آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » الأطفال المعرضون لمواد كيميائية يواجهون خطر الإصابة بالسكري

الأطفال المعرضون لمواد كيميائية يواجهون خطر الإصابة بالسكري

تشير الأبحاث إلى أن التعرض في وقت مبكر من الحياة للمواد الكيميائية الشائعة في بيئتنا قد يؤدي إلى إتلاف صحة أمعائنا بشكل دائم، مما يساهم في تطور مرض السكري والسمنة في وقت لاحق من الحياة.
إذ افترض العلماء أن التعرض لهذه “المواد الكيميائية الدائمة” أثناء الطفولة قد يكون سبباً في الارتفاع الأخير في هذه الاضطرابات بين البالغين الأميركيين.
صرح أندرو باترسون، أستاذ علم السموم الجزيئي والكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة ولاية بنسلفانيا، لمجلة نيوزويك : “توجد ملوثات عضوية ثابتة في جميع أنحاء العالم ولا تؤثر على البشر فحسب، بل تؤثر أيضاً على الحياة البرية.
وقد تم توثيق الآثار الصحية السلبية لهذه المواد الكيميائية جيداً، وتشمل العيوب الخلقية والسرطان”.
وتعتمد المخاطر الصحية المرتبطة بهذه المواد الكيميائية على تركيزاتها في البيئة المحيطة بنا والعمر الذي نتعرض فيه لهذه المواد.
يقول باترسون: “يعتبر الرضع والأطفال أكثر عرضة للخطر من البالغين عند التعرض للمواد الكيميائية البيئية، وربما تعرضوا لها في الرحم أو من خلال حليب الثدي”.
التعرض لمواد كيميائية معينة في وقت مبكر من الحياة قد يسبب اضطرابات دائمة في ميكروبيوم الأمعاء، مما يزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي في وقت لاحق من الحياة.

والآن، توصلت الأبحاث التي أجراها باترسون وفريقه إلى أن هذه المواد الكيميائية قد تؤدي أيضا إلى تعطيل تريليونات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائنا، والمعروفة باسم ميكروبيوم أمعائنا، بشكل دائم.
وتلعب هذه الميكروبات دوراً رئيسياً في كل شيء بدءاً من عملية التمثيل الغذائي لدينا وحتى صحتنا العقلية.
وفي حين يمكن أن تتغير هذه الميكروبات طوال حياتنا، فإن أساس ميكروبيومنا يتأسس خلال السنوات القليلة الأولى من حياتنا.
وبالتالي، فإن أي اضطرابات خلال هذه الفترة قد يكون لها تأثيرات طويلة الأمد على صحتنا البدنية والعقلية بشكل عام.
وفي دراستهم التي نشرت في مجلة Environmental Health Perspectives ، ركز باترسون وزملاؤه على مادة كيميائية واحدة على وجه الخصوص، تُعرف باسم 2,3,7,8-tetrachlorodibenzofuran أو TCDF.
وهي عبارة عن منتج ثانوي لحرق النفايات وإنتاج المعادن وحرق الوقود الأحفوري والخشب، وهي منتشرة على نطاق واسع في بيئتنا وتتراكم في سلسلة الغذاء، وخاصة في الأطعمة الغنية بالدهون مثل اللحوم ومنتجات الجنيات وبعض الأسماك. وقد يتعرض الأطفال أيضاً لها من خلال حليب الثدي.
ولاستكشاف تأثيرات هذه المادة الكيميائية على ميكروبيوم الأمعاء، قام الفريق بإطعام فئران عمرها أربعة أسابيع حبوباً تحتوي على 0.46 ميكروجرام من TCDF لمدة خمسة أيام. كما شملوا مجموعة مراقبة تم إطعامها حبوباً وهمية.
وفي بيان كتب الباحثون: “في دراستنا استخدمنا جرعة عالية نسبياً مقارنة بالتعرضات البشرية النموذجية؛ ومع ذلك، يمكننا استخدام هذه المعلومات لتحديد نقاط السمية العالية الجديدة، بما في ذلك في ميكروبيوم الأمعاء، والبدء في استقراء ما قد يحدث بجرعات أقل”.
وبعد التدخل مباشرة، فحص الباحثون ميكروبيوم أمعاء الحيوانات، إلى جانب العديد من المؤشرات الصحية الأخرى مثل وزن الجسم، وتحمل الجلوكوز، وتراكم الدهون في أكبادها. وتم جمع نفس البيانات بعد ثلاثة أشهر، عندما أصبحت الفئران في الواقع بالغة شابة.
وقال يوان تيان، المؤلف الأول للدراسة وأستاذ مشارك في جامعة ولاية بنسلفانيا، في بيان: “لقد وجدنا أن التعرض المبكر لـ TCDF أدى إلى تعطيل ميكروبيوم الأمعاء لدى الفئران البرية بشكل دائم. كما وجدنا أن هذه الفئران كان لديها وزن جسم أعلى وعدم تحمل الجلوكوز في عمر أربعة أشهر”.
وأضاف باترسون أن بعض سلالات البكتيريا كانت أكثر حساسية لتأثيرات TCDF من غيرها، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من العمل لفهم السبب. وعلى وجه الخصوص، لاحظ الفريق انخفاضاً ملحوظاً في نوع بكتيري يسمى Akkermansia muciniphila، والذي تم الاعتراف به سابقاً لأهميته في الحفاظ على صحة الأمعاء بشكل عام.
ولمزيد من استكشاف هذه التأثيرات، أجرى الباحثون دراسة ثانية على مجموعة من الفئران التي تمت إزالة ميكروبيوم أمعائها. وقاموا بزرع ميكروبات لهذه الفئران المعقمة من المجموعة التي تلقت أقراص TCDF ووجدوا أن هذه الفئران أصيبت أيضاً باضطرابات أيضية، مما يشير إلى أن هذا الميكروبيوم المتغير كان في الواقع سبباً لهذه الأمراض.

