هلا ماشه
اختارت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، اليوم الجمعة 19 كانون الأول، سوريا لتكون “دولة العام 2025” في تصنيفها السنوي الذي يركّز على الدول التي حققت أكبر قدر من التحسن السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلال العام، وليس على أساس القوة أو الثراء.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن سوريا شهدت خلال عام 2025 تحوّلات مهمة على أكثر من صعيد، رغم استمرار بعض التحديات، مشيرة إلى أنّ البلد حقّق تقدماً ملموساً في مجالات الحريات الاجتماعية وتعزيز وحدة أراضيه، بما يعكس مرحلة جديدة من الاستقرار والتعافي.
ولفت التقرير إلى بداية التحول الإيجابي منذ الإطاحة بالنظام المخلوع أواخر عام 2024، متحدثاً عن بوادر انتعاش اقتصادي تمثّلت في تخفيف العقوبات الغربية تدريجياً، وعودة ما يقارب ثلاثة ملايين لاجئ إلى البلاد، الأمر الذي أسهم في إعادة الحيوية إلى عدد من القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وأضافت المجلة أنّ “الحياة في سوريا لم تصبح سهلة تماماً، لكنها باتت طبيعية إلى حدّ كبير بالنسبة لغالبية المواطنين”، معتبرة أنّ هذا التحسن بعد سنوات الحرب يمثّل مؤشراً كافياً لاختيار سوريا “دولة العام”.
وأشار التقرير إلى أنّ المنافسة كانت قوية مع دول أخرى شهدت إصلاحات بارزة مثل الأرجنتين، غير أنّ التحسّن الشامل في سوريا على المستويين المجتمعي والاقتصادي جعلها تتقدّم لنيل هذا اللقب.
وكانت “مجلة الإيكونوميست” البريطانية نشرت تقريراً، أوائل الشهر الجاري، تناولت فيه العام الأول من المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط النظام المخلوع، مؤكّدةً أن البلاد تخطّت المخاوف الكبرى التي روّج لها النظام السابق.
وأضافت المجلة، حينها، أن الرئيس أحمد الشرع، الذي كان النظام المخلوع يستخدم خلفيته لتخويف السوريين والدول الغربية، أثبت خلال عامه الأول قدرة لافتة على إدارة الدولة وتفادي الانزلاق نحو صراع أهلي جديد، ونجح في تثبيت الاستقرار والانخراط في بيئة إقليمية ودولية مختلفة، رغم التحديات العميقة التي ما تزال ماثلة أمام الحكومة الجديدة.
كما أشارت المجلة أن غياب الفوضى كان التطور الأبرز، إذ لم تنزلق البلاد نحو حرب أهلية جديدة كما حدث في دول عربية أخرى بعد ثوراتها، ولم تشهد دمشق أو غيرها من المدن فرض قيود دينية أو اجتماعية، حيث بقيت الحياة المدنية قائمة، بما في ذلك استمرار الأنشطة الثقافية وحرية النساء في اللباس والتنقل.
“مجلة الإيكونوميست The Economist” هي مجلة بريطانية أسبوعية عالمية، تأسست عام 1843، يقع المقر الرئيسي لمجلة الإيكونوميست في العاصمة البريطانية لندن ، ولها مكاتب في 14 بلدا من مختلف أنحاء العالم، وتُعرف بتحليلاتها العميقة والمستقلة حول السياسة العالمية، الأعمال، الاقتصاد، العلوم، والتكنولوجيا، وتتبنى رؤية ليبرالية تدعم التجارة الحرة والعولمة، وتُعتبر مرجعاً هاماً للقراء المثقفين وصناع القرار.
أخبار سوريا الوطن١-الثورة
syriahomenews أخبار سورية الوطن
