قال الكاتب الصحفي عبد الله عبد السلام إن الرئيس الأمريكى يبالغ كثيرا عندما يقول إن جولته بالمنطقة التى تبدأ اليوم تستهدف: “بدء فصل جديد واعد.. وسأسعى من أجل شرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا وكذلك تحقيق وحدة بين دول المنطقة من خلال الدبلوماسية والتعاون بدلا من التفكك”، مشيرا إلى أن الواقع يقول إن الجولة رد فعل للمشاكل التى تواجهها أمريكا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة على صعيد أسعار الطاقة، وليست تنفيذا لرؤية أمريكية شاملة.
وأضاف في مقاله بالأهرام ” جولة رد الفعل!” أن بايدن عندما يتحدث عن تلك الأهداف المثالية، يتناسى أن الشرق الأوسط كان خارج أولوياته قبل الأزمة، لافتا إلى أن إدارته وضعت بالفعل إستراتيجية للانسحاب التدريجى منه مقابل التوجه صوب شرق آسيا لمواجهة الصعود الصينى، الأمر الذى جعل دول المنطقة تبحث عن شركاء جدد على رأسهم الصين وروسيا.
وقال إن بايدن يأتى إذن ليس بتوجه جديد ولكن فى إطار دبلوماسية إدارة الأزمات، فماذا نتوقع منه؟
ولفت إلى أن القضايا الأساسية لن تشهد تغيرا يذكر، باستثناء كلمات التشجيع والتعهد والالتزام.
وتابع قائلا: “فى القضية الفلسطينية مثلا، سيتحدث بايدن عن حل الدولتين وتجنب خطوات أحادية تضر بالتسوية النهائية، فى حين أنه بنفسه قال العام الماضى إن حل الدولتين بعيد المنال، كما أن إدارته تراجعت عن فتح قنصلية لخدمة المصالح الفلسطينية بالقدس. وفيما يتعلق بالملف الإيرانى سيكون هناك كلام كثير، لكن الفعل سيكون فى فيينا حيث مفاوضات استئناف الاتفاق النووى.
سيحاول بايدن الضغط لزيادة إنتاج البترول لكن المسألة ليست بهذه البساطة ولا بالمتناول. كما سيسعى للحصول على عدد من المزايا ليتفاخر بنجاح جولته. لكن، كما يقول الدبلوماسى الأمريكى المخضرم آرون ديفيد ميلر، فإن الجميع يعرف أن وضعه الداخلى ليس جيدا، وأنه وحزبه مقبلان على هزيمة كبيرة بانتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل، كما أن شبح عودة ترامب للرئاسة يطل برأسه، فلماذا تعطيه المنطقة بسخاء بينما مستقبله ليس مطمئنا؟”.
وخلص عبد السلام إلى أن شواهد عديدة تشير إلى أن بايدن لم يغير من تصوره للمنطقة لتصبح ضمن إستراتيجيته للسياسة الخارجية، وأن الاهتمام الحالى انعكاس لأزمته الداخلية وسيذبل بعد زوال الأزمة!
واختتم قائلا: إذا كانت البراجماتية والمنفعة أساس التفكير الأمريكى، فإن على العرب التعامل بالمثل؟
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم