آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الأهدافُ الحقيقيةُ لإشادةِ مينا.ءٍ على شو.اطئِ غ.زّ.ة..!

الأهدافُ الحقيقيةُ لإشادةِ مينا.ءٍ على شو.اطئِ غ.زّ.ة..!

 

كتب د.المختار

 

ما يثيرُ الدهشةَ أنَّ أمريكا وبريطانيا وبعضَ دولِ الإقليمِ فجأةً ارتقى عندها الشعورُ الإنساني، وشعرَت بالمسؤوليةِ الأخلاقيةِ تجاهَ أهلِ غ.زَّ.ةَ، وضرورةِ إيصالِ المساعداتِ الغذائيةِ لهم. ومن شدّةِ رغبتِها بإيصالِ تلك المساعداتِ تفتقَت أفكارُها عن إشادةِ ميناءٍ مؤقتٍ على شاطئِ غ.زّ.ةَ لإيصالِ تلك المساعداتِ، وكأنَّ غ.زّ.ةَ جزيرةٌ منقطعةٌ جغرافياً عن البشريةِ، ولا يوجدُ أيّ معابرَ تمكّنُ من الوصولِ إليها، ولم يبقَ حلٌّ إلا الميناءَ أو إسقا.طَ المساعداتِ من الجو، وكأنّ أمريكا فعلاً جادةٌ بمساعدةِ المدنيين في غ.زّ.ةَ، لكّنها فقدَت كلَّ السبلِ لإيصالِها.

 

كيف تعمدُ أمريكا إلى إقامةِ الميناءِ بهدفِ إيصالِ المساعداتِ، وهي تعملُ بكلِّ قوتِها لاستمرارِ الحر.بِ، وتمدُّ إ.سر.ائيلَ بالمالِ وا.لسلا.حِ، فهذا يكشفُ النياتِ ويشيرُ إلى الأهدافِ الحقيقيةِ لإشادةِ الميناءِ، وإلى الخطةِ المتعلقةِ بالميناءِ، وإلا كان يكفي إيقافُ الحر.بِ، وفتحُ المعابرِ لتنتهي الأز.مةُ الإنسانيةُ في غ.زّ.ة.

 

والمشروعُ حائزٌ على درجةٍ عاليةٍ من الجديةِ بدليلِ صدورِ البيانِ الأوروبي الأمريكي البريطاني الإماراتي الذي يعلنُ عن عزمِ تلك الدولِ إشادةَ الممرِّ البحري لإيصالِ مساعداتٍ إلى غ.زّ.ة.

 

وبحسبِ صحيفةِ “يد.يعو.ت أحر.و.نو.ت العبر.ية” فإنَّ القواتِ الأمريكيةَ تفتشُ أماكنَ عدّةَ على شواطئِ قطاعِ غ.زّ.ةَ حالياً لاعتمادِ أحدِها لبناءِ الرصيفِ البحري عليه، وهذا يؤكدُ الجديةَ العاليةَ والسريعةَ للمضي قدماً بالمشروعِ، ويدفعُنا لتوضيحِ جملةٍ من الأهدافِ الحقيقيةِ لهذا المشروعِ:

 

— المشروعُ مؤ.امرة ٌ جديدةٌ لإجهاضِ نتائجَ الص.مو.دِ التي أحرزَتها الم.ق.اومةُ، فيظهرُ الرئيسُ بايدن بالأمسِ في خطابِه عن حالةِ الاتحادِ مهتماً جداً بالوضعِ الإنساني بقطا.عِ غ.زَّ.ةَ، وبإيصالِ المساعداتِ له، لكّنه في الوقتِ نفسِه يتبنّى الدعمَ المطلقَ لإ.سر.ائيلَ بالاستمرارِ بالحر.بِ، فكيفَ ذلك..؟.

 

— المشروعُ خد.عةٌ كبيرةٌ الهدفُ منه ته.جيرُ الفل.سطينيين وتفريغُ الق.طاعِ من كلِّ سكانِه عبرَ قبرصَ، وهذا يذكّرُنا بخطةِ المبعوثِ الأمريكي إلى لبنانَ “فيليب حبيب” عام 1982م، التي قضَت بنقلِ فل.سطينييّ منظمةِ التحر.يرِ الفل.سطينيةِ من لبنانَ إلى قبرصَ على سفنٍ أمريكيةٍ، ومنها إلى تونسَ، واليومُ يجري الإعدادُ لخطةٍ مماثلةٍ من غ.زّ.ة إلى “لارنكا” ومنها إلى أوروبا وبالسفنِ الأمريكيةِ، والحجزُ سيكونُ ( one way ticket) أي باتجاهٍ واحدٍ لا رجعةَ فيه، مع إغراءاتٍ بالعيشِ بحريةٍ وسلامٍ وأمانٍ ومستوى معيشةٍ أفضلَ في أوروبا، وهناك ثلاثُ دولٍ أوروبيةٌ وافقَت على هذه الخطةِ.

