| خالد زنكلو – محمد أحمد خبازي
في إطار مساعي موسكو لنزع ذرائع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بقضم مناطق سورية جديدة لإقامة ما يسميه «المنطقة الآمنة» المزعومة داخل الأراضي السورية، رفعت القوات الروسية مستوى التنسيق بين الجيش العربي السوري وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، بهدف السماح للجيش بالتمدد نحو منطقة الطبقة وريف الرقة الشمالي.
وكشفت مصادر مقربة من «قسد» في مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة، لـ«الوطن»، أن ضباطاً روسيين عقدوا أول من أمس اجتماعاً بين ضباط من الجيش العربي السوري ومتزعمين عن «قسد» في مبنى ما يسمى «وزارة الدفاع» التابعة للميليشيات في المدينة، مشيرة إلى أن اللقاء خصص لبحث عبور أرتال جديدة للجيش إلى ريف الرقة الشمالي ومحيط الطبقة على الضفة اليمنى لنهر الفرات.
وبينت المصادر، أن اجتماعاً آخر عقد أمس في المقر ذاته وضم ضباطاً روسيين وممثلين عن «قسد»، بغية تحديد النقاط التي سيتمركز فيها الجيش والتي يتوقع أن تكون تابعة للميليشيات التي ستنسحب منها إلى خطوط خلفية.
ولفتت إلى أن رتلاً للجيش قدم الأحد الماضي من محافظة حلب وتمركز في مطار الطبقة العسكري بالقرب من المدينة، وهو الرتل الثالث الذي يدخل المنطقة في غضون الشهرين الأخيرين.
وكان التنسيق بين الجيش و«قسد»، برعاية روسية، سمح منذ إطلاق النظام التركي تهديدات في ٢٣ أيار الماضي باحتلال أراضٍ حدودية سورية جديدة، بانتشار الجيش العربي السوري مع عتاد عسكري ثقيل ونوعي في المناطق المختلفة التي تهيمن عليها «قسد» في شمال وشمال شرق البلاد، وبالقرب من خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لنزع حجج النظام التركي في تنفيذ تهديداته بشن العدوان.
في ريف حلب الشمالي، ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي واصل أمس تصعيده العسكري في المناطق التابعة لعفرين، وقصف بمدفعيته بلدتي الصوغانية وعقيبة والمنطقة الواقعة بينهما إلى جانب محيط بلدة ابين، دون معرفة إن وقعت إصابات في صفوف المدنيين.
كما قصف ما يسمى «الجيش الوطني» التابع للاحتلال التركي مواقع لـ«قسد» بالمدفعية الثقيلة في قرى الدبس والهوشان ومحيط بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، بينما استهدفت قوات الاحتلال التركية مواقع للميليشيات قرب قرية قلقيلية بريف معبدة شمال شرقي الحسكة، وذلك وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وفي الضفة الشمالية الشرقية من البلاد، ساد هدوء حذر أمس في أرياف مدينة الحسكة، بدده قصف مدفعي لجيش الاحتلال التركي باتجاه قرية سيكركا في الريف الشرقي لمدينة القامشلي، بعد يوم دام شهد قصفاً عنيفاً لعشرات قرى الشريط الحدودي السوري المأهولة بالسكان بالأسلحة الثقيلة وبمسيّرات جيش الاحتلال التركي.
وقالت مصادر في مناطق سيطرة ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها «قسد» لـ«الوطن»: إن الدوائر الرسمية التابعة لـ«الإدارة» أغلقت أمس خوفاً من تجدد هجمات جيش الاحتلال التركي، وتوقعت أن تغلق أبوابها اليوم الخميس في انتظار التطورات الميدانية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع في النظام التركي، تحييد 9 ممن سمتهم «إرهابيين» من ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعد العمود الفقري لميليشيات «قسد».
وأوضحت الوزارة، في بيان، وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول»، أن عملية التحييد جاءت بعد محاولة الإرهابيين التسلل إلى مخفر حدودي بولاية ماردين لتنفيذ عملية فيه.
في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، استهدفت وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي أمس، برمايات من مدفعيتها الثقيلة مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في العنكاوي والسرمانية وخربة الناقوس بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وذكر المصدر، أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب، استهدفت كذلك نقاط تمركز الإرهابيين في فليفل والفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين والرويحة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح أن استهدافات الجيش للإرهابيين جاءت ردا على خرقهم لوقف إطلاق النار في المنطقة، حيث واصلت ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها تنظيم «النصرة» رفع وتيرة اعتداءاتها على نقاط للجيش بقطاعي ريفي حماة وإدلب من منطقة «خفض التصعيد» مؤتمرة بأوامر مشغلها النظام التركي الإرهابي. وأكد المصدر، أن الجيش حقق إصابات مباشرة في مواقع ونقاط تمركز الإرهابيين.
وأما في البادية الشرقية، فقد ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري، تصدت أمس لهجوم مباغت من خلايا تنظيم داعش الإرهابي على نقطة عسكرية في بادية السخنة بريف حمص الشرقي.
وأوضح المصدر، أن وحدات الجيش اشتبكت مع الدواعش وقتلت وأصابت العديد منهم وأرغمت الناجين على الفرار باتجاه عمق بادية دير الزور.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن