تعد سوريا أول وأقدم موطن للحضارة الإنسانية قاطبة ، ففوق أرضها قامت
وتقاطعت حضارات الشرق كافة ، وكانت المركز والموطن والمنطلق للعديد من الحضارات وهي التي أعطت العالم بشكل عام والغرب بشكل خاص كل فن وعلم وحضارة وازدهار، وفوق أرضها أقام الإنسان الأول تجمعاته منذ أواسط العصر البرونزي ، حيث وجدت أوائل المدن ومواطن
الإستقرارالبشري وكان لوفرة المياه وكثرتها في سوريا أساس إستقرار وقيام نواة هذه الحضارات ، وفي سوريا عرفت الزراعة والتي هي أساس النشاط البشري ، حيث كان الإنسان السوري أول من عرف الزراعة ، وأول من دجن الحيوانات ، وأول من إخترع الأبجدية ، وفيها وبها ومن خلالها نقل البشرية من طور الحيوانية إلى طور الرقي والتمدن
وقد ذكرت المراجع الإغريقية والرومانية بالرغم من موقفها السلبي من حضارتنا السورية الكثير جداً عن الحضارة السورية من قصص وروايات جاءت في ثوب أساطير نذكر منها
أسطورة الأميرة السورية أوربا
هي أسطورة خطها الإغريق ورووا من خلالها قصة الأميرة السورية أوربا إبنة الملك السوري أجينور ملك صور على الساحل السوري وقد ذكر القصة أيضاً الشاعر الأسكندري موسيخوس 1800 قبل الميلاد وتقول الأسطورة إن ملك سوري فينيقي إسمه أجينور، كان يحكم فينيقيا
والده بوزيدون وأمه ليبيا ، والتي أعطت إسمها لقارة إفريقيا ، فيما بعد ووأولاد هذا الملك هم / إبنته أوربا وقدموس الذي أعطى إسمه إلى في بلاد اليونان -كاداميا
وتتابع الأسطورة أن زيوس رب الأرباب وكبير آلهة الأولمب في بلاد الإغريق ، علم بجمال وكمال الأميرة السورية الفينيقية أوربا ، إذ رآها ذات مرة من جبل الأولمب ، ووقع في شباك حسنها وجمالها ، فجاءها على هيئة ثور وكانت تلعب مع وصيفاتها على شواطئ البحرالمتوسط ، فأغراها ودفعها إلى إمتطاء ظهره وعبر بها عباب البحر
حتى إذا ما وصل بها إلى اليونان أعلن زواجه منها ، وهكذا حملت القارة اسم “أوربا” ، وحدث أن تفقد الملك أجينور إبنته ، فلم يجدها ، فأرسل أخاها قدموس في إثرها للبحث عنها ، وعندما وصل إلى طيبة إستقبله الناس بالترحاب ، وهناك علمهم الأبجدية السورية الفينيقية وأنشأ مدينة”قدميا
وتتابع الأسطورة عن الأميرة السورية أوربا وكيف سميت بلاد الإغريق باسمها مجسدةً بشخص الفاتنة الساحرة أوروبا بنت الملك السوري أجينور
أنها كانت تتمنى الإبحار إلى أرض جديدة لم يصل إليها أحد من قبل وتروي الأسطورة رحلة الأميرة السورية من ساحل سوريا إلى الأرض الجديدة ومارافقها من أحداث ، لتكشف عن أرض أو قارة لم يكن يطلق عليها أسم من قبل ، فسميت أوروبا نسبة للأميرة السورية وتكريماً لها
وتكمل الأسطورة عن تلك الأميرة التي إنتقلت من بلادها سوريا بصورة الإلهة المكتملة ، إلى عالم لم يكن معروفاً ، وتزوجت وأنجبت من زوجها الإله زيوس أولاداً حكم كل منهم مدينة بعد ذلك
وقد حمل الإغريق هذه العقيدة دائماً بأن سوريا هي موطن إسم أوروبا ومهدها وإليها ترنو أنظارهم
وعندما جاؤوا مع الإسكندر المقدوني إلى سوريا في القرن الثالث قبل الميلاد ، كان لسورية الكثير من القداسة في نفوسهم ، فأنشأوا مدينة أطلقوا عليها مدينة أوربا ، وهي التي يطلق عليها اليوم الصالحية ، أو صالحية الفرات ، في دير الزور شرق سورية
(سيرياهوم نيوز3-صفحة الصديق داود أبو شقرا)