نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين تقريرا لمراسلها بورزو داراغي بعنوان: “داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) ومهربو المخدرات وقوات النظام يقوضون السلام الهش في جنوب سوريا”.
أشار التقرير إلى أن كل من العصابات والقمع السياسي والعنف، يعمل على تفكيك السلام الهش في جنوب سوريا، حيث كان من المفترض أن تنهي تسوية بوساطة روسية “الصراع بين القوات الموالية لبشار الأسد والمتمردين المسلحين” الذين سعوا للإطاحة به.
ويضيف أن معارضي الأسد خرجوا مرة أخرى في الأيام الأخيرة في محافظة درعا ونظموا احتجاجات وغنوا أغنيات ثورية ولوحوا بعلم سوريا الذي سبق حكم حزب البعث في استعادة لمشاهد العام 2011.
ويقول ميتي سوهتا أوغلو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في شركة بيلجسام، وهي شركة استشارية مقرها اسطنبول للإندبندنت: “نظام الأسد يفقد السيطرة في درعا. الفوضى الأمنية تتزايد في جنوب سوريا منذ سيطرة النظام. العديد من الأطراف المتصارعة تكافح ضد بعضها البعض لإظهار وجودها على الأرض وعرقلة خطط الآخرين. هذا يبقي المنطقة في حالة من الفوضى”.
وظل جنوب سوريا في حالة من التوتر الشديد والغموض منذ أن توسط الكرملين في صفقة بين مقاتلي المعارضة ونظام الأسد في عام 2018، بحسب الصحيفة. وإلى جانب المتمردين السابقين، يشمل المزيج المتقلب من اللاعبين فلول تنظيم الدولة الإسلامية الذين يجوبون المناطق النائية وكذلك المرتبطين بالنظام. هذا بالإضافة الى مهربي المخدرات ينقلون الكبتاغون والميثامفيتامين ومخدرات أخرى عبر الحدود الأردنية باتجاه الخليج وشبه الجزيرة العربية.
ويشتبه المراقبون، بحسب ما نقلت عنهم الإندبندنت، بأن إيران وحلفاءها متورطون أيضاً في إثارة الاضطرابات في المنطقة الاستراتيجية المتاخمة لمرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل، خصم طهران.
لكن “أكثر الفرقاء شناعة” بحسب الكاتب، فهم ما زالوا “القوات المسلحة والميليشيات المرتبطة بالنظام” والتي تعمل أحياناً من قاعدة كانت تسيطر عليها روسيا في السابق وهي الآن في أيدي إيران وحزب الله.
ويقول سوهتا أوغلو للصحيفة: “لقد أصبحت سوريا فعلياً دولة مخدرات”.
وبدأت الاحتجاجات المنتظمة ضد الحكومة السورية وقواته في 21 ديسمبر/كانون الأول واستمرت بشكل متقطع في ما لا يقل عن ست مدن وبلدات، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي الأيام الأخيرة، كانت هناك تقارير متفرقة عن أعمال عنف، بما في ذلك قيام قوات الأمن بفتح النار على حشود من المتظاهرين. لكن كانت هناك أيضاً اغتيالات لثمانية مسؤولين أمنيين على الأقل موالين للأسد، وفقاً لما نقلته الإندبندنت عن عدد قليل من الصحفيين السوريين النشطين الذين يعملون بشكل سري في البلاد.
ويشير الكاتب الى أن السوريين في محافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين يشكون من تعرضهم للهجوم من قبل قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران وكذلك من قبل فلول تنظيم الدولة.
ونفذ التنظيم تفجيرات انتحارية استهدفت كلاً من المتمردين والنظام، وأنشأ “محكمة إسلامية” في مدينة جاسم قبل اكتشافها وإغلاقها.
ويرى الكاتب أن الفوضى، التي أدت إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي والعودة الواضحة لكوفيد، تضيف إلى المصاعب التي يواجهها المواطنون العاديون، ويعتقد أنها قد أن تؤدي إلى مزيد من الاحتجاجات. وما يفاقم المشكلة، بحسب الكاتب، هو “نظام دمشق الذي يرى العنف والقمع على أنهما السبيل الوحيد لمعالجة السخط”. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم