آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الإنفجار الديبلوماسي أم الإنفجار العسكري؟

الإنفجار الديبلوماسي أم الإنفجار العسكري؟

 

نبيه البرجي

 

الآن بات علينا أن نخشى أن يجر بنيامين نتنياهو جو بايدن بأذنيه، الى حرب كبرى يمكن أن تحوّل الشرق الأوسط الى جحيم…

 

حتى أنتوني بلينكن، بكل يهوديته (وكان بايدن قد أعلن أمام الملأ… أنا صهيوني)، لم يتمكن من أن يهز تلك الجدران البشرية. علينا أن نتصور مدى سخرية “الاسرائيليين” منه، حين عرض أمامهم خلاصة جولته الأخيرة في بعض بلدان المنطقة. بكلمات بسيطة وهائلة قيل له “ماضون في القتال حتى نحطم كل أعداء “اسرائيل” !

 

يوآف غالانت الذي أبلغه بألاّ وقف للقتال قبل القضاء على قادة حماس، أي قبل ترحيل الفلسطينيين الى سيناء، وتحرير المختطفين الذين سيعودون جثثاً الى ذويهم، هدد باللجوء الى القوة لاعادة مهجري الشمال الى منازلهم، اذا أخفقت المساعي الديبلوماسية. أي ديبلوماسية الآن بين تلك النيران؟

على ماذا يراهن الائتلاف الجهنمي في سياساته الهيستيرية ؟ على مأزق أميركا باعتبار أن انكسار “اسرائيل” يعني انكسارها على امتداد الخط الاستراتيجي، الذي يمتد من الشرق الأقصى الى الشرق المتوسط، وربما أكثر، أو على مأزق جو بايدن الذي اذ يدرك مدى التأثير الأخطبوطي للوبي اليهودي في صناديق الاقتراع، يخشى أن يطارده جو بايدن مثل الدجاجة في شوارع ديلاوير.

بالتأكيد أميركا في مأزق. تدرك أية أهوال تنتظرها في الشرق الأوسط، اذا اندلعت الحرائق من باب المندب الى مضيق هرمز، ومن ضفاف البحر المتوسط الى ضفاف البحر الأحمر. تجربتها في أفغانستان كانت أكثر من مريرة، ودون أن يكون أمامها من خيار سوى الخروج من بلاد الرافدين. ثمة عراقيون يتخوفون من أن يعمد الأميركيون الى تفجير العراق طائفياً واتنياً، وهو الذي يعاني من ألف أزمة وأزمة، بعدما كان قد استضاف ألف ليلة وليلة…

لكن أميركا لا تريد هزيمة “اسرائيل”، مع ما لذلك من تداعيات على وجودها في المنطقة، وبعدما راهنت على أن يكون التطبيع الطريق المثلى لاعادة استيعاب بلدان عربية حليفة بدأت تشكو من سياساتها البهلوانية. ولقد بدا ذلك جليّا في أكثر من مكان، لا سيما في اليمن حيث كان استنزاف الحلفاء على ذلك النحو الدراماتيكي.

 

غير أن “اسرائيل” لا تستطيع أن تنتصر. هذه حقيقة أظهرتها يوميات الحرب، وهي التي تعلم أن استسلام يحيى السنوار ورفاقه، أو الانتقال الى بلد آخر أكثر من مستحيل. قتلهم يعني ” دفع الزلزال الفلسطيني الى الذروة”، كما قال آري شافيت.

نتنياهو الذي بات رهينة بين يدي ايتامار بن غفير وبسلئيل سموتريتش ـ والاثنان يدعوان الى ترحيل الفلسطينيين، كل الفلسطينيين ـ ليبقى في منصبه، ولا يمضي بقية عمره وراء القضبان، لا يمكن الا أن يذهب بالسياسات الراهنة الى حدودها القصوى، مراهناً على حتمية التدخل الأميركي، اذا اتسع الصراع ليشمل الجبهة اللبنانية وجبهات أخرى.

 

اللافت ما يتردد لدى أوساط ديبلوماسية عربية من أن “الاسرائيليين” يتوجسون مما يمكن أن تفضي اليه الاتصالات السرية بين واشنطن وطهران، عبر قطر وعمان، الى حد الحديث عن امكانية التوصل الى صفقة ما تعيد ترتيب المشهد الشرق أوسطي، أو على الأقل يفضي الى اتفاق ـ اطار (Agreement Framework ) ، ما يمكن أن يساعد على بقاء جو بايدن في البيت الأبيض.

هذه الأوساط تقول ان مخاوف “تل أبيب” من تلك الاتصالات تزيد في هيستيريا الائتلاف، الذي يعتبر أن اي صفقة أميركية ـ ايرانية لا بد أن تجعل من “اسرائيل” حالة هامشية في المنظومة الاستراتيجية للولايات المتحدة.

وسط هذا الضجيج الديبلوماسي، الكوميديا الأميركية (أم الشيزوفرانيا الأميركية ؟) في عرض دائم. جون كيربي، الناطق باسم مجلس الأمن القومي، يعلن رفض وقف النار في غزة. انفجار ديبلوماسي أم انفجار عسكري؟

في النتيجة، كل ما يصدر عن “اسرائيل” من تهديدات هو من قبيل التهويل. ولكن حين يتكوّن الائتلاف من أولئك المجانين (مجانين يهوه)، كل الاحتمالات تبقى عل صفيح ساخن.

الأوراق الأخيرة في البيت الأبيض. نعلم أن هناك جو بايدن لا فرنكلين روزفلت، ولا دوايت ايزنهاور…

(سيرياهوم نيوز ١-الديار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

غزة ما بين مأزق بايدن وهذيان نتنياهو

الدكتور خيام الزعبي اختياري لعنوان مقالتي هذه لم يأتي من فراغ وإنما جاء بعد نظرة شمولية لما لهذا الموضوع من أهمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ...