الرئيسية » كتاب وآراء » الإسرائيليّون قادمون و… إننا قادمون

الإسرائيليّون قادمون و… إننا قادمون

 

نبيه البرجي

 

ولبنان على مفترق، يفترض أن ندخل الى رؤوس الآخرين، سواء من العرب، أو من الأوروبيين، وحتى من اللبنانيين. العنوان الذي ينطلقون منه “الاسرائيليون قادمون”، و”ما عليكم سوى أن تمدوا أيديكم الى من يصفها بعضكم بـ “الشيطان”، باعتبارها القوة الوحيدة التي تحول دون بلدكم والزوال”…

 

الشيطان هنا أميركا التي “لا بديل منها. أي كلام آخر لا يعدو كونه قرقعة على الطناجر، ليبدو مضحكاً أنكم تقارنون لبنان بفيتنام وأفغانستان، فهل باستطاعة أحدكم أن يعلم كم لبنان في لبنان، وأنتم تتصارعون على أتفه الأشياء، كيف لكم أن تتفقوا على أعظم (وأخطر) الأشياء؟

 

يقولون “أنظروا الى سوريا التي أسندت ظهرها الى الايرانيين والروس. هؤلاء يدافعون عن الدولة أم عن النظام هناك ؟ وهل سوريا هي الدولة أم هي النظام. الأميركيون على أرضها، الأتراك أيضاً، الاسرائيليون يضربون كيفما شاؤوا، وأينما شاؤوا، دون أن تصدر ولو كلمة التنديد عن الحليف الأكبر (حتى في المفهوم الكلاسيكي روسيا ليست بالحليف)”.

…”واذا لم يتحرك الحلفاء لمؤزارة سوريا، على الأقل في التصدي للغارات الاسرائيلية، هل تنتظرون، ان وقعت الواقعة، أن يقف هؤلاء في الخندق الى جانبكم، أو أن يطلقوا رصاصة واحدة على الغزاة؟”.

في نظرهم “أن الاسرائيليين، وليس فقط أهل اليمين، يخوضون حرب البقاء واللابقاء. وحين يدمرون غزة بالكامل، وقد اقتربوا من ذلك، لا يمكن الا أن يتجهوا الى لبنان. من هنا نصيحتنا لمسؤوليكم حاولوا أن تتفهموا، بعمق، ما نقله اليكم آموس هوكشتين النصف أميركي (على الأكثر)، والنصف اسرائيلي (على الأقل). باصراركم على تسخين الجبهة انما تدفعون بلدكم الى حرب البقاء أو اللابقاء، دون أن يكون لكم من ظهير على الاطلاق”.

 

استعادة هذا الكلام لا بد أن تزعج الكثيرين. ولكن من الضروري أن ندرك كيف يقكر الآخرون، وبماذا يفكرون. يلاحظون أنه منذ اليوم الأول للغزو الاسرائيلي لغزة، والايرانيون يهددون بالويل والثبور اذا ما مضى الاسرائيليون في الحرب. وها أن القطاع وقد تحوّل الى حطام، ولم يعد هناك سوى بضعة كيلومترات ممزقة، ومهدمة، يخوض فيها المقاومون قتال الرمق الأخير، وقتال الصرخة الأخيرة”.

يسألون “ماذا فعل الايرانيون سوى أنهم وضعوكم، ووضعوا العراقيين، ووضعوا اليمنيين، على خط النيران، وعلى خط الاحتمالات (النيران والاحتمالات الأشد هولاً)، قيما الاتصالات شغالة بين واشنطن وطهران؟”.

 

كلامهم الأول والأخير “الاسرائيليون قادمون”، و”ما أمامكم سوى أن تمدوا أيديكم الى الشيطان”. ولكن، هل كان لبنيامين نتنياهو أن يبقى على أرض غزة لولا آلاف الأطنان من الأسلحة، والأعتدة، التي تدفقت عليه خلال المائة يوم المنصرمة ؟ جو بايدن ـ الضائع بين البطة العرجاء والبطة المجنونة ـ حذّرالائتلاف الجهنمي بوضع مستقبل “الشعب اليهودي”، وليس فقط “الشعب الاسرائيلي” على المحك؟

 

كثيرون يرون أن كلام الأوساط العربية، والأوروبية، منطقي اذا ما أخذنا بالاعتبار ما يحدث حولنا، خصوصاً حين تسأل “أي سوريا، وأي عراق، وأي يمن، يساندكم أو يقاتل معكم؟ كلها أم بلدان محطمة، أو مفككة، أو في طريقها الى الاندثار”.

ولكن منذ اليوم الأول لـ “طوفان الأقصى” توجهت العيون الحمراء نحو لبنان كونه مركز الخطر. وكان لا بد للحاخامات، والجنرالات، أن يفكروا ملياً لأن جهنم ستكون، فعلاً، في انتظارهم، وأن الاصبع لم تتوقف ولن تتوقف، يوماً، عن أن تكون على الزناد. هل كان يفترض أن نستقبل البرابرة بباقات الزنبق؟

لبنان على مفترق. المنطقة كلها على أكثر من مفترق. مشكلتنا بعدم وجود “حالة لبنانية”، أو “حالة عربية” للتعامل مع الاحتمالات، أو ـ بالضرورة ـ للتأثير في هذه الاحتمالات. خلاف ذلك، الأميركيون واثقون من أن دومينو التطبيع سينطلق، مجدداً، وبديناميكية أقوى، بعد أن تضع الحرب أوزارها. عرب واسرائيليون يهيلون التراب على قبور الموتى (ماذا عن قبور الأحياء)”.*

 

في النهاية، يقولون لنا “اذا أردتم أن تعرفوا كيف سيتغيّر الشرق الأوسط، انتظروا اليوم التالي في غزة”. لهذا الاصبع ـ اصبعنا ـ على الزناد….

(سيرياهوم نيوز ١-الديار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

غزة ما بين مأزق بايدن وهذيان نتنياهو

الدكتور خيام الزعبي اختياري لعنوان مقالتي هذه لم يأتي من فراغ وإنما جاء بعد نظرة شمولية لما لهذا الموضوع من أهمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ...