كتب د.المختار
هناك عرفٌ في العلاقاتِ الدبلوماسيةِ عندما يحصلُ خلاف بين كتلتين دوليّتين، أو بين دولتين تلجأُ الدولةُ التي تريدُ استيعابَ الخلافِ إلى تعيينِ رئيسِ حكومةٍ، أو وزيرِ خارجيةٍ، أو مبعوثٍ يتمتعُ بشخصيةٍ مرنةٍ ومتعدلةٍ وتصالحيةٍ، وأحياناً تختارُ شخصاً يكونُ له علاقاتٌ أو صداقاتٌ ضمنَ الدولةِ الخصمِ وذلك بهدفِ استثمارِ مرونتِه الشخصيةِ لسحبِ فتيلِ الأزمةِ وتقريبِ وجهاتِ النظرِ بين الطرفين، وهناك أمثلةٌ كثيرةٌ على ذلك.
فإذا كان الحالُ كذلك فما هي رسالةُ قيادةِ ح..ما.سَ التي أجمعَت على اختيارِ ا.لس.نو.ا.ر.
إنَّ اختيارَه بالإجماعِ لرئاسةِ الحر.كةِ سياسياً و.عسكر.ياً هو إجماعٌ على تحدي إ.سر.ائيلَ. من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى هو رسالةٌ للحلفاءِ أنَّ الحر.كةَ بخيرٍ وأنها قادرةٌ على الاستمرارِ بالمو.اجهةِ، فاختيارُ الحر.كةِ لرجلٍ محا.صرٍ إ.سر.ا.ئيلياً وملا.حقٍ براً وبحراً وجواً وبمساندةٍ من أحدثِ التقنياتِ الغربيةِ من أقمارٍ صناعيةٍ و ذكاءٍ صناعي وغيرِها من وسائلِ الت.جسسِ. هو قمةُ التحدي، وسيزيدُ من تشديدِ الملاحقةِ عليه وهذا ليس بخافٍ عليه هو شخصياً، ولو كان يخشى ذلك لكان قد اعتذر.
وهذا دليلٌ على أنَّ قيادةَ الحر.كةِ موجودةٌ وقويةٌ وصا.مدةٌ وتعملُ باقتدارٍ وموقفُها سيصبحُ أشدَّ تصلباً مستقبلاً لجهة التمسك بالحقوق.
وهذا الإجماعُ هو إجماعٌ على أنَّ الأ.نفا.قَ هي المكانُ الوحيدُ الذي تأمنُ فيه الحركةُ على قائدِها من غدرِ الخو.نةِ ومكرِ الجو.اسيسِ، فالأ.نفا.قُ مكانٌ لا عينَ للعد.و فيه ولا أُذنَ، ودليلٌ على موثوقيةِ كلِّ مَن حوله.
بعدُ نظرِ القيادةِ السورية
إنَّ استمرار سوريةَ بدعمِ الحركةِ يومَ كان هناك فصيلٌ من حماسَ يقا.تلُ ضدَّ الجيشِ العربي السوري هي بذلك اتخذَت خياراً استراتيجياً لم يتمكن الكثيرُ من فهمِه في حينها، وهو الفصلُ بين الحركةِ كحركةِ مقا.و.مةٍ، وبين قيادتِها آنذاك المتمثلةِ بخالد مشعل الذي حرفَ مسارَها عن كونِها حركةَ مقا.و.مةٍ ومضى بها إلى خندقِ الإ.خو.انِ بدعمٍ تركي قطري.
فلما جاءَ 7 أ.كتو.بر. أكدَ صوابيةَ وبعدَ نظرِ الموقف السوري.
وباختيارِ الحر.كةِ لل.س.نو.ا.ر اليومَ تكونُ قد قطعَت آخرَ خيطٍ لها مع ذلك الخيارِ الإ.خو.اني الخا.طئ وأكدَت صوابيةَ الموقفِ السوري مرةً ثانية، وأصبحَت تقادُ من الميدانِ، وليس من فنادقِ قطرَ أو تركيا، وبذلك يكونُ الملفُ الفل.سطيني قد خرجَ من أيدي قطرَ ومصرَ وتركيا وأصبحَ بيدِ ا.لم.حو.رِ، وهذا سيعيدُ فل.سطينَ إلى موقعِها كقضيةِ العربِ الأولى، وسيعطي مزيداً من القوةِ لأطرافِ ا.لمحو.ر.
ومن جانبٍ آخرَ سيؤدي إلى زيادةِ الانقسامِ في الداخلِ الإ.سر.ائيلي حول جدوى عملياتِ الا.غتيا.لِ، وزيادة ا.لهجو.م على النتن.
لأنَّ اختيارَ ا.لس.نو.ا.ر جاءَ تطوراً صادماً للإ.سر.ائيل.يين وخاصةً اليمينَ ا.لمتطر.ف.
وقد بدا ذلك واضحاً عندما علّقَ الجنر.الُ احتيا.ط “ير.ون بلو.م” من جها.زِ الأ.منِ العام ا.لشا.با.ك للإذاعةِ 103،ا.لعبر.يةِ حين قالَ:
“سنشتاقُ لهن.ية بعد تعيينِ ا.لس.نو.ا.ر”…،
وأضافَ: “هذا يشيرُ إلى أنَّ الجنا.حَ الع.سكر.ي في الحر.كةِ يهيمنُ على القرارِ بشكلٍ كامل، وهو رجلٌ صلبٌ جداً وتعيينُه يشيرُ إلى أنَّ قيادةَ ا.لق.سا.مِ مازالت قائمةً وتعملُ بكفاءةٍ، وهذا ينسجمُ مع توجّهِ إ.ير.انَ و.ح.ز.بِا.لله”.
في حين عبّرَ وزيرُ الخارجيةِ الإ.سر.ائي.لي عن صدمتِه من هذا الاختيار.
لكن بعدَ هذا الاختيارِ والعالمُ أجمعُ ينتظرُ ردَّ إ.ير.انَ وحز.بِ ا.لله على عمليتي الا.غتيا.لِ، واليمنِ على الا.عتد.اءِ الإ.سر.ائيلي على ميناءِ الحد.يدةِ، وطالما الجميعُ يطلبُ عدمَ الانزلاقِ إلى حر.بٍ إقليميةٍ فمن المفيدِ أن تردَّ أطرافُ المحورِ، وبعد الردِّ تطالبُ الغرب إذا كنتم لا تريدون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، فإنَّ عليكم أن تضغطوا على إ.سر.ائيلَ لوقف إطلاقِ ا.لنا.رِ وعودةَ الناز.حين إلى شمالِ قطا.عِ غ.زّ.ةَ وإبرامَ صفقةٍ شاملةٍ لتبا.دلِ الأ.سر.ى.
(سيرياهوم نيوز 1-الكاتب)