الأهرام: سر غياب بوتين وبينج عن قمة المناخ

قال د. وحيد عبد المجيد إن غياب الرئيسين الصينى والروسى عن مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى (كوب-26) الذى بدأ فى جلاسكو الأحد الماضى رسالة سلبية.

وأضاف في مقاله بالأهرام “بداية غير مبشرة” أن الصين وروسيا تحتلان  المركزين الأول والرابع بين الدول المسئولة معًا عن نحو 60% من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.

وتابع قائلا: “تتسبب الصين فى نحو 28% من هذه الانبعاثات، وروسيا فيما بين 5 و6% منها. وبينهما، تأتى الولايات المتحدة فى المركز الثانى بنسبة 15%، والهند ثالثة بنحو 7%. ويمكن أن تتراجع الهند وروسيا إلى المركزين الرابع والخامس، إذا تعاملنا مع الدول الأوروبية كوحدة واحدة بحكم الاتحاد الذى يجمعها، فتأتى مجتمعةً فى المركز الثالث بنسبة تصل إلى 8%”.

وقال إن غياب شى جين بينج وفلاديمير بوتين لا يعني بالضرورة عدم اهتمام بالمؤتمر، أو نظرة سلبية تجاهه،ولكنه يدل بالتأكيد على وجود خلافات فى بعض المواقف مثل المعدلات الضرورية لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.

وقال إن هذا الخلاف يرتبط  بتفسيرات غير متطابقة لما يتضمنه اتفاق باريس للمناخ (كوب 21) عام 2015، بشأن احتواء الاحترار العالمى إلى أقل من درجتين مئويتين، ثم إلى 1.5 درجة، سعيًا إلى إبقاء تركيزات الغازات الدفيئة فى الغلاف الجوى عند مستوى يسمح بتكيف يحدث بشكل طبيعى مع تغير المناخ.

وقال عبد المجيد إن ثمة خلافا أيضًا على المعايير التى يُحتكم إليها بشأن تنفيذ التعهدات التى تلتزم بها الدول، ومنها على سبيل المثال تحديد المقصود بالطاقات النظيفة، فضلاً عن الخلاف الذى ازداد فى الفترة الأخيرة على معدلات خفض استخدام الوقود الأحفورى، فى ضوء الطلب المتزايد على النفط والغاز هذه الأيام، واحتياطاتهما الضخمة الموجودة فى بعض الدول، والمصانع والمنشآت التى تعتمد عليهما, ومصالح بعض الشركات الكبرى التى تعمل فى هذا المجال.

واختتم مؤكدا  أنه برغم كل ما سبق يظل التمسك بالأمل ضروريا فى الوصول إلى تفاهمات جديدة غير قابلة لتفسيرات متعارضة، وخريطة طريق أكثر تحديدًا لتنفيذ الالتزامات، قبل أن يفوت الأوان.

وأردف  قائلا: فتكلفة فشل (كوب 26)، أو انتهائه إلى صيغة تلفيقية، قد لا تكون قابلة للتدارك، إذا ازداد الارتفاع فى درجة حرارة الأرض إلى 2.7 مئوية فى الفترة المقبلة.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم