سلمان عيسى
لن تنفع الصور التي نشرتها صفحة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، من المسلخ المركزي – عشرات رؤوس الماشية المعلقة والجاهزة للتوزيع في صالات السورية للتجارة في تخفيض اسعار اللحوم الحمراء – وقد يكون من يحصل على كيلو غرام منها سعيد الحظ .. لا نشكك هنا في طريقة وعدالة التوزيع.
بل ان غالبية فروع السورية للتجارة ستكون عاجزة عن اقتناء هذه اللحوم في صالاتها، لسبب بسيط هو ان هذه الصالات ليس لديها برادات .. وحتى اذا كان لديها برادات فهي مؤجرة للقطاع الخاص .. وأن هذه المادة سريعة العطب .. والصالات تغذى بالكهرباء وفق برامج التقنين الكهربائي المتبعة في كل محافظة ..
وهذا ينطبق ايضا على الفروج والبيض فهي مواد سريعة التلف ستتأثر ببرامج التقنين الكهربائي مثل اللحوم الحمراء .ما يعني ان تدخل المؤسسة الايجابي سيكون في الحد الادنى ولن يؤثر فعليا على انخفاض الاسعار في السوق التي يتحكم فيها التجار بمساعدة اعين الرقابة.
ستقوم وزارة التجارة الداخلية بتحريك ادواتها الاعلامية لاعداد تقاير واخبار تلتقي فيها المستفيدين الذين يحصلون على كميات قليلة، وان الاقبال على هذه المواد كيوم الحشر .. تماما كما فعلت هذه الادوات في مهرجان البصل ايام الوزير السابق .. يصورون احدهم وهو ( يذبح اكياس البصل للحصول على بصلة سليمة يرميها في وجه المستهلكين ) الذين اذكمت انوفهم الرائحة العفنة الصادرة عن البصل .. وعندما ضاقت الحال في المؤسسة وانكشف امر هذه الصفقة .. قام العاملون في الصالات بتعبئة البصل بواقع كيلو واحد في الكيس دون ان يسمحوا للمستهلك بمعاينتها والكشف على صلاحيتها.
يتحدث وزير سابق عن ايفاد مدير الرقابة الداخلية في الوزارة لحضور مؤتمر في الصين .. وينسى انه قام بتغيير اربعة مدارء للتجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس خلال توليه الوزارة .. وقلنا حينها ان تصرف الوزير هذا يدفع مدير التجارة الداخلية الى ان يبقي عينه على الكرسي وينسى الاسواق ( فلتانة ) دون حسيب او رقيب .. لتبدو الحالة على انها استعراض انجازات مزيفة هدفها التقليل من اهمية ما ينجز على الارض على حساب الاولويات .. ؟
لا يعني هذا ان قرار ايفاد مدير الرقابة الداخلية سليما، لأن الصين ليست معنية بالرقابة السابقة او اللاحقة، لأن لديها من القوانين ما يكفي لضبط اية مخالفة تتم من اصغر موظف الى المدير او الوزير، بل انه يعتبر مخالفة كبيرة للصلاحيات التي يتم التعامل بها بطريقة القرب والبعد عن رأس الهرم في الوزارة .. بل ان ايفاد العاملين في الوزارة بهذه الطريقة يخيفنا من القيام بإيفاد اي مدير في الوزارة او في المحافظات ليمثل الجمهورية العربية السورية في حضور اجتماعات الوايبو الخاصة بالملكية التجارية الفكرية و التي تقام في جنيف كل عام .. بمعنى امكانية الاستغناء عن اهل الاختصاص في تمثيل سوريا في الاجتماعات والمؤتمرات التخصصية في دول العالم بمقياس القرب والبعد عن صاحب القرار ..
من هنا فأن النصيحة التي نقدمها وبأمانة .. ضبط الاسعار والاسواق هو اهم بكثير من الانشغال بقضايا ثانوية .. تفعيل دور السورية للتجارة وضبط عملها و الغاء عقود تأجير البرادات واعادة استثمارها لصالح التدخل الايجابي اهم بكثير من التحيز لهذا او ذاك وبالتالي اضعاف تمثيل بلدنا في مؤتمرات الاختصاص ..؟!
(سيرياهوم نيوز-1)