وسام دالاتي
كشف مصدر صحفي مقرب من “قوات سورية الديمقراطية”، أن الأخيرة تلقت رسائل واضحة من الإدارة الأمريكية وعبر ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة “التحالف ضد داعش”، وليام روباك، بضرورة الاستعداد وتحضير ملفات الحوار مع “الائتلاف المعارض”، الذي تلقى بدوره رسائل بذات الخصوص من الإدارة الأمريكية، حملتها ممثلة الخارجية الأمريكية في شمال شرق سورية “زهرة بييل”، وكلاهما؛ (روباك – بييل) يقيميان داخل مقر القاعدة الأمريكية العسكرية في بلدة “هيمو”، التي تبعد ٤ كم إلى الغرب من مطار القامشلي.
بحسب المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن الإدارة الأمريكية تسعى لـ “توحيد صف المعارضة ضد دمشق”، من خلال خلق حوار بين “مجلس سورية الديمقراطية”، و “المرجعية الكردية العليا” من جهة، والائتلاف المعارض من جهة أخرى، علماً أن “المرجعية الكردية” هي كيان ناشئ يتم العمل على تشكيله من خلال الحوار “الكردي – الكردي”، الذي جمع كل من “قسد” و “المجلس الوطني الكردي”، والأخير يمتلك تواصل مباشر مع الحكومة التركية وحكومة إقليم شمال العراق، ويعد جزءاً من “الائتلاف المعارض”.
وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها “وكالة أنباء آسيا”، أن الحوار ما بين “مسد” و “الائتلاف المعارض” سيكون من شأنه تشكيل جبهة معارضة موحدة تُدار من قبل الإدارة الأمريكية ضد الحكومة السورية، بما يشكل أكبر ضغط ممكن على “دمشق” في العمليات السياسية التي ستدور لحل الملف السوري بشكل نهائي، من خلال “لجنة مناقشة الدستور”، وغيرها من المنصات السياسية التي ستكون “قسد” شريكاً فيها مستقبلاً إذا ما نتج عن حوارها مع “الإئتلاف” موقفُ موحد، وهذا الموقف بحسب المصدر مكتوب مسبقاً من قبل “الإدارة الأمريكية”، ويعد واحداً من الخطوات التي تنفذها “واشنطن” لإنهاء “الخطر الكردي على تركيا”، بما يطمئن أنقرة التي تعد واحدة من أهم حلفاء الإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
القيادات الكردية رحبت بفكرة “الحوار مع الإئتلاف” بما يخرجها من العزلة السياسية التي تعيشها بما يخص الملف السوري، ويحولها إلى شريك في “كتابة الحل السوري”، بدلاً من إقصائها من كل الأطراف، ففي اللجنة الدستورية كان هناك ممثلين كرد ضمن كل الوفود التي شاركت “الحكومة – المعارضة – المجتمع المدني”، لكن لم يكن هناك تمثيل لـ “قسد” ولا حتى ضمن الوفد الذي شكلته الأمم المتحدة من هيئات المجتمع المدني، الأمر الذي تلقاه حينذاك قادة “قسد” على أنه تجاهل معلن من قبل كل الأطراف، نتيجةً للضغوط التي مارستها الحكومة التركية عبر مجموعة من القنوات السياسية التي فتحتها مع روسيا وأمريكا حول الملف، فبالنسبة للحكومة التركية ما تزال “قسد” عدواً مباشراً نتيجة لعلاقاتها المباشرة مع “حزب العمال الكردستاني”، الذي يأتي في رأس قائمة الأعداء المباشرين لأنقرة، والتي يجمعها معه صراع مسلح يمتد منذ ثمانينات القرن الماضي.
شرعنة “الإدارة الذاتية” التي ترفضها “دمشق” قد تأتي من خلال التمثيل المباشر لـ “مسد”،في العمليات السياسية التي تجري حول الملف السوري، الأمر الذي قد تواجهه دمشق من خلال حلفائها المؤثرين في العملية السياسية، وخاصةً “إيران – روسيا”، والأخيرة تعمل على استقطاب القوى السياسية المختلفة من المنطقة الشرقية، وذلك من خلال دفعها بـ “حزب الإرداة الشعبية”، الذي يرأسه المعارض “قدري جميل”، لعقد اتفاق مع “مجلس سورية الديمقراطية”، التي مثلتها في التوقيع عليه القيادية “إلهام أحمد”، كما عمل الروس خلال الأيام الماضية على استقطاب القوى المعارضة لـ “قسد”، والتي تجمعت ضمن ما يسمى بـ “جبهة السلام والتحرير”، وتضم كل من (المجلس الوطني الكردي – المنظمة الآشورية – تيار الغد)، والأخير يقوده الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض “أحمد الجربا”، والذي يعد من أقوى منافسي “قوات سورية الديمقراطية” في المنطقة الشرقية، نتيجة انتمائه العشائري لقبيلة “شمّر” العربية، ما قد يساعده على استقطاب مشايخ العشائر العربية الكبرى إذا ما تلقى الدعم والقبول من اﻷطراف الدولية المتنافسة على المنطقة الشرقية من سورية تحديداً.
المتحدث السابق باسم الوحدات الكردية في عفرين “ريزان حدو”، قال خلال حديثه لـ “وكالة أنباء آسيا”، بأن فكرة الحوار بين القوى السياسية الكردية والأطراف المعارضة ليست بالجديدة، فهي تعود إلى الزمن الذي كان فيه القيادي “صالح مسلم” عضواً في هيئة التنسيق، وبالتالي فإن العودة إلى مثل هذا الطرح ليست مستبعدة، ولكن لا يمكن التعويل عليها بالنسبة لـ “قسد” من حيث القراءة الأولية، إلا إذا كان هناك تطمينات قدمت لها في الكواليس ولم يتم الإعلان عنها.
تبقى فكرة “الحوار مع دمشق”، معلقة بالنسبة لقادة “قوات سورية الديمقراطية” خلال المرحلة الحالية، فالرغبة الأمريكية وإن كانت تركز على تشكيل أكبر ضغط ممكن على الحكومة السورية في المرحلة القادمة لتقبل بتقديم تنازلات في الملف السياسي والاقتصادي، تقابلها رغبة لدى “قسد” بدخول الملف السوري من بوابة دمشق التي ما تزال ترفض المطلبين الأساسيين بالنسبة لقادة الكرد، واللذين يتمثلان بـ “الاعتراف بالإدارة الذاتية وإقرارها دستورياً”، و “الاعتراف بخصوصية “قوات سورية الديمقراطية عسكريا”.
سيريا هوم نيوز /4/ أنباءآسيا