تساءل الكاتب الصحفي عبد الله عبد السلام: هل مازال للكشف عن جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل قبيل وخلال نكبة 1948، معنى أو فائدة؟ وهل هناك من يتحرك لمحاسبة إسرائيل التى لم تتوقف يوما عن السعى لمحاسبة وابتزاز العالم بادعاء الظلم التاريخى الذى تعرض له اليهود؟ أم أن الدنيا تغيرت، ولم يعد أحد مهتما بل على العكس يلهث كثيرون لتحميل الفلسطينيين الذنب الأخلاقى والسياسى واتهامهم بقتل «مدنيين إسرائيليين أبرياء».
وأضاف في مقاله اليوم الاثنين بالأهرام ” ارمِ خبزك وسمم مياههم!” أنه قبل أيام، نشر المؤرخان الإسرائيليان بينى موريس وبنجامين كيدار دراسة علمية موثقة أثبتا فيها أن الشائعات التى كانت تتردد حول تسميم قوات يهودية آبار البلدات الفلسطينية قبيل النكبة، حقيقية. وكشفت الدراسة أن بن جوريون كتب بمذكراته فى 11 أبريل 1948 عن تطور العلم وتسريع تطبيقاته فى الحرب. بعد شهر ونصف الشهر، كتب أيضا عن مواد بيولوجية تم شراؤها بألفى دولار.
وأكدت الدراسة وجود ارتباط بين النصين. من خلال البحث فى الوثائق وإجراء لقاءات، توصل المؤرخان إلى المتورطين فى الحرب البيولوجية المحرّمة دوليا ضد العرب، وعلى رأسهم بن جوريون ورئيس الأركان إيجال يادين.
وجاء في المقال: “قبل أيام من سقوط عكا، أصيب أبناؤها بالتيفود. كان عملاء الهاجاناه، الميليشيا اليهودية الرئيسية، قد وضعوا بكتيريا سامة فى آبارها. بعد ذلك، اعتقلت مصر اثنين من الصهاينة حاولا حفر آبار قرب غزة. رئيس الوزراء فهمى النقراشى باشا أبلغ الوسيط الدولى برنادوت الذى اغتالته العصابات اليهودية، أن تسميم الآبار ليس عملا فرديا بل قرار جرى اتخاذه على أعلى مستوى. كان الاسم الكودى للعملية: «ارم خبزك». لم يتوقف الأمر عند الفلسطينيين. أرييه أهرونى الضابط فى قوات النخبة بالهاجاناه أكد بشكل قاطع استهداف تسميم آبار يستخدمها الجنود المصريون عام 1948.”.
ad
وتابع قائلا: “قبل 30 عاما، عندما كان من يعرفون بالمؤرخين الإسرائيليين الجدد يكشفون جرائم ارتكبتها إسرائيل، كانت الدنيا تقوم ولا تقعد.اتهامات إسرائيلية لهم بأنهم يكرهون أنفسهم وبلادهم. غضب عربى كبير. الآن لا أحد يهتم. يتم نشر الدراسات. قليل من يلتفت إليها. تصبح أرشيفا يعود إليه الباحثون المتخصصون.”.
وخلص إلى أن الدراسات التى تغوص بالأرشيف الإسرائيلى وتكشف خباياه تحوّلت هى نفسها- للأسف- لأرشيف.
سيرياهم نيوز 6 – رأي اليوم