*بقلم:المهندس نبهان نبهان
وبعد أن أعلنها السيد الرئيس قبل الانتخابات لتكون عنواناً لأي سوريا نريد بالمرحلة القادمة .. وبعد أن أجاب الشعب السوري داخل وخارج حدود الوطن بنعم بولاء مطلق وثقة أكيدة بشخص السيد الرئيس متحدياً أهداف هذه الحرب الكونية الصهيوعالمية على بلدنا والتي استهدفت وخلال أكثر من عشر سنوات سوريا الوطن والإنسان بأهداف واضحة ومعلنة ومنذ زمن بعيد وهي سرقة العقل السوري مترافقاً مع تدمير المستقبل السوري ثم تحويل الدولة إلى دولة فاشلة بعد تدمير بنية الدولة والمجتمع السوري وتفكيكها إلى دويلات طائفية وأثنية .. وبعد أن بقيت سوريا عصيّة على أعدائها بدم شهداءنا وجرحانا وصمود شرفا الوطن وبعد أن حدد السيد الرئيس بكلمته يوم أمس بوصلة العمل بالمرحلة القادمة بشكل واضح وحاسم .. لابد من العمل سوا ايد بايد لنحقق آمالنا المرجوة فمن أين نبدأ أولاً …… ؟! أنا اقول رأيي بصراحة وجرأة بولاء مطلق للوطن دون أي مصلحة شخصية، وبالتأكيد لا أدعي احتكار الوطن ولا أدعي اني محلل سياسي أو اقتصادي وانما مواطن سوري عادي كأي مواطن تربى وتعلم وعاش بهذا البلد وعايش ظروف البلد بكل الوانها الإيجابية والسلبية ولاسيما خلال هذه الحرب الكونية . ليتنا جميعاً مسؤول ومواطن نسمع ونفهم ونعي ونفعل بالقول والعمل ونرتقي إلى فكر السيد الرئيس بعيداً عن الشعارات الاستعراضية والخلط بأولويات المعالجة للمرحلة المقبلة ، وبالتأكيد أن هناك الكثير من العناوين ذات المضامين الكبيرة والتي كانت تتردد قبل الأزمة ، والتي تزايدت خلالها بشكل كبير مع ازدياد تداعيات الأزمة وتزايد آثارها على الوطن والمواطن من شعارات الاصلاح ومحاربة الفساد وتجارة الازمة الى العديد من الشعارات الاخرى .. ولكن للأسف وضمن بيئة العمل السائدة التي اعتدنا عليها تاريخيآ بشقيها الرسمي والمجتمعي،اعتدنا دائمآ الكلام لمجرد الكلام واعتدنا دفش المشاكل للأمام والتخفي خلف الشعارات ومصادرتها واستغلالها، واعتدنا تحميل المسؤوليات للآخرين عندما نريد ولمن نريد وساعة نريد وكيفما نريد .. اعتدنا خنق ورجم المبدعين والمتميزين وتشويه سمعتهم وابعادهم، واعتدنا مصادرة المبادرات بأدوات إدارية متخلفة ورقابية وقانونية بالية بأيدي متسلطين، واعتدنا الحماسة والارتجال والتجريب وتشكيل اللجان بدون خطة وبرنامج وفريق عمل، اعتدنا مضيعة الوقت وتضييع الفرص وتشتيت القوى الذاتية وخنق المبادرات وعدم رؤية تجارب الآخرين والاستفادة والتعلم منها .. للأسف هذا كان ومايزال واقع الحال في كل المناحي والمستويات والمفاصل، وهي بيئة العمل السائدة في البلد منذ سنوات والبعيدة عن العمل المؤسساتي التي أوصلت طبقة طفيلية متجانسة فيما بينها على أسس المحسوبية وتبادل المصالح الشخصية والإنتقائية والاستنسابية والاستزلام بعيدآ عن الأسس الموضوعية ومبدأ سيادة القانون ومصلحة الوطن، وذلك للأسف باسم الوطن والمصلحة العامة وأن هناك دومآ من يعرف مصلحتك ومصلحة الوطن ويقدرها اكثر منك ! الأمر الذي أدى إلى وصول أشخاص حسب الطلب ليسوا على المستوى المطلوب في أماكن حساسة لتأدية دور ما، وبالمقابل إبعاد الكفاءات أو عدم فسح المجال لها، باتباع سياسة ” من ليس معنا هو ضدنا ” .. ولولا مكامن القوة البشرية والمادية للمجتمع السوري الذي أرساها القائد الخالد حافظ الأسد من أمن مائي وأمن غذائي وأمن مالي ،والصمود الأسطوري لجيشنا العربي السوري وصبر وحكمة القائد بشار الاسد ومن وراءه شرفاء الشعب السوري وتحملهم، ربما كانت آثار هذه الحرب الكونية أكبر بكثير .. وأعتقد اذا كنا نفهم ونؤمن بماقاله السيد الرئيس ونرتقي إلى فكره بالقول والعمل ونريد اصلاح حقيقي فلابد من ايقاف هذا العبث الممنهج ببنية الدولة والمجتمع السوري والذي هو نتيجة دراسات وابحاث وبرامج قامت بها الجهات المعادية لسوريا ومنذ سنوات تحت شعارات مختلفة وتم تنفيذها للاسف بايدي صهاينة الداخل تحت انظار وجهل وعدم دراية وتراخي بعض الجهات المعنية … واليوم ولنصل لآمالنا مواكباً لشعار ” الأمل بالعمل ” ولنبدأ بتحدي الاصلاح واعادة الاعمار وبناء البشر ونشر ثقافة الانتماء والوعي الوطني بدءآ من البيت والمدرسة والمجتمع مواكبآ لمعركة جيشنا العربي السوري ضد الارهاب الصهيوني الخارجي والداخلي، ويجب وضع الخطط والبرامج واعداد الدراسات اللازمة المادية والمعنوية ومن ثم اختيار اللحظة المناسبة للمباشرة بالتنفيذ .. برأيي المتواضع هناك ثلاثية ذهبية للاصلاح وهي ” ارادة وادارة وقانون ” وبتوقيت مناسب تبدأ بشكل سريع ومتأني باصلاح ” بيئة العمل” وهي مهمة كبيرة مركزية تكون الأساس في كل برامج الدولة وتحتاج لفريق عمل متجانس من أصحاب الانتماء أولآ ومن أصحاب الكفاءة والخبرة والنزاهة ثانيآ، تضع برنامج متكامل للمعالجة يبدأ بتحليل أسباب ماوصلنا اليه من تردي الاداء والعجز واسباب الفساد والافساد وكل الظواهر السلبية بالمجتمع ولاسيما المعيشية ،ومن ثم تضع الحلول بجرأة بشكل موضوعي وشفاف .. على أن يكون هذا البرنامج محدد الأهداف ومحدد المدة ومبرمج المراحل، بعيدآ عن الارتجال والتجريب والتنظير ، مما يحقق معالجة آثار الحرب على المواطن والوطن معآ ويحقق إعادة ثقة المواطن بالدولة وإعادة ثقة الدولة بمواطنيها بعدالة إجتماعية مطلقة وفق مبدأ سيادة القانون .. ومن ثم الارتقاء وتطوير وتحديث العمل الاداري بكل مفاصل ومستويات الدولة وبجميع المناحي باطر محاسبة تعتمد الرقابة الوقائية اولآ وليس التصيد والاستنسابية والانتقائية بالمحاسبة ، الامر الذي يتطلب ايضآ اعادة النظر بعمل الجهات الرقابية التي ساهمت بطريقة عملها وانحرافها عن الغاية التي احدثت من أجلها الى تسميم بيئة العمل الوظيفي والتسيب والابتعاد والخوف من تحمل المسؤولية .. وبالنتيجة تكون الاهداف والاماني المرجوة للسوريين بالاصلاح والتطوير ومحاربة الفساد وكل الظواهر السلبية الأخرى قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشعارات النظرية واستغلالها .. وسنصل بالنتيجة حتماً الى مجتمع سوري نقي آمن داخلياً وخارجياً بمعادلة ” مواطن واعي ومسؤول منتمي ” يحمي الوطن من الداخل جنباً الى جنب مع الجندي العربي السوري الذي يحمي تراب الوطن وحدوده من الخارج .. ولنواكب ما قاله السيد الرئيس ” الأمل بالعمل ” لتعود سوريا الحضارة والإنسان واحة أمن وأمان وعلم وعمل .. سوريا العصرية والعصيّة على أعدائها ولنتذكر دوماً ان اول من طرح عنوان مسيرة التطوير والتحديث والتشاركية وتكريس العمل المؤسساتي كان السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد .. فلنتمثل بفكره قولاً وعملاً ……….
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب29-5-2021)