آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الأهدافُ الأردوغانيةُ خلفَ الترويجِ للقاءِ الأسد

الأهدافُ الأردوغانيةُ خلفَ الترويجِ للقاءِ الأسد

 

كتب:د.المختار

نشرَت وكالةُ الآن الإعلاميةُ مايلي:
في كلِّ مرةٍ تلوّحُ الصحفُ التركيةُ عن لقاءٍ مرتقبٍ بين الرئيسِ #الأسد ورئيسِ النظامِ التركي “أردوغان”، وخصوصاً عندما تكونُ هناك انتخاباتٌ تركيةٌ. “هذه عاداتٌ وتقاليدُ قد حفظناها من التركي” .
بغضِّ النظرِ أن يكونَ هناك لقاءٌ أو لا…. فسوريةُ لن تتراجعَ عن مطالبِها قبلَ لقاءِ التركي، وإلا لماذا يلتقي الرئيسُ الأسد بفقاعاتِ الشمالِ “أردوغان” ..!!
……………………

فلنرى ما هي الأسبابُ التي تدفعُ الإعلامَ الأردوغاني للترويجِ للقاءِ الرئيسِ الأسد عند كلِّ موسمِ انتخاباتٍ تركية.

في الحقيقةِ هناك أسبابٌ مهمةٌ تكمنُ خلفَ هذا الترويجِ، بعد أن فشلَت كلُّ خياراتِ أردوغان في تغييرِ النظامِ السياسي في سوريةَ، ومنها:

أولاً: – لأنَّ الأزمةَ السوريةَ بجوانبِها السياسيةِ، والعسكريةِ، وقضيةِ اللاجئين، من أهمِّ موادِ الحملاتِ الانتخابيةِ التركيةِ، ولأنَّ قسماً كبيراً من الرأي العامِ التركي يُخطّئُ أردوغان في خياراتِه بمعاداةِ سورية، وفي احتلالِ جزءٍ من أراضيها، وفي المساهمةِ بالحربِ عليها، ولذلك يرحبُ باللقاءِ ويرى فيه تصحيحاً لهذا الخطأ.

ثانياً: – لأنّه أصبحَ من المعروفِ أنَّ أردوغان يستغلُّ قضيةَ المصالحةِ مع سورية في حملاتِه الانتخابيةِ كورقةٍ ضدَّ المعارضةِ التركيةِ التي تتخذُ موقفاً معادياً لسياساتِ أردوغان ومغامراتِه الخاطئةِ تجاهَ سورية، والتي تؤكّدُ في كلِّ تصريحاتِها على: “ضرورةِ الحوارِ المباشرِ مع سوريةَ ورئيسِها السيد الرئيس بشار الأسد والاتفاقِ معه على مختلفِ القضايا التي تهمُّ البلدين.

ثالثاً: – لأنَّ أردوغان وفريقَه يحاولون سحبَ البساطِ من تحت أقدامِ المعارضةِ بتصريحاتِهم عن قربِ اللقاءِ مع الرئيسِ الأسد، لجذبِ الناخبين لدعمِ خياراتِهم الانتخابيةِ وحرمانِ المعارضةِ من هذه الورقةِ المهمةِ، لأنَّ المعارضةَ تعدُّ المصالحةَ مع سوريةَ مشروعَها المستقبلي.

رابعاً: – لكي يمرّرَ أردوغان رسالتين إلى حلفاءِ سورية، الأولى: إنّنا أمام استحقاقاتٍ انتخابيةٍ فسهّلوا لنا انعقادَ اللقاءِ، وبعده نحن مستعدون لسماعِ شروطِكم وشروطِ سورية.
والثانية: ليُظهِرَ لحلفاءِ سوريةَ أنّه هو الحملُ الوديعُ الجاهزُ دوماً للقاءِ الأسد، والأسدُ يرفضُه ويرفضُ لقاءَه، وقرفانُ من شكلِه.

خامساً: – لأنَّ التغيراتِ السياسيةَ التي تهيمنُ على علاقاتِ وتحالفاتِ دولِ المنطقةِ والفضاءِ العربي قد ذهبَت تجاهَ التصالحِ مع سوريةَ وأصبحوا يدعمون سوريةَ ويدعمون وحدةَ الأراضي السوريةِ، ويرفضون أيَّ قواتٍ أجنبيةٍ موجودةٍ على الأراضي السوريةِ من دونِ طلبِ الدولةِ السوريةِ، وبالتالي فإنَّ أردوغان يرى خلافاتِه مع سوريةَ تعيقُ تحسّنَ علاقاتِه السياسيةِ والأمنيةِ والاقتصاديةِ مع الدولِ العربيةِ، وهذا التحسّنُ سيبقى مرتبطاً بشكلٍ أو بآخرَ بمستوى تحسّنِ علاقاتِه مع دمشقَ، وأنّ الأمنَ القومي التركي لن يتحققَ إلا بعلاقاتٍ جيدةٍ مع الدولةِ السوريةِ التي له حدودٌ واسعةٌ معها.

سادساً: – لأنَّ أردوغان باتَ يدركُ أنَّ كلَّ حلفائِه الذين تحالفوا معه في بدايةِ الحربِ على سوريةَ قد تصالحوا معها الآن، ولم يبقَ غيرُه في الخندقِ المعادي لها.

سابعاً: – هذا الترويجُ للقاءِ هو بمنزلةِ تحضيرٍ نفسيٍّ لأقزامِ المعارضةِ السوريةِ الموجودين في تركيا بمعنى “حضّروا حالكم” عندما تقبلُ سوريةُ بمصالحتِه سيدوسُ عليكم كما داسَ على إخوانِ مصرَ وطردَهم بعد مصالحتِه مع الرئيسِ السيسي.

سوريةُ تدركُ هذه الأهدافَ وتعرفُ هذه الألاعيبَ والخزعبلاتِ وتتعاملُ بوعي ومبدئيةٍ ومسؤوليةٍ، بمعنى أنَّ اللقاءَ يجبُ أن لا يكونَ من أجلِ اللقاءِ فقط، بل نحن لنا أرضٌ محتلةٌ والانسحابُ منها شرطُنا الأساسُ الذي يجبُ أن ينتجَ عن أيّ لقاءٍ قبل.

وهذا ما أكّدَه الرئيسُ الأسد بكلِّ وضوحٍ في مقابلةٍ تلفزيونية.

وهذا يؤكّدُ مجدداً أنَّ سوريةَ لا تخضعُ للضغوطِ أو الإملاءاتِ من أحدٍ، وأنَّ قرارَها حرٌّ ومستقلٌّ وينطلقُ من مصالحِها الوطنيةِ العليا.
(سيرياهوم نيوز ٢-جباه من نور)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...