أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة، الجمعة، بأن زعماء جنوب السودان يواصلون تأجيج العنف وعدم الاستقرار في الدولة التي تعدّ الأحدث في العالم، إذ لم تنل استقلالها إلا في عام 2011.
ويعاني هذا البلد الغني بالنفط من الفقر المستمر، والنزاعات على السلطة، والفساد، والانقسامات الإثنية، ما يعوق سعيه لتحقيق الاستقرار والتنمية، بحسب التقرير.
ووفقاً للتقرير الصادر عن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، والذي يستند إلى تحقيقات أجريت في عام 2024، تكشف الوثائق عن أن النخب السياسية والعسكرية في البلاد تواصل تأجيج الصراع والعنف.
وقد أُجري التقرير من خلال اجتماعات مع مسؤولين محليين، وتحليل مستندات، ومعلومات جنائية تؤكد استمرار النزاعات والقتل خارج نطاق القضاء، إلى جانب الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان مثل العنف الجنسي، والتجنيد القسري للأطفال، والاختطاف من أجل الاستعباد الجنسي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اندلعت اشتباكات في منطقتين جنوب السودان أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة أحد عناصر قوات حفظ السلام، فيما أدى القتال إلى نزوح آلاف الأشخاص. وتخشى منظمة “هيومن رايتس ووتش” من تصعيد خطر للصراع في الأيام المقبلة.
وأدانت رئيسة لجنة حقوق الإنسان، ياسمين سوكا، زعماء البلاد الذين “يواصلون نزاعاتهم العنيفة ويفشلون بشكلٍ مؤسف في الوفاء بالتزاماتهم تجاه شعب جنوب السودان”. وأكد التقرير أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع لا يزال “منهجياً ووحشياً” في العديد من مناطق البلاد.
إضافةً إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن الحكومة لم تُحرز أي تقدم في إعادة بناء البنية التحتية الأساسية مثل المدارس والمستشفيات، رغم الإيرادات الحكومية المقدرة بـ 3.5 مليارات دولار للفترة بين 2022 و2024. ويستمر الفساد في عرقلة تحسين الظروف المعيشية، في حين أن الموظفين المدنيين لم يتلقوا رواتبهم بشكل منتظم.
اقرأ أيضاً: 12 حالة إغماء يومياً.. إغلاق المدارس في جنوب السودان بسبب الحر الشديد
من جانبه، أكد المفوض كارلوس كاستريسانا فرنانديز أنه “من دون معالجة الفساد، لن تترجم أي اتفاقية سلام إلى تغيير حقيقي”. وأضاف أن “تمويل الخدمات الأساسية وإعادة بناء المؤسسات يتطلب إنهاء النهب المنهجي”.
وتستمر هذه الوضعية في منع جنوب السودان من التعافي من الحرب الأهلية التي نشبت بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، والتي خلفت نحو 400 ألف قتيل وأربعة ملايين نازح بين عامي 2013 و2018.
أخبار سوريا الوطن١_الميادين