آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » الأمل والوهم…..

الأمل والوهم…..

 

باسل علي الخطيب

ولاتكاد تسأل أي احد عن الحال إلا وقال لك أن الحال قي اسوأ حال….
ودون ذلك اسباب كثيرة، اهمها ذاك القلق والترقب والذي يزيدهما قلقاً و ترقباً كل هذا التشويش الذي يحصل….

” ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل “…..
قد يكون هذا الكلام من اول ماحفظناه صغاراً، و تعلقنا به حبلاً نصارع به اهوال الدنيا حتى لانبقى على قارعة الدنيا….
نعم، (الأمل) هو بعض العبادة، أنه لايقنط من روح الله إلا القوم الكافرين…
ولكن…نعم، ولكن….
تخلط الناس مابين الوهم والأمل….
ترى من قال: أنه إن كان للمشكلة حل فلاداعي للقلق بشأنها، أما إن كان ليس لها حل فلا فائدة من القلق بشأنها….
؟؟؟…
لست أنا من قال ذلك….
الوهم يشبه تعاطي المخدرات….
التعاطي يبدأ بأهونها وبجرعات صغيرة….
تلك اللحظات القصيرة من اللذة الزائلة تدفع المرء إلى جرعات أكبر وأنواع اقوى….
تزول اللذة و الواقع هو إياه، فيكون الهروب إلى جرعة أخرى…
وهكذا….
النتيجة؟….
الإدمان…..
و الواقع لم يتغير، ولكن يفقد المرء القدرة على ضبط ايقاع ايامه و روحه و جسده…..
النتيجة؟؟..
حطام يرثي حطاماً….

قد كنت كتبت عدة مقالات قلت فيها أن كفوا عن متابعة أو الإستماع الى كل مايقوله اولئك القابعين في الخارج، و لا استثني أحداً، سواء كانوا مجالسا أو سياسيين أو ناشطين أو مؤثرين أو أصحاب منصات….
عدم الاستماع إليهم هو ثلاثة أرباع راحة البال….
هؤلاء يبيعونكم الوهم…
يدغدغون مشاعركم….
يلعبون على أمانيكم…
تتلذذون للحظات بكل تلك (الشطحات) وابر التخدير، و عندما تستفيقون من تلك (التشوة)، تجدون أنفسكم أمام الواقع إياه ولكن مع إحباط أكبر…
الأنكى من ذلك وقد اتابع أحياناً بعض تعليقاتكم على ماينشرون، أنكم تسالونهم عن الأوضاع هنا!!، و عن القضية الفلانية أو المشكلة الفلانية!!!!!!!!!…
بالله عليكم…
بالله عليكم….
هذا حقاً شر البلية مايبكي….
ولاتقولوا لي إن الغريق يتعلق بقشة….
هل تنقذ القشة الغريق؟….
عدا عن ذلك هل اذكركم ببيت الشعر إياه:
لاتشكو للناس جرحاً انت صاحبه….
لايؤلم الجرح إلا من به ألم…

نعم….
هذا هو إدمان الوهم….

كل اولئك إياهم يتحدثون بقطعية، وكأنهم هم الوحيدون الذين يمتلكون صكوك الوطنية والولاية، يتحدثون ويفرشون أمامكم تلك التوقعات و الخطط التي تداعب أمانيكم، و كأن كل واحد فيهم يحضر اجتماعات دورية مع كبار قادة العالم، وهؤلاء يستشيرونهم إياهم فيما سيفعلون….
يتكلمون وكأن بأيديهم مفاتيح التغيير، و كلهم بالكاد يستطيع الواحد فيهم تغيير بنطاله…..
وحتى تكتمل المأساة – الملهاة، ترى كل فريق من اولئك يلعن بقية الفرقاء….

أنا لا انتقد هؤلاء بكلامي، أنا اوصف واقعاً، وهذا بالنسبة لهم هو (أكل عيش)، وهذا حقهم، لاسيما إنهم وعائلاتهم في نعيم وأمان يعيشون….
ولكن ماذا عنكم أنتم؟؟!!…
أنتم الذين ادمتنم ذاك الوهم، والحال بعد كل (جرعة) اسوأ واسوإ….
لا، ليست تلك الجرعات جرعات تفاؤل، هي جرعات أوهام بامتياز…
عدا عن ذلك، كم من مرة يجب أن يكذب هؤلاء لتصدقوا انهم يكذبون؟؟….
كم من موعد قد اعطوا و كذبوا؟؟….
كم من توقع قالوه وكذبوا؟؟…
بالله عليكم جميعا، اطرحوا على أنفسكم السؤال التالي :
هل استطاع أحد توقع الأحداث الكبيرة أو المفصلية التي مرت بها المنطقة خلال السنوات السابقة؟؟….
ألم تنزل هذه الأحداث كلها على الجميع كأنها الصاعقة أو الزلزال؟؟!!….

وعلى سيرة الزلزال، اثناء تلك المحنة قبل عامين ونيف كان يراسلني الكثيرون ويسألوني عن اخبار قرأوها على تلك الصفحة أو تلك عن هزات ستحصل هنا أو هناك، وكان جوابي الدائم، أن الحل في اصبعك الأصغر، كبسة واحدة عل زر الحظر، و تنتهي تلك المشكلة – الوهم…….

أكرر مرة أخرى، مقالي ليس عن هؤلاء، لهم مالهم، و عليهم ماعليهم، مقالي موجه إليكم اهلي وناسي، اديروا اذانكم، عيشوا حياتكم بالقدر الذي تستطيعون….
سيكون هناك حل ما، و سيكون بعيد كل البعد عن كل تلك التحليلات أو التهرصات التي تسمعونها، وليس بعد الصبر إلا الفرج، وكلامي ليس تنظيراً، هذا وعد الله، و انا اعيش بينكم و ماتعيشون، و احمل على ظهري اضعاف مايحمل الالاف منكم، والعاقبة للمتقين، و اقولها لكم: احذروا أمانيكم، ودعوا الإمر لله، و الخيرة فيما يختاره الله، واذكركم بقول ينسب لأمير المؤمنين عليه السلام و لم أتأكد من صحة نسبته، ولكنه قول عظيم:
إني إدعو الله في حاجة، فإن أعطانيها فرحت مرة، وان لم يعطينها فرحت مرات، فالأولى اختياري والثانية اختيار الله علام الغيوب….
(موقع أخبار سوريا الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المثقف العربي ببن مطرقة الخواء السياسي وسندان اليباب الثقافي! 

    سمير حماد   هل يعاني المثقف العربي من الخرس او المرض اللغوي , أم يعاني من داء التلذذ بالفرجة على الواقع , من ...