 

— المشروعُ يهدفُ إلى فكِّ الارتباطِ بين غ.زّ.ةَ ومصرَ عبرَ الاستمرارِ بإغلاقِ معبرِ ر.فحَ، وحصرٍ قسري لأي حركةٍ للغز.اويين بالميناءِ الجديدِ بعد أن يتمَّ تفتيشُ الداخلين والخارجين من قبلِ إ.سر.ائيلَ في ميناءِ أسدود. ويمكنُنا فهمُ المحاولاتِ الأمريكيةِ لإنزالِ المساعداتِ عبرَ الجوِّ كنوعٍ من الترويجِ، والتمهيدِ لتمريرِ مشروعِ الميناءِ، وكأنّهم جدياً يبحثون عن طريقةٍ لإيصالِ المساعداتِ، لكنّ في الحقيقةِ هو ذرٌّ للرمادِ في العيونِ، ولتحقيقِ هدفٍ استراتيجي آخرَ هو أن تقولَ أمريكا للرأي العامِّ العالمي نحن ندعمُ الحالةَ الإنسانيةَ في غ.زَّ.ةَ، نحن لسنا طرفاً في الإ.با.د.ةِ ا.لج.ما.عيةِ، بدليلٍ أنّنا نقدمُ المساعدات.

 

— أليس السؤالُ مشروعاً هنا هل يستطيعُ بايدن فتحَ ميناءٍ جديدٍ، ولا يستطيعُ فتحَ معبرِ. ر.فحَ، وتمريرَ مئاتِ الشاحناتِ التي تنتظرُ أذنَ الدخولِ إلى غ.زّ.ةَ منذ أشهرٍ…؟

 

— المشروعُ يهدفُ في المرحلةِ الثانيةِ إلى إتهامِ الجيشِ اليمني بأنّه يعطّلُ وصولَ المساعداتِ البحريةِ المزعومةِ عبر البحرِ الأح.مرِ القادمةِ إلى غ.زّ.ةَ، وبالتالي سيعملون على استخدامِ هذه الورقةِ للتشويشِ على العملياتِ اليم.نيةِ ولتأمينِ تغطيةٍ للسفنِ الأمريكيةِ والبريطانيةِ بحجةِ أنّها تحملُ مساعداتٍ وذلك بعد فشلِهم العسكري والأمني الذريعِ في حمايةِ سفنِهم من الاستهدافاتِ الي.منيةِ. ووجودُ الإماراتِ بين الدولِ الموقعةِ على البيانِ يعني أنّه سيتمُّ الاعتمادُ عليها مستقبلاً بأن يتمَّ شحنُ المساعداتِ منها لكي تتعرّضَ لمضايقاتِ اليمنِ ويتمَّ إتها.مُ الج.يشِ الي.مني وأ.نصا.رِ اللهِ بإعاقةِ إيصالِ المساعدات.

 

— المشروعُ برمّتِه هو خطةُ مدروسةٌ لإ.نقاذِ إ.سر.ائيلَ من المأزقِ التي هي فيه الآنَ، لأنّها على حافةِ الانهيارِ الداخلي، وتنفيذِ خطةِ الته.جيرِ، والسيطرة على أحواض الغار المحاذية لشواطئ غ.زَّ.ة ، وتمرير مشروع الطريق الهندي الخليجي إلى المتوسط.

 

والدليلُ على صحةِ كلِّ ما سبقَ أنَّ إ.سر.ائيلَ رحّبَت بفكرةِ إقامةِ الميناءِ، فكيف ترحب بمشروع هدفه كسر حصارها لغ.زَّ.ة، فهل يستطيعُ أحدٌ تفسيرَ سببِ هذا الترحيبِ؟ ألا يثيرُ بحدِّ ذاتِه ستمئةِ علامةِ استفهامٍ…؟

 

يجب ألا تنطلي على الم.قا.ومةِ ويصدّقوا كلَّ ما يقالُ قبلَ البحثِ عن خلفياتِه ويكونوا حذرين، ويواجهوا هذا المشروعَ.

 

فالترويجُ الأمريكي لمشروعِ الميناءِ بشكلِه العلني من أجلِ المساعداتِ الإنسانيةِ والغذائيةِ.

 

لكن بشكلِه الفعلي هو لحمايةِ إ.سردائيلَ من الهز.يمةِ التي أصبحَت بنظرِهم قريبةً، ويشيرُ إلى أنَّ أمريكا مستمرةٌ بتعريزِ فكرةِ ا.لحر.بِ “المنضبطةِ” في الشرقِ الأوسطِ، وسيكونُ الميناءُ قا.عدةً لإ.نزالِ الج.نو.دِ الأمريكيين لحماية حقول الغاز، ولحما.يةِ إ.سر.ائيلَ إذا توسّعَت الحر.بُ شمالاً، والتوسعُ شمالاً بات قريباً إذا استطاعَ نتن يا.هو أن ينفّذَ مشروعَه الشخصي وفقَ ما يخطّطُ ويحضّرُ.

 

(سيرياهوم نيوز ١-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...