| خالد زنكلو – محمد أحمد خبازي
رد الجيش العربي السوري على مصادر نيران جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، التي استهدفت نقاط تمركزه في محيط مدينة تل رفعت والمناطق المأهولة بالسكان في ريف حلب الشمالي، وأسقط طائرة مسيّرة في المنطقة تابعة لجيش الاحتلال، الذي حشد مع مرتزقته تأهباً، فيما يبدو، لشن عدوان باتجاهها بعدما هدد بغزوها مع منبج مطلع الشهر الماضي.
والحال، أن الوجهة التي حددها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لاغتصابها من الجغرافيا السورية، لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة، لم تتضح بعد، على الرغم من الإيهام بأنها تل رفعت، بدليل رفع وتيرة الحشود والتحضيرات العسكرية على خطوط تماسها خلال الأيام الماضية.
وسبق للجيش العربي السوري وللقوات الروسية، التي تمتلك قاعدتين عسكريتين في محيط تل رفعت، أن أرسلا تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحيوية، التي لها حساسية إقليمية، بعد تهديد أردوغان بشن عدوان لاقتطاع أراضٍ سورية في ٢٣ أيار الفائت.
الحشود العسكرية لجيش الاحتلال التركي وميليشياته التي يسميها «الجيش الوطني» سبقت وتزامنت مع دخول إيران على خط الوساطة بين سورية وتركيا، وخصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق أول من أمس، ما يعني أن تصعيد النظام التركي نحو تل رفعت لرفع سقف مطالب أردوغان لتحقيق مكاسب داخل بلاده ترفع من رصيد حزبه «العدالة والتنمية» في الانتخابات المزمع إجراؤها بعد عام تقريباً.
مصادر أهلية في تل رفعت، صرحت لـ«الوطن»، بأن وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في محيط تل رفعت وريف حلب الشمالي الأوسط، ردت أمس على خروقات جيش الاحتلال التركي لوقف إطلاق النار، واستهدفت بمدفعيتها مصادر إطلاق النار باتجاهها خلف خطوط تماس المنطقة في مارع وإعزاز.
وقالت المصادر: إن جيش الاحتلال التركي وميليشياته أطلقوا وابلاً من قذائف المدفعية من قاعدتيه في البحوث العلمية بإعزاز وثلثانة قرب بلدة مارع، باتجاه مدينة تل رفعت وجوارها ونحو بلدات مرعناز وكفرنايا وبلونية وعين دقنة، ما تسبب بموجتي رعب ونزوح لدى السكان الذين لجأ بعضهم إلى الأراضي الزراعية التي لم تسلم هي الأخرى من القصف الهمجي.
الحدث الأبرز، وحسب المصادر، تمثل بإسقاط الجيش العربي السوري لطائرة استطلاع «درون» كانت تحوم فوق إحدى نقاط تمركزه بمحيط تل رفعت وتعود لجيش الاحتلال التركي الذي جن جنونه ليطلق طائرة أخرى قصفت أحد منازل المدنيين في تل رفعت قبل أن تسيّر القوات الروسية دورية تفقدت الأضرار في المواقع التي استهدفتها «الدرون» التركية، والتي اقتصرت على الماديات.
في الضفة الأخرى من ريف حلب الشمالي الشرقي وفي منبج بالتحديد، ذكرت مصادر محلية فيها لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي قصف بالمدفعية والصواريخ ريف منبج الشمالي الغربي، وتركز القصف على قرى الصيادة ويران وباك وأم جلود وأم عدسة، من دون معرفة الخسائر البشرية التي تسبب بها القصف والتي دفعت السكان للنزوح نحو مدينة منبج، التي توقعت مصادر تركية سابقاً احتلالها مع تل رفعت بعد عيد الأضحى.
واعتبرت تقارير إعلامية، أن عمليات القصف التركي شهدت تحوّلاً لافتاً تميّز بتغيير سلاح العدوان نحو مناطق شمال غرب حلب، من المدفعية إلى الطائرات المسيّرة الانتحارية المزودة بكميات كبيرة من المتفجرات.
بدورها نقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال التركي أدخلت عدداً من الآليات العسكرية والمدرعات والشاحنات المحملة بالمواد اللوجستية والذخائر والمعدات إلى منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي لتعزيز نقاط احتلالها ودعم المجموعات الإرهابية التي ترتبط بها وتشارك في تنفيذ مخطط النظام التركي التوسعي العدواني في مناطق شمال سورية.
وعلى خطٍّ موازٍ تحدثت شبكة «فرات بوست» عن إطلاق صاروخ ثقيل من مناطق سيطرة الجيش العربي السوري شرق حلب باتجاه مناطق سيطرة الميليشيات التابعة للاحتلال التركي، وأكدت حصول انفجار كبير في قرية تل عيشة شرق حلب.
إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري استهدف بمدفعيته الثقيلة والصواريخ صباح أمس، مواقع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، في السرمانية ودوير الأكراد والعنكاوي وخربة الناقوس بسهل الغاب الشمالي الغربي، في وقت دك فيه نقاطاً للمجموعات الإرهابية في الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين حرش بينين بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المصدر، أن مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» كانت قد خرقت اتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، باعتدائها على نقاط عسكرية على محوري المشاريع وقرية البركة بقطاع ريف حماة، موضحاً أن قصف الجيش لمواقع الإرهابيين جاء رداً على تلك الاعتداءات وقد حقق القصف أهدافه.
وفي البادية الشرقية، قال مصدر ميداني لـ«الوطن»: إن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تابعت أمس تمشيط قطاعاتها من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، موضحاً أنه حتى ساعة إعداد هذه المادة لم يسجل أي وجود لدواعش في مسار العمليات البرية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن