نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين تقريرا عن الحرب الروسية الأوكرانية، بعنوان “لماذا غزت روسيا أوكرانيا؟”، لاثنين من أبرز صحفييها، وهما توماس كينغسلي، وجو سومرلاند.
ويقول التقرير إن “العملية الخاصة” التي بدأتها روسيا قبل أكثر من عام، تحولت إلى صراع مستمر يتسبب في إسقاط الآلاف من الضحايا، ويجبر الملايين على هجر منازلهم، والفرار إلى أماكن بعيدة عن القتال.
ويضيف أن الرئيس الروسي بدأ الحرب متعللا بأن أوكرانيا يجب أن “يتم نزع سلاحها، وتحريرها من النازيين”، واتخذ ذلك ذريعة ليقتطع بعض المناطق ويضمها إلى بلاده، في مواجهة “أوكرانيا التي يرأسها شخص يهودي هو فولودومير زيلينسكي”.
ويوضح التقرير أن أغلب القتال حاليا يتركز في المناطق الشرقية في أوكرانيا، وخاصة مدينة باخموت، التي تشهد أعنف عمليات قصف مدفعي خلال محاولات روسيا إحراز نصر عسكري رمزي، خلال الحرب المشتعلة، خاصة وأن أوكرانيا تمكنت من استعادة عدة مناطق من السيطرة الروسية في هجوم الخريف المضاد، وكان أبرزها مدينة خاركيف، وخيرسون.
ويشير التقرير إلى أنه كلما نجحت أوكرانيا في التصدي للجيش الروسي، زاد غضب بوتين، وهدد باستخدام الأسلحة النووية.
كما ينقل التقرير عن زيلينسكي قوله إن المسؤولين الروس بدأوا “يجهزون المجتمع لاحتمالية استخدام الأسلحة النووية”، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الكريملين ليس مستعدا لاستخدامها بعد.
ورغم ذلك، يطالب زيلينسكي المجتمع الدولي بالتحرك لمجابهة هذا السيناريو الخطير، مؤكدا أن استخدام السلاح النووي “سيشكل خطرا على كوكب الأرض بأكمله، وأن موسكو بدأت بالفعل اتخاذ الخطوات لذلك بالسيطرة على محطة زابوريجيا”، أكبر محطة نووية في أوروبا.
ويشير التقرير إلى خطاب بوتين المتلفز، في سبتمبر/ أيلول الماضي، والذي أعلن فيه استدعاء نحو 300 ألف جندي من الاحتياط، في عملية تعبئة جزئية، مكررا تهديداته باستخدام السلاح النووي، ضد الغرب.
كما يشير التقرير إلى أن الأمور كادت تخرج عن السيطرة نهاية العام الماضي، عندما سقط ما بدا وأنه صاروخ روسي في بولندا، مما تسبب في مقتل شخصين، وهو الأمر الذي كان من الممكن تفسيره على أنه هجوم عسكري على إحدى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي قد يستدعي ردا موحدا من الحلف بشكل عسكري. لكن اتضح أنه كان صاروخا أوكرانيا من حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، أطلق لإسقاط هدف جوي قرب مدينة لفيف غربي البلاد، وانحرف عن مساره ليسقط عبر الحدود في بولندا.
ويختتم التقرير بأنه رغم مرور الحادث بسلام، فإنه يجب أن يوضح لنا كيف يمكن أن تتطور الأمور بسرعة وتنحرف إلى مسار شديد الخطورة. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم