نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا للكاتب بورزو دراغي حول الأزمة الاقتصادية في تركيا وتأثير التضخم على حياة العائلات والأفراد.
وتحت عنوان “الحقائق الاقتصادية في تركيا تبدد الأحلام”، وصف دراغي المشهد التركي عبر شهادات أشخاص يعانون الأثر المباشر للتضخم وتراجع الأجور وتهاوي سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار.
وذكّر الكاتب بالضغوط الهائلة التي يتعرض لها الاقتصاد التركي، وانخفاض قيمة الليرة بشكل كبير خلال العام الماضي وارتفاع معدلات التضخم بنسبة 25 في المئة، مع تضاعف أسعار بعض السلع في الأشهر الأخيرة.
وقال إنّ ذلك تسبب في ضغوط على الاحتياطيات المالية في البلاد، وأدى إلى مخاوف بين مستثمري الأسواق الناشئة بشأن اقتصاد مجموعة العشرين، الذي كان يعتبر في يوم من الأيام محركا للنمو وعنصر جذب للاستثمار الأجنبي.
وتابع الكاتب قائلا إن الوضع تسبب في شعور باليأس وإفقار العمال في أحياء وقرى مدن وريف تركيا، وإلى تلاشي تطلعات الكثير من المواطنين.
وأضاف أنّ بعض الأطفال يذهبون جائعين إلى المدرسة، أو لا يذهبون على الإطلاق لأن الوالدين لا يستطيعان تحمل الرسوم الدراسية.
وأشار إلى أنّ ما يحدث أدى إلى ضغوط شديدة على الخدمات الاجتماعية، وعلى قادة المجتمع الذين يحاولون مساعدة جيرانهم.
ونقل الكاتب شهادات أشخاص يعيشون تحت وطأة الأزمة المباشرة، وتفاصيل من حياتهم اليومية التي تغيرت بعد انهيار العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي. ولفت إلى أن الفقراء يزدادون فقراً في تركيا.
وقال الكاتب إن الاقتصاد التركي، مثل بقية العالم، تضرر بشدة بفعل أزمة وباء فيروس كورونا العالمي الذي أبطأ التجارة وأدى إلى تسريح العمال. لكنه لفت إلى أنّ مشاكل تركيا تفاقمت بسبب التضخم الجامح الناجم إلى حد كبير عن ما يسميه الاقتصاديون المعتقدات الاقتصادية “غير التقليدية” للرئيس رجب طيب أردوغان.
وأشار دراغي إلى أن أردوغان يصرّ على أن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم، وضغط على المصرف المركزي التركي باستمرار لخفض معدلات الفائدة على القروض.
وأدى ذلك بشكل متوقع إلى انخفاض قيمة الليرة التركية، فقد تراجعت قيمتها بمقدار النصف تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي خلال العام الماضي، بحسب الكاتب، الذي أشار إلى أن قيمتها تبلغ الآن نحو ربع ما كانت عليه قبل خمس سنوات.
وتابع قائلاً إنّ الأجور الحقيقية تدنّت إلى النصف، وأسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 100 في المئة، منذ عام 2018.
وأشار إلى أنّ الأهمّ يتمثل في تراجع الليرة بنسبة 50 في المئة خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما زاد الضغط الهائل على حياة المواطنين العاديين والشركات على حد سواء.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم