملية حرب الحكومة ضدّ مناصري المقاومة، وفقاً لمحامي المعتقلين عبد القادر الخطيب، الذي يؤكّد، في حديثه إلى «الأخبار»، استمرار الاعتقالات، مشيراً إلى أنّ هناك أكثر من 22 معتقلاً من قيادات الحركة في الأردن، فضلاً عن عشرات آخرين على خلفيّة «الجرائم الإلكترونية، والمشاركة في تظاهرات». وأوضح أنّ آخر حملة شملت اعتقال 13 مواطناً في إربد بتهمة «التجمهر غير المشروع». ويؤكّد الخطيب أنّ القضايا المرفوعة بحق المعتقلين، «سياسية بحتة ولا صلة لها بملفات جنائية أو أمنية».

 

طلبت عمّان من «حماس» تقديم مبادرات إيجابية تجاهها تتضمّن خطوات سياسية وإعلامية

 

 

وفيما تترافق الحملة الأمنية مع إجراءات حكومية تستهدف حظر حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لحركة «الإخوان المسلمين»، بعد اعتقال معظم الشخصيات المرتبطة بالملف الفلسطيني والمالي في الجماعة والحزب، يشير الخطيب إلى «وجود حملة ضغوط أميركية – خليجية على عمّان لاستئناف قرار الحظر الكامل للعمل السياسي للحركة الإسلامية، في ظلّ إجراءات قد تطاول الحزب نفسه»، علماً أنّ وزير الداخلية، مازن الفراية، كان قد أعلن في 23 أيار الماضي، حظر جماعة «الإخوان» في الأردن، واعتبارها غير شرعية، مع مصادرة أصولها ومكاتبها وتفعيل «لجنة الحل» لتسريع الإجراءات المضادّة لها. وبمعزل عن تفاصيل القضية، يرى الخطيب أنّ تصريحات نتنياهو «لم تغيّر في المزاج السياسي الرسمي للنظام الأردني وللحكومة اللذين لا يزالان يتعاملان معها بنوع من التجاهل وعدم المبالاة».

 

وفي السياق نفسه، يشدّد القيادي في الحركة الإسلامية بادي الرفايعة، على ضرورة التعامل مع هذه التصريحات بـ«حزم، لا بتجاهل أو تغافل، خاصةً أنّ نتنياهو يعلن أطماعه في الأردن بشكل واضح».

 

ويضيف الرفايعة، في حديثه إلى «الأخبار»، أنّ «كلام نتنياهو يمثّل امتداداً لحملة إسرائيلية ضدّ المملكة، يقودها عدد من مسؤولي الاحتلال، بينهم وزير مالية العدو المتطرّف، بتسلئيل سموتريتش، الذي عرض قبل عامين خريطة تضمّ الأردن ضمن حدود الكيان»، عادّاً ذلك «دليلاً على رغبة إسرائيل في الحرب»، وأنّ «عملية السلام مجرّد تسكين فقط، ولكن المرحلة القادمة ستشهد تصادماً حقيقياً مع تلك الأطماع، إذا ما ترجمت إلى خطوات عملية على الأرض».

 

ومن جهته، يقول نائب الأمين العام لحزب «جبهة العمل» في الأردن، والقيادي في جماعة «الإخوان»، جميل أبو بكر، إنّ تصريحات نتنياهو «تكشف أنّ ما كان الاحتلال يخفيه سابقاً من أطماعه التوسّعية، أصبح يعلنه صراحة، مستفيداً من صمت النظام العربي حيال ما يجري في غزة، من مجازر ودمار وحصار». ويضيف، في حديثه إلى «الأخبار»، أنّ «هذا الصمت شجّع نتنياهو وحكومته على التمادي في تهديد الدول العربية»، «ووفّر لهم بيئة آمنة للتغوّل في المنطقة من دون خشية من ردع حقيقي».

 

ويحّذر من أنّ «الوصول إلى هذه الدرجة من الغرور والتهديد من جانب الاحتلال قد يفتح الباب لتغييرات قادمة لن تكون في صالحه»، داعياً الدول العربية إلى «الاستعداد لمواجهة تلك الرؤى والمخطّطات بجدّية واتّخاذ إجراءات عملية لحماية أمنها القومي». كما يؤكّد أنّ «المقاومة الفلسطينية كانت ولا تزال خطّ الدفاع القوي والمجيد ضد أطماع الاحتلال في المنطقة»، محذّراً من «مغبّة التفريط بدعم المقاومة، والذي يؤدّي إلى فتح الطريق أمام الاحتلال للتوسّع نحو دول عربية أخرى، وفي مقدّمها الأردن».

 

أمّا كبير عشائر الأردن طراد الفايز، فيعتبر، بدوره، أنّ «أطماع إسرائيل المتواصلة تثبت أنّ المقاومة في غزة لم تكن يوماً تشكّل خطراً على الأردن أو مصر أو سوريا أو العراق أو أي دولة عربية»، مضيفاً، في حديثه إلى «الأخبار»، أنّ «المقاومة صمّام أمان حقيقي للنظام العربي وليس فقط للأمن العربي، وإضعافها سيجعل إسرائيل تلتهم الأردن ومصر وبقية الدول، وهذا واضح في توراتهم ومعتقداتهم وسلوكهم السياسي والعسكري».

 

ويشدّد الفايز على أنّ «المطلوب هو دعم المقاومة لا شيطنتها، وحمايتها لا كشف ظهرها، والإيمان بحتميّة دورها المحوري في أمن المنطقة، بوصفها صمّام أمن للأخيرة، لا عبئاً عليها».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

غضب ورفض عربي لتصريحات نتنياهو بشأن “إسرائيل الكبرى”.. مصر تطلب إيضاحات والسعودية تعتبرها مشروع توسعي خطير

رفضت دول ومنظمات عربية، الأربعاء، التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما يسمى “رؤية إسرائيل الكبرى”، بينما طالبت مصر بإيضاحات لذلك. حسب ...