رشا سلوم
كثيرا ما كنا نسمع من آبائنا و اجدادنا دعاء جميلا يقول : اللهم امنا في بيوتنا واوطاننا ..
اليوم ندرك ماذا يعني ذلك وماذا يعني الأمن في البيت والوطن ..والاوطان ليست جغرافيا من تراب وماء وسماء انها الحياة كلها
فلا حياة بلا وطن ولا امن لنا بلا أوطاننا ..والأمن الاجتماعي هو المفهوم الأوسع والأشمل لكل ألوان الأمن..
وسورية كانت بلاد الأمن والأمان قبل أن تصل إليها يد الغدر والحرب والعدوان وهي اليوم تستعيد هذا الأمن بفعل تضحيات أبنائها..
كتاب الأمن الاجتماعي دراسة حالة جامعة دمشق تأليف علي أسعد بركات صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب عام ٢٠١١ م والكتاب وثيقة علمية بعد مضي ١١ عاما على صدوره يمكن أن يكون نقطة ارتكاز في اي دراسات مستقبلية.. حظي الكتاب بالقراءات المتعددة التي تناولت الكثير من افكاره وعرضها ومنها قراءة الاستاذ انور محمد الكاتب السوري الذي توقف عنده في دراسة مهمة.
(يناقش كتاب “الأمن الاجتماعي”، لمؤلفه الباحث السوري علي أسعد بركات، قضية الأمن بمفهومه المجتمعي الشامل، الذي يضم مختلف المجالات الحياتية. ويستهل المؤلف كتابه بتوضيح ماهية ارتباط مفهوم الأمن الفردي والمجتمعي عند العرب في الجاهلية، بقوَّة العشيرة وسطوتها، مشيراً إلى تبدي حقيقة أن سعي المجتمع العربي قبل الإسلام، إلى توفير نوع من الأمن، أمر يعود إلى عوامل موضوعية وذاتية عدَّة، منها ما هو اقتصادي، ومنها ما يرتبط ببعض القيم العربية السائدة حينها.
ويؤكد بركات أن دراسات عديدة، تمدنا بأدلة متنوعة، على مظاهر سيادة الأمن في المجتمع الجاهلي، مثل: قواعد الأمن في مجتمعات العرب قبل الإسلام، أمن الطرق التجارية، تقديس الأشهر الحرم، تقديس الأماكن المحرَّمة.
ويستعرض المؤلف، آراء مفكرين وفلاسفة عديدين في خصوص مفهوم الأمن الاجتماعي، إذ أشار أرسطو إلى مجموعة من العوامل تؤدي إلى حدوث الثورة، ومنها: الترف الزائد للفئات أو الطبقات الغنية، الخوف المتزايد من قبل السلطة على مواقعها السياسية ومراكزها القيادية، الإهمال الشديد لحقوق المواطنين والدولة، عدم التجانس بين الفئات والطبقات الاجتماعية والسياسية. ويلفت بركات إلى وضوح تميز أفكار أرسطو السياسية، حول عوامل عدم استقرار المجتمع وغياب الأمن الاجتماعي فيه.
وظيفة مجتمعية
يتناول الكتاب قضية الأمن الاجتماعي من منطلق رؤية تحليلية متكاملة، إذ يعنى ببحث تفاصيلها من خلال قسمين: نظري وتطبيقي. ويوضح أنَّ الأمن في جانبه الاجتماعي يضم المجالات كافة (جنائي وقومي وسياسي واقتصادي وغذائي)، وبتحقيقه يتحقَّق للمجتمع الأمن بمفهومه الشامل. وبذا فمن المفترض أن لا تكون مسؤولية تحقيق الأمن الاجتماعي بمفهومه الشامل مهمة رسمية تقوم بها المؤسَّسات الحكومية وأجهزة الضبط الأمنية وحسب، بل يجب أن تكون وظيفة اجتماعية لكل عضو من أعضاء المجتمع.)
والكتاب يخلص إلى توصيات مهمة يجب العمل على إعادة قراءتها من جديد ومتابعة البحث الاجتماعي الذي أرسى لبنة مهمة في هذا المجال.
ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى مثل هذه الدراسات ليس على مستوى جامعة فقط إنما يجب أن يكون مسرحها الجغرافيا السورية كاملة.
اننا نخطو بثقة لصناعة امننا الاجتماعي الذي عمل الآخرون على تهديده ولكنهم أخفقوا …لابد من تكاتف الجهود كلها لترسيخ امننا بكل مكوناته ..ولن نكف عن ترديد دعاء آبائنا واجدادنا : اللهم امنا في أوطاننا.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة