غانم محمد
من حقّنا كأبناء منطقة زراعية أن ننحاز إلى الفلاح، ومن خلاله إلى عملية الإنتاج الزراعي، وأن نكرر الحديث عن الصعوبات التي تعترضها، والتي قد تؤدي إلى تراجع دورها في معادلة الحياة والمعيشة، للمزارع نفسه، وللمحيطين به، أو المتأثرين بإنتاجه، وهنا نتحدث عن أكثر من 80% من الناس.
صعوبات كثيرة جداً يرزح تحتها المزارعون وهم يحاولون بدء دورة إنتاجية جديدة، ويأملون من خلالها أن يحافظوا على علاقتهم الوطيدة مع الأرض، وألا يضطروا للاستسلام أمام مغريات تجّار الأزمة، الذين يدفعون مبالغ خيالية لقاء شراء الأراضي، وركنها بعيداً عن الإنتاج!
بالنسبة للمزارعين، وهم ليسوا تجاراً بالمطلق، فإن قيمة الأرض هي بما تدرّه عليهم من إنتاج يكفي لتأمين حياة كريمة لهم ولأسرهم، وعندما يقتربون من العجز عن توفير مستلزمات هذه الزراعة تصبح الأرض بالنسبة لهم عبئاً، وهذا هو واقع الحال بالنسبة للكثيرين، لكنهم حتى الآن صامدون، وهم بأمس الحاجة لمن يعزز صمودهم، لأن تراجع الإنتاج الزراعي سيصيبنا جميعاً بمقتل.
هل من الصعب على الدولة، وعبر أي مؤسسة من مؤسساتها، أن تنتج العبوات الفلينية الضرورية جداً لنقل وتسويق محصولهم من الخضار الباكورية؟
كل 1 طن من البندورة بحاجة إلى 70 عبوة فلينية، وسعر العبوة الواحدة حالياً أكثر من 10 آلاف ليرة، ولكم أن تحسبوا كم سيخسر المزارع ثمن عبوات فقط، مع الإشارة إلى أنهم يخصمون 2 كغ وزن العبوة، في حسابات غريبة، والأغرب منها أن الكلّ يتفرّج، وربما يُسعد بأنين الفلاح!
باختصار، فإن المزارع يخسر على الأقل 100 ألف ليرة في كل 1 طن من البندورة التي سينتجها، هكذا من أجل الشيطان فقط، ولأنه لا يوجد هناك من يعرف قيمة تعبه، أو يقدّر قلقه ومخاوفه!
الحديث لم ولن ينتهي، وهذه جزئية بسيطة جداً، لكنها خطيرة جداً أيضاً.
(سيرياهوم نيوز ١-خاص)