آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » الادارة الجديدة للدولة تسير على خطى النظام السابق بخطوات سريعة وتتبنى نفس السياسات وتستخدم الطائرات لاستهداف قرى وتجمعات المدنيين

الادارة الجديدة للدولة تسير على خطى النظام السابق بخطوات سريعة وتتبنى نفس السياسات وتستخدم الطائرات لاستهداف قرى وتجمعات المدنيين

 

أنس جوده

وقع النظام السابق في حماقة كبرى عندما ظن رغم كل قوته وجبروته أنه قادر على مواجهة الحالات الأمنية بالوسائل الأمنية والعسكرية فقط والتزم كل الوقت رواية تطهير البلاد من الجراثيم والمندسين والخونة، ورافق ذلك خطاب شعبوي يطالب بالحرق والإبادة وحراثة المناطق وزرعها بالبطاطا مسلحا بسردية حق الدولة في الدفاع عن أمنها ضد الارهاب وضد تدخل الدول الأخرى سواء عبر التسليح أو عبر التجييش الإعلامي التحريضي، وساهم هذا الخطاب في اغراق النظام في وحول الصراع المجتمعي واستخدام القوة حتى وصل به الأمر لاستخدام صواريخ السكود والطيران الحربي، ولم يستطع تحقيق اي شيء لولا التوافقات السياسية والأمنية التي تمت بين دول ثلاثي استانا.

وفي نفس الوقت فعل النظام كل مايمكن فعله حتى لايذهب في طريق التوافق السياسي، فخون كل المعارضة السياسية ورفض الحوار مع اي طرف ، وخلق حواراته الخاصة مع نفسه فاستقبل الوفود الشعبية المهللة له في القصر الجمهوري وادار جلسات نقاش صورية ، وقام بحزمة إصلاحات شكلية على رأسها تعديل الدستور بإرادته المنفردة، كما قام لاحقا بإنشاء محاكم الارهاب للتغطية على ماقام به امنيا وإخراجه بشكل قضائي لائق.

واليوم نرى حرفيا نفس صيغة الخطاب ونفس الكلام يتكرر سواء عبر الخطاب”الرسمي ” على قنوات التلغرام او عبر الخطاب الشعبوي الداعم على الصفحات المختلفة والذي يتحدث عن ضرورة قمع وانهاء وابادة مايسمى بالفلول ، كما نرى نفس منطق تسطيح وإفراغ المسار السياسي من مضمونه عبر الحوار الشكلي وتأليف الدستور والاستيلاء على النقابات والقضاء والسير بمنطق الثأر والضغط لاستخدام القضاء لتحقيق التشفي، ويترافق ذلك كله مع بداية الاستخدام العسكري الممنهج لضبط الوضع الأمني عبر الوسائل الامنية والعسكرية الشديدة حتى وصل الأمر لاستخدام الطائرات لاستهداف قرى وتجمعات لمدنيين رفضوا القتال منذ البداية .

الواقع يقول أن الادارة السياسية تسير على خطى النظام السابق بخطوات سريعة وتتبنى نفس السياسات على الرغم من ضعف قدراتها وعدم قدرتها على ضبط الواقع الأمني وفشلها في ادارة الملف الاقتصادي والحكومي والإعلامي، والذي يترافق مع تغير موقف الدول التي دعمت وحاولت احتواء الواقع الجديد حتى وصلنا لسماع انتقادات حادة وواضحة من بعضها في المراكز الدولية .

لم تخرج الانتفاضة والحراك السوري السلمي ضد النظام لأجل الوصول لهذا الواقع الذي لايعبر عن مطالبهم ولايمثل القيم التي نادى بها السوريون لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة والمشاركة والمصالحة الوطنية العميقة، ومازال الواقع يقتضي تحقيق الخطوات الواضحة المتمثلة بانهاء الحلول الأمنية والعسكرية والالتزام بالطريق السياسي التشاركي ، وفتح حوار وطني حقيقي يفضي إلى حكومة وحدة وطنية سياسية تدير المرحلة الانتقالية وتضع الدستور المؤقت وتشرف على الانتخابات .

#الحكومة_الانتقالية هي الخطوة الأولى التي كان على السلطة الجديدة القيام بها وأصرت على تأجيلها حتى اصبحت الفرصة الأخيرة أمامها وأمام هذه البلاد المنهكة ، فلا تعبثوا بمستقبلنا ومستقبلكم ولا تذهبوا في طريق العناد الذي دمر البلاد وقضى على من كان قبلكم، ولا تستمعوا لخطب الشعبويين ولا الأفاقين وبائعي الهواء فهم أنفسهم من “سيكوع” بعدكم عندما لايبقى مجال للندم.
(أخبار سوريا الوطن٢-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تخوف من ارتكاب مجازر جديدة في الساحل.. القوات الأمنية والقوات الرديفة تزرع الرعب في نفوس المدنيين

  يتخوف أهالي من الطائفة العلوية من ارتكاب مجازر بحقهم، خلال حملات التمشيط التي تقوم بها القوات الامنية والعسكرية مدعومة بمسلحين طائفيين، بحثا عن المسلحين ...