آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الإلياذة السورية

الإلياذة السورية

شهناز فاكوش 03 آذار/مارس 2021

فُرضت الحرب الإرهابية على سورية، التهب سعيرها حتى صارت ملحمة فاقت ملحمة هوميروس، تشبهها في أمد طول سنيها الضروس، كلتاهما استمر لعشر سنوات، ولو نظمت أيامها شعراً لفاقت الخمسة عشر ألفاً من أبيات هوميروس. حصار الإغريق والمجتمع اليوناني دام عشر سنوات، وحصار سورية والتضييق على المجتمع السوري جاوز العشرعجافاً، عند هوميروس اختلفت الجميلات الثلاث على التفاحة، واختلف الحلفاء القباح على سورية التفاحة الألذ والأطيب. جمال سورية كان في ازدهارها وتناميها المتسارع في العقد الأول من القرن الحالي، في حرية قرارها، وعدم مديونيتها لأي من بنوك العالم حتى الدولي، ما أثار حفيظة أعدائها الصهاينة، ومن فشلوا في جرها إلى جانبهم بسبب غطرستهم. وكما حشد ملوك اليونان قواهم معلنين الحرب في الإلياذة، حشدت أميركا والغرب ومرتزقتهم والإرهابيون للنيل من الإلياذة السورية ما ناف عن عشر سنين، فعانت أقسى الظروف وما زالت حتى الآن، تقاسي تبعات الحرب عليها. كم هادنت سورية المرتزقة، بوساطةٍ روسية إيرانية، على أن تفكك مجموعاتهم من قبل الضامن التركي، لإنهاء وحشيتهم وإجرامهم لكن دون جدوى.. فكان لابد من استئناف القتال خاصة بعد ضرب طيران الحلفاء (أميركا وفرنسا) جبل الثردة في دير الزور باستهداف مباشر ووحشي لمواقع الجيش العربي السوري. أما نهاية الإلياذة السورية، فلن تكون مشابهة لنهاية إلياذة هوميروس، فلن يخال على السوريين وجيشهم البطل أياً من الخطط، التي يحاول أعداء سورية تمريرها، في أي مكان ما زال يحتله أميركي أو غربي، أو أي من المرتزقة المشغلين من قبلهم. أثناء وبعد حرب طروادة ساد فساد رافق الشعب سنوات، ما شكل عليه غضاضة وأوقع فيه معاناة أشد من أيام الحرب العسيرة. وها نحن نعيش ذات النسخة من الفساد، الذي نراه اليوم ينتشر مع شدة الحصار على الشعب السوري، من مصاصي دماء السوريين وأصحاب الكروش المنتفخة، من صاروا شركاء الحصار في إفقاره. إلياذة هوميروس ملحمة أدبية لأحداث عسكرية، والإلياذة السورية أسطورة حية سيخلدها التاريخ ما حييت ملحمة، استشرفت إلياذة هوميروس المستقبل في تصور غدِ أفضل، وسورية ترسم غدها الأفضل. اقتبس الفن السابع من ملحمة هوميروس أعمالاَ سينمائية خلدتها، فصارت معلماَ أدبياً وفناَ بصرياَ فريد عصره، والإلياذة السورية ستصبح معلماً عسكرياً بطولياً، وأسطورة حيةَ تتناقلها الأجيال، والفن السابع سيكون شاهداً عليها. وقد بدأت شرايينه تنبض، ليكون قبساً وشاهداً حياً يضيئها، تستقي منها الفنون الأخرى معالم تبقى لها أمثولة عظمى، لتاريخ وطن. (سيرياهوم نيوز-الثورة3-3-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد الفيتو الامريكي على وقف القتل: خطوتان مجديتان

  ا. د. جورج جبور       الخطوة الأولى: *انتقال صلاحيات مجلس الأمن الى الحمعية العامة بموحب قرار التوحد من أجل السلم. يتخذ قرار ...