وقال تيان: “تشير هذه النتائج إلى أن التعرض لمادة TCDF في وقت مبكر من الحياة قد يكون سبباً لاضطرابات في وظيفة ميكروبيوم الأمعاء والنتائج الصحية في وقت لاحق من الحياة، حتى بعد إزالة مادة TCDF من الجسم”.
ومع ذلك، قد تكون هذه الاضطرابات قابلة للعكس. فبعد العلاج، أعطى الفريق لبعض الفئران المعرضة لـ TCDF بروبيوتيك يحتوي على Akkermansia muciniphila ووجدوا أنه أعاد الميكروبيوم المضطرب للفئران إلى حالته الطبيعية.
وقال باترسون: “قد يكون من الممكن مع المزيد من البحث أن نتمكن يوماً ما من استعادة ميكروبيوم الشخص إلى حالته المثالية من خلال المكملات الغذائية التي تحتوي على البريبايوتيك والبروبيوتيك”.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه في الحياة الواقعية، نادرًا ما نتعرض لمادة كيميائية واحدة بمعزل عن غيرها، بل نختبر مزيجاً من المواد الكيميائية المختلفة، عادةً على مدى فترة زمنية طويلة.
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على البشر، وكذلك كيفية تفاعل هذه المواد الكيميائية مع المركبات الأخرى في بيئتنا، فإن هذه النتائج تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن هذه الملوثات قد تشكل خطرا  على صحة الإنسان.
وقال باترسون “إن الهيئات الحكومية هنا مثل وكالة حماية البيئة وغيرها من الهيئات في مختلف أنحاء العالم تعمل على الحد من إنتاج الملوثات العضوية الثابتة أو القضاء عليها بالكامل.
ولكن نظراً لطبيعتها الثابتة فإن الملوثات العضوية الثابتة التي تم إنتاجها منذ فترة طويلة ولكن تم حظرها أو القضاء عليها منذ ذلك الحين لاتزال موجودة على الأرجح في البيئة”.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

7 أنواع من الأسماك الأفضل للصحة: فوائد مذهلة تجعلها تتصدر القائمة

يعد تناول الأسماك أحد التوصيات الغذائية الأكثر شيوعًا، بفضل فوائدها الصحية المتعددة، مثل احتوائها على البروتينات، الفيتامينات والمعادن الأساسية. ولكن مع توافر العديد من الخيارات ...