محمود القيعي:
قال د.عبد العليم محمد إن الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والضم- التى جاء الإعلان عنها منذ ما يفوق العام من قبل 100 شخصية أكاديمية من العرب والفلسطينيين والأجانب المناصرين لحق الشعب الفلسطينى فى التحرر من الاحتلال وتقرير المصير فى الدولة والقدس-
تخوض مجالا نوعيا جديدا للنضال الفلسطينى، ألا وهو مجال نزع الأخلاقية عن الاحتلال وعن دولة إسرائيل القائمة عليه، وفضح طبيعتها العنصرية والتمييزية والاستعلائية، وكشف طبيعة الممارسات الاحتلالية، وانتهاكها لكافة المواثيق الدولية، مواثيق حقوق الإنسان، واتفاقيات جنيف والقرارات الدولية المختلفة، وكذلك تعرية الدعاية الإسرائيلية حول نبل العسكرية الإسرائيلية وأخلاقيتها والتزامها بالمعايير الدولية.
وأضاف في مقاله بالأهرام اليوم السبت بعنوان “الحملة الأكاديمية..تجديد الخطاب الفلسطيني” أن هذه المعركة الأخلاقية ضد الاحتلال والضم، هى معركة لم تخضها الدول العربية من قبل، وتكاد تفوق أهمية هذه المعركة وتأثيرها وفاعليتها العديد من الاشتباكات المسلحة، لأنها ترتكز على مخاطبة الرأى العام الغربى والدولى وفقا للقيم والمبادئ التى يرتكز عليها فى تقرير التأييد والرفض للقضايا المعروضة عليه، مشيرا إلى أن دولة جنوب إفريقيا وشعبها لم تكسب المعركة ضد النظام العنصرى، إلا عندما سقطت الأقنعة الأخلاقية عنه، واكتشف العالم طبيعة النظام الأبيض العنصرى وقررت مقاطعته دوليا، وذلك عبر الأنشطة والمكاتب التى أنشأتها حركة التحرر الجنوب إفريقية فى مختلف أنحاء العالم، لمخاطبة الرأى العام الدولى لمناهضة العنصرية والتمييز.
وتابع: “تعتمد الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والضم على معطيات التحول الرقمى والأساليب الرقمية فى النشر ومخاطبة الرأى العام وتحويل المجال السيبرانى إلى مجال للمواجهة الجديدة مع الاحتلال والضم، وذلك من خلال نشر الآراء والأخبار والفيديوهات والتحليلات المتتابعة للانتهاكات والممارسات الإسرائيلية من خلال المنصات المختلفة الموجهة لكافة الأقاليم والدول، التكنولوجيا الجديدة تتيح مزايا ونوافذ مهمة لمخاطبة الرأى العام الدولى، ومناصرى القضية الفلسطينية، فى كل مكان، بطريقة فعالة وسريعة وأقل تكلفة، ولقد اكتشفنا فاعلية هذه الوسائل خلال المواجهات التى جرت حلقاتها فى مايو 2021 أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة، وفى القدس وحى الشيخ جراح، حيث حدث تحول فى الرأى العام لصالح القضية الفلسطينية أثناء متابعة الأحداث فى اللحظة والتو ومشاهدة هذه المواجهات لحظة وقوعها، وهو الأمر الذى دعا أحد الكتاب الإسرائيليين إلى اعتبار الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعى أحد أهم العوامل التى قد تؤثر فى مستقبل إسرائيل أو على الأقل مستقبل احتلالها للأراضى الفلسطينية.”.
وقال إن النخبة الأكاديمية الفلسطينية ومناصريها من الأكاديميين والباحثين العرب والأجانب لم تكتفِ بالتنظير والتفكير المتمركز حول القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، بل انتقلت من خلال هذه الحملة الدولية إلى مواقع الفعل والمواجهة الميدانية والمشاركة فى توسيع أطر النضال الفلسطينى وتزويده بمادة غنية وثرية من المعارف والتحليلات ودوائر التأثير الجديدة، وفضلا عن ذلك المزاوجة الفعالة بين النضال السياسى والمقاومة المدنية والشعبية وبين الثقافة والمعرفة العلمية وهما وجهان لعملة واحدة، ولا ينفصل أحدهما عن الآخر.
وخلص إلى أن التحرر من احتلال العقل والمفاهيم الاستعمارية هو بمثابة إنتاج معرفة تعزز المقاومة، بكافة أشكالها، وترد الاعتبار للذات وتفتح أمامها كافة السبل للاستقلال والفاعلية، خاصة إذا ما توافقت هذه السبل مع القيم والأعراف والمبادئ المشتركة للبشرية كما حددتها المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الأممية.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم