وخلال جولة لـ«الوطن» في الأسواق أكد أحد التجار أن حركة شراء شجرة الميلاد والزينة ضعيفة جداً ولا يوجد طلب إلا قليلاً بسبب ارتفاع أسعارها من جهة ولضعف القدرة الشرائية للمواطن من جهة ثانية.
وعن نسبة ارتفاع الأسعار عن السنة الماضية أشار إلى أن الزيادة بلغت ٢٠ بالمئة فقط، ولكن في الأحوال العادية حركة شراء الألعاب الموجودة بالمحل أصبحت محدودة ولم يختلف الأمر في عيد الميلاد.
كما أوضح تاجر آخر أن أسعار الأشجار تتراوح بحسب الأحجام فالشجرة الصغيرة ثمنها 35 ألف أما الكبيرة بطول 210 سم فتبلغ 700 ألف ليرة وهناك أنواع أخرى بثمن 500 ألف ليرة، أما زينة الشجرة تتراوح بين ألفي ليرة للصغيرة و25 ألفاً للكبيرة، واصفاً الحركة بالسيئة وبأن الخسائر ستطول التجار والمعامل.
بينما أشارت إحدى السيدات التي تشتري أضواء للشجرة إلى أن معظم العائلات باتت تورث شجرة الميلاد لغلاء ثمنها حالياً وقلة جودتها، واليوم تشتري الزينة بالقطعة بينما سابقاً كانت تشتريها بالعلب، إنها أحوال صعبة ولاسيما إن حسبت الحلويات والعشاء وغيرها.
نعم إنها مصاريف العيد التي لم يعد يقوى عليها أحد، وهو ما تساءل أحد المواطنين عنه أين حفلات السهر والجمعات العائلية الحلوة فقد أصبحت نادرة بسبب سفر الكثيرين والضائقة الاقتصادية الكبيرة؟ ومن يستطيع شراء حبش ونبيذ العيد؟ ومن يستطيع أن يشتري لأطفاله هدايا الميلاد؟
تساؤلات وغصات حملها الناس في صلواتهم في الكنائس مع بداية صلوات العيد وتراتيلها وهو ما أكده الموسنيور أنطوان ديب النائب العام لمطرانية اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة للموارنة، والذي أشار في لقاء مع «الوطن» إلى أن الكنيسة لا تنسى رعاياها في الأعياد وفي غير الأعياد، وهي تقدم المساعدات طوال أيام السنة لجميع المواطنين المحتاجين أياً كانت ديانتهم، فالمساعدات لكل محتاج دون استثناء.
موضحاً أن زمن العيد لن يختلف عن غيره لأنه من واجبنا الزكاة على مر الأيام وهي ما تسمى «بالعشر» حيث يقدم كل مسيحي ١٠ بالمئة من دخله مساعدة للفقراء وهذا واجب عليه وزادت خلال الأزمة.
إضافة إلى الدور الكبير للمطران أنطوان بسير مطران موارنة اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة الذي استطاع من خلال حكمته وتواصله أن يحصل على مساعدات كبيرة تقدمها المطرانية لعوائل الشهداء ولمن يحتاج لعمليات جراحية وثمن أدوية حيث تعمل المطرانية ضمن المحافظات الأربع وقراها وتقدم المساعدات المالية لطلاب الجامعات وثمن إيجار البيوت للمحتاج إضافة لحليب الرضع والحفاضات.
وفي كل عيد يزور المطران سجن طرطوس ليتم تقديم الطعام، علماً أنه خلال الأشهر الفائتة قامت المطرانية بتحديث وتأهيل البنية التحتية لسجن طرطوس بالكامل وتقديم الأثاث الجديد.
وعن مساعدات عيد الميلاد أوضح أن اليسوع ولد في مغارة وهو الفقير والملك لذا من واجبنا أن نشعر بكل محتاج وبالتالي تزيد المساعدات خلال عيد الميلاد من خلال كنائسنا في محافظة طرطوس والتي يبلغ عددها 28 كنيسة، واقتداءً بالقديس نقولا الذي كان يساعد الفقراء جاءت فكرة بابا نويل ليقدم الهدايا للأطفال المحتاجة وستعمل المطرانية خلال العيد على تقديم اللحوم واللباس الجديد لبعض العائلات المحتاجة، إضافة إلى أن الكرنفال سيتم كما كل سنة ببركة من مطرانية الروم الأرثوذكس، بينما الصلوات ستعلو أكثر لنجاة البلد والخلاص من أزمته وأن يهدي الله الجميع على الصبر والرجاء بأن تكون المرحلة القادمة أفضل.
ولكي يبقى رونق العيد رغم كافة الصعوبات وبمبادرة من المتروبوليت باسيليوس منصور راعي أبرشية عكار للروم الأرثوذكس بالتعاون مع مطرانية طرطوس للروم الأرثوذكس وفوج القديس جاور جيوس الكشفي وبحضور رسمي وديني وشعبي أقامت غرفة تجارة وصناعة طرطوس أمس احتفالية إضاءة شجرة الميلاد في ساحة حديقة الباسل بمدينة طرطوس.
وأكد خلاله المتروبوليت باسيليوس أن هذا الاحتفال دليل على انتصار سورية على الإٍرهاب وداعميه وعلى كل من لا يريد السلام لهذا الوطن.
بدوره بيّن مازن حماد رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس أن هذا الاحتفال رسالة محبة وسلام لكل العالم وينطلق من دور الغرفة الاجتماعي في تمتين العلاقات بين كل أطياف المجتمع السوري وصولاً لمجتمع المحبة والسلام والأمن والأمان على كامل ربوع الوطن.
سيرياهوم نيوز 4- الوطن