*بقلم:سلمان عيسى
كان حلما مزعجا أيقظني وانا الهث خوفا، وثيابي مبللة من كثرة التعرق .. فقد حدث هذا فعلا صباح يوم الجمعة بين السادسة والنصف والسابعة صباحا .. خير اللهم اجعله خيرا ..
كنت برفقة قريب يجرى له أحد أنواع الاختبارات الشفهية .. كان هناك شخصان طويلان يرتدي كل منهما مريول أبيضاً ، واتفقا على احراجه بالأسئلة، وقد تقصدا أن تكون الأسئلة على شاكلة التي يختبر بها الموالاة والمعارضة .. كان السؤال الأول محرجا.. ( لماذا تخلت عنكم الحكومة ): ورغم أن قريبي أجاب بطريقة ( اللوفكة ) فقد قال : الحكومة لم تتخل عنا لكن الحرب الطويلة والحصار هي التي اوصلتنا الى هذا الحال .. إلا أن هذا الجواب لم يعجبهما. . فأخرج أحدهما قطعة ذهبية دائرية مكتوب عليها الرقم ( 3 ).. عندما دخلنا إلى مكان الاختبار كنت احمل سلة جميلة بألوان زاهية، داخلها أفعى بألوان جميلة لا توحي ابدا انها شريرة .. فجأة التفت إليها وإذ هي ترتجف بطريقة فظيعة .. قلت لهم بأعلى صوتي .. أفعى .. حينها خرجت من السلة على شاكلة ساحرة كشّرت عن أسنانها وبدأت بتقبيلهم .. صرخت بهم .. انتبهوا لم انتزع انيابها بعد لذلك هي مؤذية جدا و تحتفظ بكل سمها.. وخرجت مسرعاً من الباب وهي تلاحقني وقد أصبحت فعلا أفعى مخيفة .. ذهبت الوانها الزاهية .. واطلت برأس أكبر من رأس القط وبوبر أقرب إلى اللون البني ( مصوفنة ) .. صرت اصرخ بها وارفسها بقدمي . . وقد استيقظت فعلا وقدمي في الهواء ..
لا أدري إن كان هذا كابوسا أو حلم عابر، لكنه ثقيل فعلا..لذلك لم أذهب به إلى المفسرين ولا المعبرين ولا كهنة المعابد، بل سأعتبره مثل أي نشاط ( يبخع ) به أي شخص اذا ما كان صادقاً .. شفافاً، ففي حياتنا اليومية نحتضن الكثير من الأفاعي بألوان زاهية وانياب مخفية وسم زعاف مختزن في اللسان والرأس والعقل .. لكن بمجرد أن تزيل المكياج تظهر تلك الأفعى الساحرة التي تختزن كل سمها ( لتدلقه ) دفعة واحدة في سلة الأمان التي يعتقدها الطيبون. .
هذه ليست احلام ولا كوابيس، انها باختصار تفاصيل بسيطة من حياتنا التي نعتقد أنها خالية من الأفاعي لمجرد اننا نرى ابتسامة وأسنان بيضاء .. لكن هي في الحقيقة ( تكشيرة ) أفعى تجهّز انيابها لسكب المزيد من السم .. حتى لو آذت نفسها به … ونعتقد أن هذا قد حصل .. !!؟
(سيرياهوم نيوز11-9-2021)