من يوقف التوحش الإسرائيلي في غزة ولبنان؟
سؤال طرحناه على عدد من المثقفين المصريين بعد أن بلغت الجرائم الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وغربيا منتهاها، فماذا قالوا؟!
الناقد الكبير د.محمد المطلب يؤكد أن هذه الإبادة الإجرامية التي يشنها جيش القتل الإسرائيلي لن تتوقف إلا عندما يصبح العالم العربي أمة واحدة كما أرادها الله.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن هذا هو الحل الأمثل، محذرا من أن التفرق والتمزق لن يؤدي إلا إلى ضياع أجزاء أخرى من الوطن العربي بعد ضياع جزء من لبنان وأجزاء من غزة.
ويتابع قائلا: “لو أن للأمة العرببة جيشا واحدا، لما اقترفت إسرائيل كل هذا” ويقول إنه عندما سئل أحد القادة قديما: كيف انتصرت إسرائيل على الأمة العربية سنة 48 وإسرائيل جيش واحد والأمة العربية ثمانية جيوش؟
أجاب بقوله: انتصرت لأنها جيش واحد وهم ثمانية جيوش.
وقال إنه بدون اتحاد الأمة العربية في كل التشريعات والمواقف، لن يستطيع أحد أن يوقف إسرائيل عن شرطها الأساسي “من النيل إلى الفرات”.
وردا على سؤال: ألا يعد التعويل على الأمة العربية الآن أملا بعيد المنال؟
قال د. عبد المطلب: ” ليس بعيد المنال؛ لأن الوعي والإيمان بالوطنية والقومية والدين والعقيدة والتاريخ يؤكد أنه عندما تتحد الأمة تنتصر، كما انتصرت من قبلُ على الصليبيين والتتار.
من جهته قال د.مصطفى النشار أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة إن هذا الصهيوني المتطرف نتنياهو قد قضى على كل زعماء وقيادات المقاومة في فلسطين ولبنان وحوّل غزة والضفة الغربية الى خرائب وأطلال ، وظل يبحث بين أطلال وخرائب غزة هو وأفراد جيشه وطائراته ودباباته عن ذلك الرجل الأعزل البطل يحيى السنوار حتى قتله وهو يواجه كل هذه الحشود منفردا ببندقية وعصا وذراع مبتورة!
ويضيف “النشار” أن هذا العالم الذي يسمونه “العالم الحر – حارس الديموقراطية وحقوق الانسان” يقف متفرجا بل وداعما لكل هذا الخراب والدمار والتطهير العرقي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا!
وقال إننا نعيش بالفعل وليس بالقول شريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف بلا رحمه ، مشيرا إلى أن أفعال هؤلاء الصهاينة المتطرفين فاقت كل تصورات عالم البشر وعالم الحيوان في آن معا ، مشيرا إلى أنه ليس أدل على ذلك من صور هؤلاء الأطفال الذين يخرجونهم أحياء وأمواتا من بين الأنقاض كل يوم !
وتابع قائلا: “وإن نسيت لا أنسى صورة ذلك الطفل الذي خرج من بين الأنقاض باكيا فلم يجد الا أحد الكلاب ليحنو عليه ويحتضنه لأنه لم يعد هناك في المنطقة انسان واحد حيا يتلقفه أو يواسيه ! “.
واختتم أستاذ الفلسفة قائلا: “أيها الصهاينة الغاصبون الهمجيون ،غدا أو بعد غد سيأتي اليوم الذي يكبر فيه الصغير ويتشكل الجيل الذي يأخذ بالثأر ، وتتحرر فيه الأرض الطاهرة من دنس الاحتلال ، وتزهر الزهور وتخضر الأرض بعد أن تخضبت بدماء الشهداء ، وحينئذ سيعود شمشون من حيث جاء وتبتلعه الأرض المقدسة كما ابتلعت كل الغزاة والمحتلين من قبله على مر العصور ، وحينئذ سيغنى الأطفال أغنية الانتصار محتفلين عاما بعد عام ! هذا هو درس التاريخ الذي يتكرر دوما ولا يعيه كل المحتلين وأشرار البشر وشياطين الانس !”.
أما الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان فيقول إنه ضاق ذرعا من التفكير الثقافي في أمر ما يحدث في غزة، مشيرا إلى أن ثقافتنا الحالية لا تنقذنا، بل تجعلنا نقبل ما لا يجب أن نقبله.
ويضيف لـ”رأي اليوم”: “للأسف نحن نعيد تكييف ثقافتنا لتساعدنا على القبول وعلى الرضوخ”.
ويتابع مؤلف ” الشهيق والزفير”: ” أنا مع الثقافة الأخرى، أمي كانت تقول: السمكة تفسد من رأسها والعلاج معروف ومتفق عليه”.
ويردف: “ثقافة أمي أفضل من ثقافة الغرب التي ندّعي أننا نمتلكها الآن وأفضل من ثقافتنا الراهنة.. السمكة تفسد من رأسها، ولا حل للخلاص من هذا الفساد سوى الحل المعروف المتفق عليه”.
