عبد الله الشيخ ومحي الدين فهد
الاعتداءات الإرهابية المتكررة على قطعان الثروة الحيوانية وخاصة الأغنام في بادية حماة والتي كان آخرها وأشدها استهداف أكثر من 400 رأس غنم بين القتل والسرقة في ناحية الرهجان بريف حماة الشرقي دليل واضح على أنها مدبرة وممنهجة وترمي إلى ضرب هذا القطاع الإنتاجي الحيوي والداعم لمعيشة الأهالي.
قائد ميداني في الجيش العربي السوري من المنطقة ذكر لمراسل سانا أن “فلول تنظيم (داعش) الإرهابي في البادية السورية صعدت اعتداءاتها خلال الفترة الأخيرة مستهدفة المدنيين وقوافل الصهاريج المحملة بالمشتقات النفطية والثروة الغنمية ومربيها ” مشيراً إلى أن وحدات الجيش “كثفت حملاتها لملاحقة فلول التنظيم الإرهابي وتمشيط مناطق انتشارها وتطهير هذه المناطق من مخلفات الإرهابيين المتمثلة بالعبوات الناسفة والألغام والمتفجرات التي زرعوها في مختلف المناطق قبل اندحارهم”.
وبين القائد الميداني أن عمليات “التمشيط تركزت في مناطق البادية التي تربط محافظات دير الزور وحمص وحماة والرقة ولا سيما في بادية حماة وتحديداً منطقة وادي العذيب في أقصى الريف الشرقي للمحافظة والتي شهدت مؤخراً تصاعداً في عدد الاعتداءات الإرهابية وحدتها حيث أسفرت آخر هذه الاعتداءات عن إبادة نحو 400 رأس غنم “مؤكداً مواصلة الجيش عمليات تأمين” جميع المناطق رغم صعوبة تضاريسها ومساحاتها الشاسعة لكي يشعر الأهالي ومربو الثروة الحيوانية بالأمان والطمأنينة وعودة البادية مصدراً غنياً لتربية أغنام العواس كما كانت في السابق”.
وسيم الجرف رئيس دائرة الوحدة البيطرية في سلمية والمسؤول عن الثروة الغنمية فيها ذكر أن المنطقة الوسطى في سورية وخصوصاً بادية حماة تعد الأهم في إنتاج الثروة الغنمية على نطاق واسع لأنها نقطة وصل واتصال بالبادية والمناطق الشمالية والجنوبية الغنية بمراعيها مشيراً إلى أن أعداد رؤوس الغنم في بادية حماة قبل الحرب الإرهابية على سورية كانت تقدر بنحو 2 مليون رأس.
ووفق الجرف فإن أعداد الثروة الغنمية الموجودة حالياً في المنطقة تقدر ما بين 600 و800 ألف رأس تنتشر ضمن المناطق الآمنة حيث يجري توفير الخدمات البيطرية والمراعي اللازمة لتربيتها إضافة إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة للمربين من خلال تأمين المواد العلفية مشيراً إلى زراعة قسم من أراضي البادية بمختلف المحاصيل العلفية لتكون مراعي طبيعية للأغنام وتسهيل تأمين الوقود الزراعي لإحياء الثروة الحيوانية من جديد وأكد رئيس دائرة الوحدة البيطرية في سلمية أن خسائر الاعتداء الأخير الذي طال 400 رأس غنم في وادي العذيب تقدر بنحو 450 مليون ليرة باعتبار أن المعدل الوسطي لسعر الرأس الواحد من الأغنام حالياً يبلغ حالياً 1.1 مليون ليرة مضيفاً إن اعتداءات المجموعات الإرهابية لا تقتصر فقط على الخسائر المادية وإنما تسعى إلى منع المربي من مواصلة تربية الأغنام.
رئيس رابطة الفلاحين في مدينة سلمية سالم عز الدين أشار إلى أن بادية سلمية تعرف بالتجمع الأكبر للثروة الحيوانية نتيجة لاتساع مراعيها وامتدادها لبادية حمص والرقة حيث كان سابقاً الانتشار الكبير لقطعان الثروة الغنمية بريف السلمية الشمالي الشرقي والشرقي للمدينة وبسبب انتشار التنظيمات الإرهابية في المنطقة غادر مربو ورعاة الأغنام المنطقة ولجؤوا إلى المناطق الآمنة جراء اعتداءات الإرهابيين الذين عمدوا إلى مصادرة الثروة الحيوانية ما ألحق بالمربين خسائر مادية فادحة لافتاً إلى أن تكثيف وتصعيد التنظيمات الإرهابية لاعتداءاتها على مربي الأغنام يتزامن عادة مع قرب حلول فصل الربيع لمنعهم من الوصول إلى مناطق الرعي.
شيخ عشيرة بوحسن نواف طراد الشامان السرحان قال: إن عشيرة بوحسن هي من أكثر العشائر بريف حماة الشمالي الشرقي التي تضررت بأفعال التنظيمات الإرهابية التي كانت منتشرة بكثافة بريف السلمية الشمالي الشرقي وتكبدت الثروة الحيوانية جراء ذلك خسائر كبيرة مشيراً إلى أن الخسائر تقدر بالآلاف من رؤوس الأغنام حيث يعمد فلول تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل مستمر إلى إبادتها بدم بارد في حال عدم تمكنه من نهبها مع تعمد قتل المربين والرعاة إمعاناً في إجرامهم.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا