آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » الإمارات ثالث أغنى دولة في العالم بالصناديق السيادية.. قوة اقتصادية تتعزز بالأرقام

الإمارات ثالث أغنى دولة في العالم بالصناديق السيادية.. قوة اقتصادية تتعزز بالأرقام

تشكل صناديق الثروة السيادية الإماراتية، وفي مقدمها “جهاز أبوظبي للاستثمار” و”شركة مبادلة”، ركيزة رئيسية في استراتيجية الدولة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط.

 

في خطوة تعكس صعود القوة الاقتصادية لدولة الإمارات وتميّزها في إدارة الثروات، حلّت في المرتبة الثالثة عالميًا والأولى إقليميًا من حيث حجم أصول صناديق الثروة السيادية، بإجمالي بلغ نحو 2.49 تريليون دولار في نهاية النصف الأول من عام 2025، بحسب تقرير مؤسسة SWF Global. هذا الإنجاز يعزّز مكانة الإمارات كأحد أبرز مراكز إدارة الثروات وأكثرها تأثيرًا في العالم.

 

ريادة إقليمية ووزن عالمي
أبرز التقرير أنّ صناديق الثروة السيادية الإماراتية، وفي مقدّمتها “جهاز أبوظبي للاستثمار” و”شركة مبادلة”، تُعدّ ركيزةً أساسيةً في استراتيجية الدولة الاقتصادية، وفي جهود تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط. وقد أثبتت هذه الصناديق تميّزها عالميًا من حيث الأداء الاستثماري، والالتزام بأفضل معايير الحوكمة والاستدامة.

 

ووفق التصنيف، جاءت الإمارات بعد الولايات المتحدة (12.1 تريليون دولار) والصين (3.36 تريليونات دولار)، متقدمة على اليابان (2.28 تريليون)، النرويج (1.9 تريليون)، وكندا (1.8 تريليون). كما استحوذت الصناديق الإماراتية على 42.2% من إجمالي أصول الصناديق السيادية في دول مجلس التعاون الخليجي، والبالغة 5.9 تريليونات دولار.

 

مبادلة… نشاط استثماري عالمي
جاءت “مبادلة” في المرتبة الثانية عالميًا من حيث حجم النشاط الاستثماري خلال النصف الأول من عام 2025، بعدما ضخت ما يقارب 9.6 مليارات دولار كرأسمال جديد، متفوّقة على معظم الصناديق السيادية، ولا يتقدّمها سوى صندوق التقاعد الكندي (11.2 مليار دولار). من جهته، ضخّ “جهاز أبوظبي للاستثمار” نحو 4.5 مليارات دولار، ما يعكس الديناميكية العالية للصناديق الإماراتية وقدرتها على اقتناص الفرص وتنويع محفظتها الاستثمارية عالميًا.

 

 

حوكمة واستدامة في الصدارة
لم يقتصر تميّز هذه الصناديق على حجم الأصول أو النشاط الاستثماري، بل شمل أيضًا التزامها العميق بممارسات الحوكمة والاستثمار المسؤول. فقد صنّف مؤشر GSR شركة “مبادلة” ضمن الفئة الثالثة عالميًا من حيث الحوكمة والاستدامة والمرونة لعام 2025، بعد أن سجلت أكثر من 92% في التقييم العام، وهو ما يعكس توجه الدولة لترسيخ مفاهيم الشفافية والمسؤولية البيئية والاجتماعية.

 

 

بنية استثمارية عابرة للحدود
في هذا السياق، يلفت جو يرق، رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، في حديثه لـ”النهار” إلى أنّ وجود شركات عملاقة كانت في الأصل تابعة لحكومة الإمارات وتحوّلت لاحقًا إلى كيانات مملوكة للصناديق، منح هذه الأخيرة قوة اقتصادية هائلة. وقد وُظّفت الفوائض النفطية في استثمارات استراتيجية، أبرزها الذكاء الاصطناعي، بإشراف مباشر من قيادات بارزة مثل الشيخ طحنون بن زايد، ما يبرز التوجّه التوسّعي المدروس لهذه الصناديق.

ويضيف يرق أنّ توسّع الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة، ولقاءات رفيعة المستوى مثل تلك التي جمعت مسؤولين إماراتيين بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تعكس الرغبة في ترسيخ حضور طويل الأمد في الأسواق العالمية وتحقيق عوائد مستقرة.

 

 

رؤية استراتيجية لمستقبل الأجيال
يرى يرق أن تغذية هذه الصناديق بالفوائض النفطية جعل منها لاعبًا محوريًا في النظام الاستثماري العالمي، ووسيلة استراتيجية لضمان مستقبل الأجيال القادمة. العديد من الشركات الحكومية باتت مملوكة كليًا أو جزئيًا لتلك الصناديق، ما عزّز تكاملها مع الرؤية الوطنية طويلة المدى. كما أصبحت الإمارات وجهة مفضّلة للبيوت الاستثمارية والعائلات الثرية، بفضل البيئة الضريبية المشجّعة وغياب الضرائب المباشرة على الأرباح، ما يحفّز على نقل الأعمال إلى الدولة.

ويتابع: “صناديق مثل “القابضة” (ADQ) و”استثمارات دبي” تؤدي أدوارًا حيوية في دعم الشركات الناشئة وتوسيع حضور الإمارات في الأسواق العالمية. كذلك نشهد ازديادًا في الطروحات الأولية (IPO) في الدولة، ما يعزّز من سيولة الأسواق ونشاط القطاع الخاص”.

 

الخليج يرسّخ موقعه في الاقتصاد العالمي
على المستوى الخليجي، أشار التقرير إلى أن صناديق مجلس التعاون الخليجي استحوذت على 36% من إجمالي الاستثمارات السيادية عالميًا في النصف الأول من 2025، مقارنة بـ32% في النصف الثاني من 2024. كما سجّلت الصناديق الخليجية تحسنًا كبيرًا في مؤشر الحوكمة، إذ ارتفع متوسط التقييم من 32% في عام 2020 إلى 48% في عام 2025.

وتصدّر صندوق الاستثمارات العامة السعودي المؤشر محقّقًا نسبة 100%، إلى جانب “تيماسيك” السنغافوري وصندوق التقاعد النيوزيلندي.

 

استثمارات محلية… وتوسّع عالمي
أبرز التقرير توجّهًا متزايدًا لدى الصناديق الخليجية نحو موازنة الاستثمارات بين السوق المحلي والتوسّع الخارجي، ضمن استراتيجية مزدوجة تهدف إلى تحفيز النمو الداخلي من جهة، واقتناص الفرص العالمية من جهة أخرى، لا سيّما في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبنية التحتية.

ما تحقّقه الإمارات اليوم من إنجازات في مجال إدارة الصناديق السيادية يعكس رؤية طموحة في استثمار الثروة الوطنية، ويؤكد نجاح نموذجها الاقتصادي المبني على الكفاءة، التنويع، والحوكمة. وفي ظل تصاعد الدور الخليجي في الاقتصاد العالمي، تواصل الإمارات ترسيخ موقعها كمحور استراتيجي في حركة رؤوس الأموال والاستثمارات العابرَة للحدود.

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إعادة العمل في مطحنة الناصرية بطاقة 250 طناً يومياً

أعادت المؤسسة السورية للحبوب إطلاق العمل بمطحنة الناصرية الواقعة في الريف الشرقي لمنطقة القلمون بريف دمشق بطاقة إنتاجية تصل الى 250 طناً يومياً، وذلك بعد تنفيذ ...