وردا على سؤال عن بيت المتنبي الذي يقول فيه: من أطاق التماس شيء غلابا.. واغتصابا لم يلتمسه سؤالا؟
أجاب “رمضان” قائلا: المتنبي ليس ثقافتنا الراهنة ، ثقافتنا للأسف نستعيرها الآن من أماكن عديدة؛ ولذلك لا نستطيع أن نلبسها و أن تلبسنا.
في ذات السياق يرى الكاتب الصحفي الأديب أسامة الألفي أن الموقف العربي والإسلامي المتخاذل للأسف الشديد، شجع العدو الصهيوني على مواصلة حرب الإبادة في فلسطين ولبنان، مشيرا إلى أن الأكثر إيلامًا أن هناك دولًا عربية تدعم العدو علنًا، بكسر الحصار الذي فرضه أبطال المقاومة اليمنية على السفن المتجهة إلى ميناء أم الرشراش، وتمده عبر جسر بري بالمواد الغذائية والبضائع المختلفة، فيما يستمر في تجويع وتعطيش إخوتنا في غزة وقتلهم بالقنابل وحرقهم بالنابالم، ولا تكتفي بذلك بل تؤسس بأموال عربية لمشروعات اقتصادية داخل الكيان العنصري، لتنتشل اقتصاده من الخراب الذي سببته له المقاومة.
ويضيف لـ”رأي اليوم”: ” كما دخلت القنوات الإعلامية لهذه الدول على الخط، وبدأت تصف المقاومين بالإرهاب، وتتبنى وجهة النظر الصهيونية في نقلها المشهد للعالم على غير الحقيقة.”
ويقول الألفي إن هذه الصورة المؤلمة القاتمة للوضع العربي، لا تمثل فقط خيانة للمقاومة وإحباطًا للمقاومين، لكنها أيضًا تشجع العدو على الاستمرار في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة وإفناء الشعب الفلسطيني، ومزيد من الاغتيالات لقادة المقاومة المؤثرين.
ويضيف أنه برغم كل هذا فإن المقاومة لن تستسلم، وستستمر لسبب بسيط هو أنها لم يعد لديها ما تخسره، لافتا إلى أن من الواضح من لهجة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتياهو أنه لا ينوي التراجع عن مخطط الإبادة وسياسة التوسع، مستغلًا انشغال الرأي العام العالمي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يعلم الجميع قوة تدخل اللوبي الصهيوني في حسمها، لهذا سيعمد العدو إلى تكثيف ضرباته الجوية، قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لإلحاق أكبر خسائر ممكنة بالشعب الفلسطيني، غير مفرق بين مدني أعزل ومقاوم شيخ وامرأة وطفل.
ويقول إن مما يزيد من صعوبة وضع المقاومة ما يتعرض له حزب الله من ضغوط داخلية، يمارسها عليه بعض فرقاء السياسة اللبنانيين، مع ظهور بشائر بعدم رغبة إيران في تصعيد دورها، لمحاولة تجنب الصدام مع أمريكا، مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني قد تناول ذلك ضمنا في معرض حديثه عن الصعوبات التي يواجهها نظام بلاده.
وقال الألفي إن النجاح الجزئي، الذي حققه نتنياهو باستشهاد زعيم حماس يحيى السنوار، وما لاقاه هذا النبأ من فرحة لدي مستوطني الكيان، قد يكون حافزًا له للقبول بصفقة معدلة لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى مع حماس، إرضاء لأهالي هؤلاء، وأيضًا لامتصاص غضب الرأي العام العالمي، الذي هاله ما يحدث من قتل وتشريد لمليوني إنسان عزل، لكنه من ناحية أخرى قد تدفعه نشوة الانتصار الجزئي إلى مواصلة مايراه “هرمجدون” الواردة في النبوءة التوراتية والاستمرار في القتل والقتال، ولو كان الثمن حياة ما تبقى من أسرى الصهاينة.
وقال إنه سيسعى لاستغلال حالة الفراغ السياسي، الذي تحياه أمريكا خلال فترة الانتخابات، لتحقيق مزيد من المكاسب، مستغلًا ما سبق ذكره، بخاصة مع زيادة تعاون الدول العربية ذات الثقل السياسي والاقتصادي، مثل السعودية والإمارات مع نظامه، مؤكدا أنه ليس أمام المقاومة في هذه الحالة إلا الاستمرار في حمل السلاح، وتوجيه ضربات للعدو داخل الأرض المحتلة نفسها، لافتا إلى أنه لن يتصدى لطموحات اليمين الصهيوني إلا ضربات موجعة في العمق، بعدما خذلت الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة الحق، وتراجعت أمام بطش الصهاينة وحلفائها.
من جهته قال الأديب عباس منصور إن إغاثة المسلم المشرف على الهلاك فرض مقدم على أداء النوافل.. والعمرة من النوافل وليست من الفروض.”
وعن الحل العملي الذي يراه مجديا في وقف الإبادة؟
أجاب منصور: ” وقف التعامل الشعبي مع السعودية والإمارات”.
اللافت كان في اتفاق الكثيرين على أن إبادة غزة ولبنان عربية قبل أن تكون إسرائيلية غربية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم