قال الكاتب الصحفي عبد الله عبد السلام إنه منذ الأول من نوفمبر 2022، تاريخ تولى حكومة نيتانياهو السلطة، وحتى أمس الأول، لم تكن إسرائيل تمارس سوى الجنون ضد الفلسطينيين على مرأى ومسمع من العالم، مشيرا إلى أنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء: اعتداءات يومية وقتل واعتقالات وانتهاك للمقدسات.. مصادرات للأرض والأموال. لكن الأهم شطب المستقبل. من رئيس الحكومة إلى وزرائه الأكثر تطرفا فى التاريخ، كانت الرسالة للفلسطينيين واحدة: عليكم أن تنسوا أحلام الدولة واستعادة حقوقكم وحتى كرامتكم.
وأضاف في مقاله بصحيفة “الأهرام” اليوم الاثنين بعنوان ” ثمن الجنون!”: “ثم جاءت حرب السابع من أكتوبر 2023، لتقول إن الجنون لا يمكن أن يستمر، وإن من يمارسونه لا مكان لهم فى العالم المتحضر. مهما تكن تداعيات ما يجرى حاليا، إلا أن المؤكد أن الطبقة الحاكمة حاليا فى إسرائيل انتهى أمرها، تماما كما حدث لقيادات إسرائيل عقب حرب أكتوبر المجيدة. غادرت شخصيات مثل جولدا مائير وديان وعشرات من الوزراء وقيادات الجيش والمخابرات الحياة السياسية. نيتانياهو وبن غفير وسموتريتش وعشرات غيرهم لن يكونوا موجودين خلال الشهور المقبلة بعد أن تنتهى الحرب وتبدأ التحقيقات ويتحمل الجميع مسئولياتهم”.
وقال إنه كما ظل الفشل الاستخباراتى الهائل فى حرب أكتوبر عارا يلاحق إسرائيل على مر العصور، سيكون هجوم حماس عارا جديدا للجيش الذى «لا يقهر»، وللدولة التى تتفاخر ببيع برامج التجسس «بيجاسوس» إلى معظم الدول، مشيرا إلى أن المخابرات الإسرائيلية التى لا تتوقف عن التجسس على كل شىء فى غزة والأراضى الفلسطينية، فاجأها«طوفان الأقصى» الذى غرقت فيه.
وتوقع عبد السلام أن تمارس إسرائيل سياسة الأرض المحروقة من تدمير وتقتيل وحرق، لافتا إلى أنها بدأت بإزالة أبراج غزة السكنية من الوجود، و لكن كل ذلك لن يمحو القضية الفلسطينية.
وخلص إلى أن حرب أكتوبر الجديدة ثبتت وقائع على الأرض، مؤكدا أنها كفيلة بإعادة الإسرائيليين إلى رشدهم وإنهاء حالة الجنون.
واختتم قائلا: “لقد سارع الغرب، وفى المقدمة أمريكا، لتأييد إسرائيل ودعمها بادعاء أن حماس بدأت الهجوم، تماما كما حدث فى أكتوبر 1973، وتناسى قادته ما مارسته إسرائيل آنذاك وما تفعله الآن من جنون. هم يلقون اللوم على الضحية لمجرد أنها تدافع عن نفسها”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم