آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » الاحتلال والسلطة يوحّدان هدفهما: فَلْنحيّد مقاتلي «فتح»

الاحتلال والسلطة يوحّدان هدفهما: فَلْنحيّد مقاتلي «فتح»

جنين | في الوقت الذي تضاعف فيه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية جهودها في ملاحقة المقاومين واعتقالهم، وخصوصاً في المخيمات والحواضن شبه الآمنة للمقاومة في شمال الضفة الغربية المحتلة، مثل نابلس وطولكرم وجبع، يَمثل مخيم جنين، في هذا السياق، كنقطة شديدة الحساسية والتعقيد، إذ لم تنجح الجهود المبذولة حتى اليوم، في إقناع ولو مقاوم واحد بعقد تسوية مع الأجهزة الأمنية، تفضي إلى تسليمه سلاحه مقابل الحصول على تعهّد بوقف الملاحقة ووظيفة حكومية. كذلك، استطاع المقاومون التغلّب على كلّ مخططات إثارة الفتنة والنعرات الحزبية في جنين، نظراً إلى ما يتحلّون به من وعي ومسؤولية عالية.

في المخيم الذي يسكنه نحو 15 ألف مواطن، ثمّة معادلة مجتمعية عصيّة على الاختراق. ذلك أن الكتلة الأكبر من عناصر حركة «فتح» ومناصريها على خلاف برنامجي جذري مع الخط السياسي والأمني الذي تنتهجه سلطة رام الله. فمعظم «الفتحاويين» ينتمون إلى عائلات مضحّية، قدّمت العشرات من الشهداء والأسرى، ولم تندمج حتى خلال الـ 15 عاماً الماضية مع المؤسسة الرسمية التابعة للسلطة. ومنذ انطلاق «كتيبة جنين» عقب عملية الهروب من سجن جلبوع في أيلول 2021، شكل «فتحاويو» المخيم، إلى جانب مقاومي «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، التشكيل العفوي الأول، الذي اندفع معلناً تحصين مخيم جنين، لحماية الأسيرين: أيهم كممجي ومناضل انفعيات، في أعقاب وصولهما إليه.

 

وعلى خلفية ذلك، فإن المكوّن «الفتحاوي» في مخيم جنين، بالنسبة إلى التنظيم الرسمي لحركة «فتح» الذي يدين بالولاء لمؤسسة السلطة والرئيس محمود عباس، هو «تشكيل عاقّ» موالٍ لجهات خارجية، وفق قول مصدر «فتحاوي» في جنين، في حديثه إلى «الأخبار». ويضيف المصدر إن «التنظيم يَعتبر كلّ فتحاوي يخالف سياسة التنسيق الأمني، والنهج السياسي المنبطح للسلطة، موالياً للقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، أو أنه مدعوم من الجهاد الإسلامي أو حماس»، متابعاً أن «التنظيم لا يتورّع عن اعتقالنا وملاحقتنا، باعتبار الانتماء إلى خيار المقاومة المسلحة، تهمة تستدعي غضب الرئيس عباس وقيادات الأجهزة الأمنية». وبحسب المصدر، فإن خروج معظم المكون «الفتحاوي» في مخيم جنين، عن «طاعة الأجهزة الأمنية وولائها»، «قطع الطريق على أيّ خطوة يمكن أن تقوم بها تلك الأجهزة في جنين»؛ فلا التسويات نجحت، فيما خيار الصدام مع المقاومة، في ظل حاضنتها الشعبية الكبيرة، يعني استعداء عائلات المخيم «الفتحاوية» أولاً، فضلاً عن السواد الأعظم من السكان، والذي ينظر إلى المقاومين باحترام كبير.

يحاول جيش الاحتلال تحييد «المكوّن الفتحاوي» عن حالة المقاومة في مخيم جنين

الواقع الاجتماعي المعقّد هذا، دفع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى كسر جمودها العملياتي الذي استمر قرابة الشهرين عقب معركة «بأس جنين» في مطلع تموز الماضي، إذ لم يعد جيش الاحتلال يثق بأن الأجهزة الأمنية، والقيادات «الفتحاوية» قادرة على تحقيق أيّ إنجاز يُذكر في جنين، ما دام مقاومو حركة «فتح» وعائلاتهم يتصدّرون المشهد المقاوم في المخيم. وفي السياق، يقول مصدر مقرّب من «كتيبة جنين»، إن جيش الاحتلال بدأ، منذ نهاية شهر آب الماضي، العمل بشكل مباشر، ليس على اعتقال أو اغتيال كلّ من تقع عليه يده من مقاومي المخيم فحسب، إنما أيضاً استهداف قيادات «كتائب شهداء الأقصى» خصوصاً. ويشير المصدر، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أنه في السادس من شهر أيلول الجاري، اعتقلت قوات الاحتلال المقاوم «الفتحاوي» محمد نغنغية، فيما استهدفت عملية أول من أمس اعتقال القيادي في «الكتائب»، محمد أبو البهاء.

بالنتيجة، يحاول جيش الاحتلال تحييد «المكوّن الفتحاوي» عن حالة الانخراط في المقاومة في مخيم جنين، أو مجرّد احتضانها، لكي يصنع واقعاً جديداً، تخلو فيه الساحة من أي وجود فصائلي سوى «كتيبة جنين» التابعة لـ«الجهاد الإسلامي»، ما يسهّل على الأجهزة الأمنية استهدافها، عبر «إثارة الفتن والنعرات الحزبية والعشائرية، وصولاً إلى الاعتقال المباشر». إلا أن هذه المحاولة، وفق المصدر نفسه، من شأنها أن «تصطدم بواقع مغاير، لأن المخيم أضحى حالة ثورية، تنتمي إلى المقاومة والشهداء، أكثر من الولاء للرايات والأحزاب. لذا، فإن حاضنة المقاومة، ستبقى درعاً لها، مهما كانت الضغوط والتحديات».

 

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليلة استهداف “تل أبيب”.. صدمة ودمار رهيب وتبادل لشظايا الصاروخ بين المستوطنين

حالة من الهلع والقلق بين المستوطنين الإسرائيليين بعد سقوط صاروخ من لبنان في مبنى في “تل أبيب” بشكل مباشر، حيث تحدّث المستوطنون عن الأضرار الناجمة ...