نشر الكاتب لويليام يانغ مقالا في صحيفة الإندبندنت أونلاين، بعنوان “تثير المقالات السياسية الخوف من ‘ثورة ثقافية’ أخرى في الصين”.
ويقول الكاتب إنه “خلال الأسبوع الماضي، انغمست الصين في نقاش عام حول ما إذا كانت تشهد ظهور ‘ثورة ثقافية’ أخرى من شأنها أن ترى الحزب الشيوعي الصيني يفرض اتجاه تنمية البلاد”.
ويضيف “بدأ كل شيء بمقال نشره لي غوانغمان، والذي أشاد بـ ‘الإصلاحات’ التي أطلقها الحزب الشيوعي الصيني في قطاع التكنولوجيا والترفيه والتعليم في الأشهر الأخيرة. يصف لي الحملة بأنها ‘ثورة عميقة’ امتدت إلى المجالات الاقتصادية والمالية والثقافية والسياسية”.
و”كانت الثورة الثقافية حركة اجتماعية وسياسية دامت عقدا من الزمان واستمرت من عام 1966 حتى وفاة الزعيم الصيني آنذاك ماو تسي دونغ بعد 10 سنوات، عندما تم إرسال الشباب في المدن إلى المناطق الريفية لإعادة التثقيف، وسقطت ملايين الأرواح”، يشرح الكاتب.
ويوضح “في حين أن معظم مواقع الويب التي تديرها وسائل الإعلام الحكومية شاركت مقال لي، فقد قاموا جميعا بتحرير قسم واحد معين من المقالة، والذي وصف بعض المشاهير المستهدفين في الحملة الحكومية الأخيرة بأنهم ‘أورام سامة’ في المجتمع وزعموا أن عمالقة التكنولوجيا مثل ديدي تشوكسينغ ومجموعة ‘أنت’ كانوا عملاء أجانب في معارضة الشعب”.
إلا أنه “وبعد بضعة أيام، نشر هو تشيجين، رئيس تحرير صحيفة التابلويد القومية الصينية غلوبال تايمز، مقالا رفض الحجج التي قدمها لي، بحجة أن مقالته أساءت تفسير اتجاه سياسات الحزب الشيوعي الصيني”.
وكتب هو في المقال الذي نشر عبر حسابه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي “أن الهدف من هذه اللوائح هو تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع تعزيز الرخاء المشترك وتقوية الجهود نحو الإنصاف والعدالة، وكلها تمثل تحسينات في الحوكمة الاجتماعية، وليس الثورات”.
ووفق الكاتب، دفع الجدل البعض إلى التساؤل “عما إذا كان يمثل تضاربا في وجهات النظر المختلفة داخل الحزب الشيوعي الصيني. بينما كانت مقالة هو غير قابلة للمشاركة مؤقتا على تطبيق المراسلة الشهير ‘وي تشات’ في الصين، أصبحت مقالة لي لاحقا غير قابلة للبحث على ‘وي تشات’ أيضا”.
من جانبه، قال المؤرخ الصيني تشانغ ليفان إن “تحرك وسائل الإعلام الحكومية لتوزيع مقال لي أظهر أنها تلقت دعما من بعض الشخصيات المهمة في الحزب الشيوعي الصيني”، بحسب ما نقل الكاتب.
وأضاف ليفان “عندما يواجه الحزب الشيوعي الصيني بعض التحديات في التاريخ، فإنه سينشر تكتيكاته الثورية”.
من ناحية أخرى، قال تشانغ إن “مقال هو شيجين يمثل المعارضة داخل الحزب الشيوعي الصيني، حيث من الواضح أن أولئك الذين عايشوا الثورة الثقافية لا يريدون أن تتكرر تلك الفترة المحددة نفسها في التاريخ الصيني”.
أما المؤلف الصيني البارز مورنج شويكون فيقول إن تحليل هو “يمثل وجهة نظر بعض الفصائل داخل الحزب الشيوعي الصيني، وبما أن مصطلح ‘الثورة الثقافية’ يشمل مجموعة واسعة من الظواهر، فإنه يعتقد أن هو شيجين كان يحاول التأكيد على أن التغييرات السريعة التي حدثت لم تنحرف في الأشهر الأخيرة عن مسار التنمية الذي سلكه الحزب الشيوعي الصيني”.
وقال تنغ بياو، الأستاذ الزائر في جامعة شيكاغو ، لصحيفة الإندبندنت أونلاين إنه منذ أن تم توزيع مقال لي، على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الحكومية، “فقد أظهر أن هناك بعض الموضوعات التي ترغب الحكومة في لفت الانتباه إليها، وأضاف أن النبرة القاتمة للمقال تجعل الكثير من الناس يتساءلون عما إذا كان أسلوب الكتابة للثورة الثقافية قد عاد”.
“في المقال، تطرق لي إلى خطة الحكومة لقمع قطاع الترفيه والثقافة، وقبل إطلاقها، بدأت بكين للتو في اتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض الشركات والمشاهير”، يرى بياو.
سيرياهوم نيوز 6- رأي اليوم