د.ريم حرفوش
الجمرة الأخيرة في الموقد ..
يشتعل كل مابك ..
أعصابك .. عقلك والأفكار ..
قلبك تزحف فيه النار وأنت فقط تترقب السراب ..
لاشئ حقيقي هنا ..
حتى أنت ..
تخرج من نافذة الحكايا ..
تصفني بالجميلة وتناديني ياأميرة ..
وأنا أرهقني الغرق في دوامة الوهم ..
مشبعون نحن في هذا الوطن بالإنكسارات ..
كل مرة نجمع أنقاضنا والأشلاء ..
نُلصق ذاتنا كيفما تيسر ..
تم تشويهنا بامتياز ..
كالوحش الذي أحب جميلة ..
نبحث بجنون عن الباب الذي يعود بنا للحياة ..
كل مابنا ذات صقيع أشعلناه لنتدفأ ..
جمرتنا الأخيرة تخبو في انتظار اللاشئ ..
كُتب علينا اليباس في موسم المطر ..
وحدهم المجانين تابعوا خارجاً الغناء والصراخ ..
لاأحد سيسمع صوت بكائنا
والريح تعصف ..
نحن القابعون المعلقون في الوسط ..
نتابع انتظاراتنا الفاشلة ..
متى نثور على صمتنا وانسحابنا ..
نتمرد على غبائنا واستسلامنا
نغلق باب الحكاية ..
يعود الوحش فينا للحياة ..
تستعد حيوانات الغابة معنا للاحتفال ..
أعتقد أنني دخلت مرحلة الهذيان ..
فأنا والجمرة الأخيرة في انطفاء ..
هل كنت في الجوار حقاً ..
أم كنت سراباً عبر ذات صقيع ..
أشعل في نبضي الحرائق ..
تركنا مهملين على حافة الثواني بقايا قلبٍ و رماد .. وبلا استئذان ..
كما أتى من الوهم ثانية غاب ……
(اخبار سوريا الوطن 1-الكاتبة)