قال الكاتب محمد سلماوي إنه فى الوقت الذى بدأ العالم يدرك حقيقة الظلم الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى، وأخذت تنقشع بالتدريج غمامة التحيز الأعمى لدولة الاحتلال الصهيونى، فاجأت أوكرانيا العالم بإعلان وقوفها إلى جانب إسرائيل فى عدوانها الأخير على غزة والذى حصد مزيدا من أرواح النساء والأطفال المدنيين الأبرياء.
وأضاف في مقاله اليوم بالأهرام “أوكرانيا تدعم إسرائيل” أن وصف الأبارتايد الخاص بدول التفرقة العنصرية بدأ يزداد التصاقا بإسرائيل، وازداد عدد المطالبين حول العالم بضرورة توقيع العقوبات عليها، ومنذ أيام عقد برلمان البرازيل وهى أكبر دول أمريكا اللاتينية، جلسة خاصة لبحث القضية الفلسطينية أكد خلالها الأعضاء أنه لا يمكن السكوت على الجرائم التى ترتكبها إسرائيل يوميا بحق الشعب الفلسطينى، ووصفوا السكوت عليها بأنه مشاركة فعلية فى ذاته الجريمة، كما طالبوا بإنهاء الحصار غير الإنسانى المفروض على غزة منذ 16 عاما.
وتابع قائلا: “فى الوقت الذي قررت دولة هندوراس إعادة سفارتها فى إسرائيل من القدس إلى تل أبيب بعد أن كان الرئيس السابق خوان أورلاندو هرنانديز قد اتبع فى العام الماضى قرار دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وقام بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وقد تم القبض عليه بعد ذلك بتهمة تهريب المخدرات. أما فى غزة فقد تم استشهاد ٣٨ فلسطينيا فى الاسبوع الماضى من بينهم ٦ أطفال، فى هجوم مفاجئ وغير مبرر، قالت إسرائيل إنه تم بناء على معلومات وصلتها عن نوايا لبعض الفصائل الفلسطينية مهاجمتها(!) فسارعت أوكرانيا تأييده، وأعلن السفير الأوكرانى فى إسرائيل يفچينى كورنيتشوك أن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل فى هذه المعركة التى وصفها بأنها دفاع عن النفس”.
وقال إنه لا عجب فى ذلك من دولة يعلن رئيسها أنها إسرائيل الثانية، وأنه يدين بالصهيونية، ولم يترك فرصة إلا وأعلن تأييده لدولة الاحتلال وسياستها الوحشية ضد الشعب الفلسطينى المحتل، لافتاً إلى أن العجب العجاب فهو مناشدة الرئيس الأوكرانى للعالم بدعم بلاده فى مواجهة عدوان مسلح على أراضيها، وكأنه لا يعرف أن الشعب الفلسطينى يتعرض للعدوان المسلح منذ أكثر من 70 عاما يستهدف شبابه ونساءه وأطفاله، كما يستهدف ممتلكاتهم بل وبيوتهم التى يسكنون فيها منذ مئات، بل وآلاف السنين.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم