نزار نمر
ربّما بات غريباً أن يطرأ تطوّر في ملفّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من دون توقّع ردّة فعل معيّنة من القنوات المهيمنة أو تلك التي تربطها علاقات بـ«حزب المصارف». لكنّ ذلك تماماً ما يمكن استشفافه خلال الأسبوع المنصرم، بعكس ما اعتاده اللبنانيّون من هذه القنوات في السنوات الماضية. طبعاً ما سبق لا يعني أنّ القنوات المذكورة نقلت البندقية من كتف إلى آخر، إلّا أنّه من الواضح أنّ اهتمامها تراجع، فاقتصر على مواصلة استخدام بعض التعابير «الدفاعية» عند تناول خبر يتعلّق بسلامة، مثل فعل «زعم» على سبيل المثال.
ad
قد يعود تراجع الاهتمام بسلامة، إلى «الخيبة» وفقدان الأمل بفاعليّة الحملات الإعلامية في التأثير في قرارات قضائية أوروبية، أو قرب نهاية ولاية الحاكم، ما يعني انتفاء الحاجة إليه والتدرّج في تخفيف لهجة الدفاع عنه، أو إيجاد المدافعين عنه بدائلَ داخلية أو خارجية، أو مجرّد أنّ الأخبار عنه لم تعد جاذبة و«ربّيحة»، أو كلّ تلك الأمور سويّةً. الثابت أنّه مرّ عرضاً مساء الثلاثاء خبر حجز القضاء الفرنسي على 12 عقاراً تعود لسلامة، بالإضافة إلى أموال وممتلكات له ولشقيقه رجا ولمساعدته ماريان الحويك ولوالدة ابنته آنا كوزاكوفا.
هكذا، ركّزت كلّ قناة على أخبار أخرى تعنيها، فعرضت LBCI وmtv تقارير سياحية من المناطق، فيما أعطت «الجديد» وNBN أولويّةً للتطوّرات في جنين على إثر اجتياح قوّات الاحتلال للمدينة الفلسطينية، رغم خبر الحجز وقضية التدقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي. ولم يختلف الأمر في الأيّام التي سبقت، إذ انصبّ الاهتمام على جريمة القرنة السوداء والأعياد والمهرجانات السياحية والاحتجاجات في فرنسا. ببساطة، لم تعد النشرات الإخبارية تعكس التوقّعات، فانسحبت من الحملات الإعلامية كأنّ شيئاً لم يكن، وباتت تتصرّف كما كان ينبغي لها منذ البداية في نقل الخبر فقط.
ad
بالنسبة إلى mtv، لا يمكن الحسم بأنّها لن تدافع عن سلامة بعد اليوم، هي التي لم تتوقّف عن الأمر أساساً، بل خفّفت «الدوز» فقط. ولعلّه من الأفضل انتظار مساء اليوم الخميس، إذ إنّ الجواب رهن ما في جعبة مقدّم برنامج «صار الوقت» مارسيل غانم الذي بالطبع لن يمرّ عليه خبر الحجز الفرنسي مرور الكرام. حتى ذلك الحين لكلّ حادث حديث.
سيرياهوم نيوز 1_ الاخبار اللبنانية